كُشف مؤخرًا عن واحدة من أكبر الفضائح التي شهدتها قاعات الأفراح في مدينة القدس، بعدما تبيّن أن عمال نظافة في قاعة فاخرة استغلوا ثقة أصحاب المناسبات واقتحموا غرفة الخزنة، حيث تحفظ صناديق الهدايا المالية المقدمة للعروسين أو أصحاب الحفل، وقاموا بسرقة عشرات المغلفات التي احتوت مبالغ نقدية كبيرة، قدّرت قيمتها بمئات آلاف الشواكل.
الحادثة الأولى: سرقة خلال الزفاف
وبحسب التفاصيل، وقعت الحادثة الأولى قبل نحو عشرة أشهر خلال حفل زفاف فاخر في القاعة نفسها، حين فوجئ العريس “أور” (اسم مستعار) وزوجته الشابة، وكلاهما في العشرينيات من عمرهما، باختفاء نحو 50 مغلفًا نقديًا من الخزنة، بينما كانا يرقصان مع ضيوفهما في قاعة الاحتفال.
وقال العريس:
“أنهينا الحفل وتوجهنا لعدّ المغلفات، فاكتشفنا نقصًا هائلًا. تبيّن أن عمال النظافة كانوا يملكون مفتاح الخزنة واستغلوا ذلك لسرقتها. مدير القاعة رفض تحمّل المسؤولية أو تعويضنا.”
حالات مشابهة:
لم تكن هذه الواقعة الوحيدة؛ إذ سُجلت حالات أخرى مشابهة في القاعة نفسها:
-
في زفاف آخر، فقدت العروس “إيلا” نحو 30 مغلفًا نقديًا.
-
وفي احتفال أقيم قبل أشهر، اكتشف والدا الفتى عشرات المغلفات الممزقة التي سُرقت منها الأموال.
الشرطة: اعتقالات وتحقيقات
قدّم الضحايا عدة شكاوى في مركز شرطة عوز بمنطقة القدس، حيث تم فحص تسجيلات كاميرات المراقبة. وأظهرت اللقطات أربعة عمال نظافة من شرقي القدس، في العشرينيات من أعمارهم، وهم يدخلون غرفة الخزنة.
الشرطة اعتقلت المشتبهين مرتين، ومددت احتجازهم لفترات مختلفة، قبل أن يتم الإفراج عنهم بشروط مقيّدة. وجرى تحويل ملف التحقيق إلى وحدة الادعاء في شرطة القدس تمهيدًا لتقديم لوائح اتهام ضدهم.
دعاوى مدنية وتعويضات محتملة
إلى جانب المسار الجنائي، يعتزم عدد من الأزواج المتضررين رفع دعاوى مدنية ضد أصحاب القاعة، للمطالبة بتعويضات عن الخسائر المالية الضخمة والأضرار النفسية التي لحقت بهم نتيجة سرقة هدايا زفافهم.
صدمة في أوساط الأزواج
الفضيحة أثارت موجة من الغضب والقلق بين الأزواج المقبلين على الزواج وأهاليهم، الذين يعتمدون على الهدايا النقدية كوسيلة أساسية لتغطية تكاليف حفلاتهم الباهظة. ويرى متابعون أن هذه الحوادث قد تهزّ ثقة الجمهور بقاعات الأفراح وتدفع العائلات إلى البحث عن طرق بديلة وأكثر أمانًا لحفظ الهدايا النقدية خلال المناسبات.
