
أعلنت بريطانيا وكندا وأستراليا، اليوم (الأحد)، اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، لتلتحق بها سريعًا البرتغال، في خطوة يُتوقَّع أن تشكّل بداية موجة اعترافات دولية جديدة خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع.
ومن المرجح أن تنضم ست إلى ثماني دول أخرى، بينها فرنسا، بلجيكا، لوكسمبورغ، مالطا، أندورا وسان مارينو، بينما تدرس نيوزيلندا وفنلندا اتخاذ الخطوة لاحقًا.
ورغم الطابع الرمزي للقرار وعدم انعكاسه المباشر على الأرض، فقد غيّرت هذه الدول تعريف “فلسطين” في سجلاتها ومواقعها الرسمية، وأدرجتها على خرائطها، من دون الإعلان عن فتح سفارات في رام الله. ويظل حصول فلسطين على عضوية كاملة في الأمم المتحدة رهينًا بقرار مجلس الأمن واحتمال استخدام الولايات المتحدة حق النقض.
ردود إسرائيلية متباينة
في إسرائيل، لم يُحسم بعد شكل الرد الرسمي، إذ تتراوح الخيارات بين تجاهل الخطوة أو المضي نحو فرض السيادة على غور الأردن وأجزاء من الضفة الغربية. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعلن أنه سيؤجل أي قرار حتى عودته من نيويورك بعد لقائه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، فيما لمح مقربون منه إلى إمكانية تمرير ضم جزئي من دون مواجهة مع واشنطن، وسط تحذيرات سياسية من المساس باتفاقيات أبراهام.
كما بعثت إسرائيل رسائل تحذيرية إلى باريس، ولوّحت بإغلاق القنصلية الفرنسية في القدس، في حين ردّت مصادر فرنسية بتحذيرات من إجراءات مضادة قد تشمل تقليص التعاون الأمني وطرد دبلوماسيين.
وتبحث إسرائيل خيارات أخرى مثل استدعاء سفراء الدول المعترفة، سحب سفرائها من تلك العواصم، أو اتخاذ خطوات سيادية رمزية داخلية، إضافة إلى احتمال تأجيل الرد حتى تهدأ العاصفة الدولية.
مواقف داخلية وخارجية
في بريطانيا، قوبل الاعتراف بترحيب من اليسار، بينما هاجمه قادة اليمين على رأسهم نايجل فراج، معتبرين أنه “مكافأة لحماس” في ظل استمرار احتجاز إسرائيليين في غزة. أما في أستراليا وكندا، فقد واجهت الحكومتان انتقادات من المعارضة المحافظة، التي رأت أن الاعتراف سابق لأوانه.
وربطت كل من كندا وأستراليا اعترافهما بشروط، أبرزها: إصلاحات سياسية واقتصادية وتعليمية شاملة، تنظيم انتخابات عام 2026، الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود، ونزع سلاح حركة حماس ومنعها من المشاركة في أي حكومة مستقبلية.
ردود فلسطينية ودولية
القيادة الفلسطينية في رام الله رحبت بالقرار ووصفته بأنه “إعلان بلفور الفلسطيني”، بينما اعتبرته حركة حماس انتصارًا سياسيًا.
في المقابل، يسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتوسيع دائرة الاعتراف لتشمل دولًا في شرق آسيا مثل اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة، على أمل أن يدفع أي قرار إسرائيلي بالضم ألمانيا إلى الاعتراف بدولة فلسطين أيضًا.
أما إسرائيل، فتراهن على خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب المرتقب في الأمم المتحدة، والذي قد يمنحها غطاءً لردود دبلوماسية قوية ضد باريس وحلفائها.