الشيكل يسجل أعلى مستوى له أمام الدولار منذ 3 سنوات ونصف

يواصل الشيكل الإسرائيلي تسجيل ارتفاع حاد أمام الدولار الأميركي، إذ بلغ صباح اليوم (الاثنين) أدنى مستوى صرف للدولار منذ ثلاث سنوات ونصف عند 3.2625 شيكل للدولار، قبل أن يتراجع قليلاً إلى نحو 3.28 شيكل – ما يعادل ارتفاعًا بنحو 0.3% في يوم واحد.
كما سجل الشيكل تحسنًا أمام اليورو الذي تراجع إلى 3.8199 شيكل، ليستقر لاحقًا حول 3.83 شيكل.

ويرى محللون أن هذا الارتفاع يعزى إلى الفارق في معدلات الفائدة بين إسرائيل والولايات المتحدة، إذ خفّض الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الفائدة لدعم النمو، بينما أبقى بنك إسرائيل عليها دون تغيير، ما جعل الاستثمار في السندات الإسرائيلية أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب.
كما أن توقعات الانتعاش في البورصة المحلية دفعت بعض المستثمرين إلى تحويل دولاراتهم إلى شيكل لشراء أسهم إسرائيلية، ما زاد من قوة العملة المحلية.

وأشار تقرير الاقتصاد الكلي الصادر عن شركة “ليدر ماركتس” إلى أن

“الضغط باتجاه تعزيز الشيكل سيستمر مع تقدم المفاوضات نحو وقف إطلاق النار”،
موضحًا أن تسارع صادرات قطاع التكنولوجيا الفائقة وارتفاع استثمارات الشركات الإسرائيلية في الخارج بنسبة 41% يسهمان في زيادة تدفق العملات الأجنبية إلى السوق، وبالتالي في تعزيز مكانة الشيكل.

وأضاف التقرير أن التحسن الأخير لا يرتبط بالعوامل الاقتصادية فقط، بل أيضًا بـالمزاج النفسي السائد في الأسواق، إذ إن التفاؤل بإمكانية التوصل إلى تهدئة أمنية يرفع ثقة المستثمرين الذين يسارعون إلى شراء الشيكل قبل هبوط سعر الصرف إلى مستويات أدنى.

ويؤكد التقرير أن

“العوامل الاقتصادية الأساسية تدعم الاتجاه الصعودي للشيكل، وفي حال التوصل إلى وقف إطلاق نار رسمي، فقد يزداد الضغط نحو مزيد من الارتفاع.”

وبالنسبة للمستهلكين، فإن قوة الشيكل تُعد أنباء إيجابية، إذ تسهم في كبح ارتفاع أسعار الوقود والسفر والسلع المستوردة، ما يشبه “خفضًا طبيعيًا في الأسعار” يساعد على تقليص تكلفة المعيشة.
لكن في المقابل، يتضرر المصدّرون – خصوصًا في قطاع التكنولوجيا – لأنهم يتقاضون إيراداتهم بالدولار بينما تُدفع نفقاتهم بالشيكل، ما يقلل من هامش أرباحهم.

ويبقى السؤال المفتوح:
هل سيتدخل بنك إسرائيل في سوق العملات بشراء دولارات أو بخفض الفائدة لتهدئة قوة الشيكل، أم سيترك السوق يواصل تسعير التفاؤل الاقتصادي والهدوء الأمني؟