خبر رئيسيوادي عاره

مشروع رائد لإعادة تدوير العبوات في أم الفحم: بعد بيئي، اجتماعي وتربوي

في ظل التحديات البيئية والاجتماعية التي نعيشها، أُطلق هذا الأسبوع مشروع مبتكر لإعادة تدوير عبوات الشرب الخاضعة لقانون الوديعة، بدعم من وزارة حماية البيئة. المشروع لا يقتصر على الحفاظ على البيئة فحسب، بل يحمل أبعادًا اجتماعية، تربوية واقتصادية مهمّة تعود بالنفع على كل بيت وفرد في مدينة أم الفحم.

البعد البيئي والتربوي

تم وضع ماكينتين لإعادة تدوير العبوات:

  • الأولى في موقف السيارات المقابل للمدرسة الثانوية الشاملة.

  • الثانية في ساحة المركز الجماهيري.

اختيار هذين الموقعين لم يكن صدفة، فهما يشكّلان محورًا تربويًا واجتماعيًا يوميًا. الطلاب، الزوار والمواطنون سيمرون من هناك بشكل دائم، ليشاهدوا عملية إعادة التدوير أمام أعينهم، فيتلقون رسالة حيّة بأن حماية البيئة تبدأ من سلوك فردي بسيط مثل إعادة عبوة فارغة.

تعمل الماكينات بشكل أوتوماتيكي كامل: استلام العبوات، فرزها وضغطها، ثم إصدار قسيمة استحقاق (שובר זיכוי) فورية للمستهلك. كما يمكن استرجاع قيمة الوديعة عبر تطبيق KashCash، حيث يُحوَّل المبلغ مباشرة إلى الحساب البنكي أو يُستبدل بقسيمة شراء في المحلات والشبكات التجارية المشتركة في التطبيق.

وقد أجرت شركة CYCLE التي ركبت هذه الماكينات تدريبًا ميدانيًا في موقع الماكينة، بمشاركة ممثلين عن الشركة وموظفي وحدة البيئة وتحسين ملامح وجه المدينة، حيث تلقوا إرشادات حول كيفية تشغيل الماكينات.

إضافة إلى ذلك، ستعمل بلدية أم الفحم بالتعاون مع المدارس على تنظيم ورشات وإرشادات عملية للطلاب حول استخدام هذه الماكينات. الهدف هو بناء جيل واعٍ بيئيًا، يحمل ثقافة الاستدامة ويترجمها إلى ممارسة يومية داخل المدرسة، في البيت وفي الشارع. التربية البيئية هنا ليست درسًا في كتاب، بل أسلوب حياة.

البعد الاجتماعي

يوفّر المشروع فرصًا اجتماعية مهمّة. فمن جهة، يتيح مصدر دخل إضافيًا لأولئك الذين يجمعون العبوات الفارغة، ما يساهم في تحسين أوضاعهم المعيشية. ومن جهة أخرى، يشجع المصالح التجارية المحلية على الانضمام والاستفادة من النقاط التي يجمعها المواطنون لقاء إعادة العبوات. وهكذا تُخلق دورة اقتصادية-اجتماعية متكاملة: المواطن يستفيد ماديًا، صاحب المصلحة يعزز مكانته في السوق، والمجتمع بأسره ينعم ببيئة أنظف وأكثر نظامًا.

إن هذه الدائرة تعزز التضامن الاجتماعي بين أبناء المدينة، وتحوّل إعادة التدوير من عمل فردي إلى ثقافة جماعية تُسهم في تحسين جودة الحياة للجميع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى