هل تتجه إسرائيل نحو إعلان ضم الضفة الغربية قريبًا؟

تناقش الحكومة الإسرائيلية، مساء اليوم (الأحد)، الخطط العسكرية المقبلة في قطاع غزة، دون التطرق إلى أي صفقة تبادل في ظل غياب تقدم بملف المحتجزين. ومن المتوقع أن يُستدعى وزراء الكابنيت لإبداء موقفهم من خطوات رد ضد السلطة الفلسطينية، وعلى رأسها فرض السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية.
ووفق تقارير عبرية، فإن الخطة التي يقودها مستشار رئيس الحكومة، رون ديرمر، تتركز على ضم جزئي لمنطقة غور الأردن، وليست ضمًا كاملاً لمعظم مناطق الضفة. وقال مسؤول حكومي لصحيفة يسرائيل هيوم: “نتنياهو يدفع باتجاه سيادة جزئية، لكنه سيتعرض لانتقادات أوروبية كما لو كان ضمًا كاملاً، في حين كان يمكنه الحصول على اعتراف كامل من الرئيس ترامب سابقًا.”
بالموازاة، وجّهت حركة “السيادة” وعدد من المنظمات اليمينية قبل أسبوعين رسالة إلى نتنياهو دعته فيها إلى فرض السيادة على الضفة الغربية وغور الأردن وقطاع غزة، معتبرة أن إسرائيل أمام “لحظة حاسمة: إما الانجرار وراء الاعتراف بالدولة الفلسطينية، أو كبحه بخطوة سيادية”.
كما كشفت مصادر لموقع واللا أن وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أبلغ نظيره الأميركي ماركو روبيو، خلال لقائهما في واشنطن الأسبوع الماضي، أن إسرائيل تستعد للإعلان عن خطوات عملية باتجاه فرض السيادة في الضفة الغربية خلال الأشهر المقبلة، مشيرة إلى أن اللقاء ركز رسميًا على ملفات غزة ولبنان وسوريا وإيران، لكن ساعر استغل المناسبة لطرح ملف الضفة.
وتؤكد التقديرات أن الحكومة متفقة على مبدأ فرض السيادة، لكنها منقسمة حول التوقيت والدافع: هل يأتي كرد على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية، أم كخطوة أيديولوجية مستقلة؟ وبحسب مصادر في الكابنيت، فإن المجلس الوزاري المصغّر يناقش هذه المسألة حاليًا.
وكان وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، قد صعّد لهجته الأسبوع الماضي في احتفال بمرور خمسين عامًا على تأسيس مستوطنة “عوفرا” بالضفة، قائلاً: “السيادة على أرضنا لا تُقرَّر في واشنطن أو الأمم المتحدة أو أوروبا، بل في القدس”، داعيًا نتنياهو إلى إعلان ضم كامل للضفة.
يُذكر أنه في مطلع عام 2020، أعلن نتنياهو، عقب طرح خطة الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب، عزمه إدخال قرار الضم إلى جلسة الحكومة، واصفًا الخطة بأنها “فرصة تاريخية لا تتكرر إلا مرة كل مئة عام”، بعدما حصل على اعتراف أميركي بفرض القانون الإسرائيلي على غور الأردن وشمال البحر الميت ومستوطنات الضفة الغربية.