أخبارخبر رئيسي

الولايات المتحدة تبلغ الوسطاء: نوايا حماس تشكّل تهديدًا لاتفاق الهدنة

أصدرت وزارة الخارجية الأميركية فجر الأحد بيانًا استثنائيًا حذّرت فيه من معلومات “موثوقة” تفيد بوجود نوايا لدى حركة حماس لتنفيذ هجومٍ مخطّط يستهدف المدنيين في قطاع غزة، مؤكدةً أن أيّ هجوم من هذا النوع سيشكّل “انتهاكًا مباشرًا وخطيرًا” لاتفاق وقف إطلاق النار، وأنه “في حال استمرار هذه الهجمات، فسيُتخذَت إجراءات لحماية سكان غزة والحفاظ على سلامة وقف إطلاق النار”.

البيان، الذي تم إبلاغه إلى الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار، تضمّن رسائل تحذير واضحة إلى قيادة حماس، وطالب تلك الدول بممارسة الضغط على الحركة للالتزام بتعهداتها.
وجاء الإعلان الأميركي وسط تقارير تتحدث عن تحركات داخلية في حماس لتعزيز سيطرتها في قطاع غزة، وتهديدات صادرة مؤخرًا عن وحدات في الحركة ضد مجموعات محلية و«مروّعي الأمن».


نصّ البيان ومضمون التحذير

ذكرت وزارة الخارجية الأميركية في رسالتها إلى الدول الضامنة أن «تقارير موثوقة تشير إلى وجود نية فورية لدى حماس لخرق وقف إطلاق النار عبر تنفيذ هجوم مخطّط ضد سكان غزة»، مضيفةً أن مثل هذا الإجراء «سيقوّض التقدّم الذي تحقق بجهود الوساطة».
ودعت حماس إلى «الوفاء بالتزاماتها»، محذّرةً بعبارات صريحة من أنه «إذا واصلت الحركة تنفيذ هجمات ضد سكان غزة في محاولة لترسيخ سلطتها، فسيتم اتخاذ إجراءات لحماية المدنيين والحفاظ على استقرار اتفاق وقف إطلاق النار».


موقف الإدارة الأميركية

يُذكر أن تصريحات سابقة لمسؤولين أميركيين حملت لهجة تصعيدية تجاه حماس؛ إذ حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل يومين، في منشور على منصة TRUTH، الحركة قائلًا:

«إذا واصلت قتل الناس في غزة، وهو أمر غير وارد في الاتفاق، فلن يكون أمامنا خيار سوى التدخل».

تصريح ترامب أعاد تسليط الضوء على الضغوط السياسية والدبلوماسية الأميركية المرتبطة بملف وقف إطلاق النار وضماناته الدولية.


التطورات الميدانية الداخلية

منذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، ركّزت قيادة حماس جهودها على ترسيخ نفوذها في القطاع، بحسب تقارير إعلامية.
وشرعت الحركة في حملات لضبط أو استيعاب فصائل محلية ومجموعات مسلّحة نشأت خلال العمليات العسكرية، في ما وُصف بأنه “حملة لتنظيف الساحة” وتعزيز الجهاز الأمني المركزي.
كما أصدرت وحدات تابعة للحركة بيانات وتحذيرات تؤكد أنها لن تتسامح مع الخارجين على القانون أو من يهددون أمن المدنيين، في إشارة إلى تصفية بعض العناصر المحلية المتورطة في صراعات داخلية.


تداعيات سياسية ودبلوماسية

إذا تُرجمت التحذيرات الأميركية إلى خطوات عملية — دبلوماسية أو أمنية — فقد تنعكس مباشرة على مسار الوساطة وملفات إعادة الإعمار والإغاثة في غزة.
أي تصعيد أميركي، حتى لو وُجّه ضد حماس بصفتها القوة الحاكمة، قد يضعف الهدنة ويعقّد جهود الوسطاء الإقليميين والدوليين.
كما يُتوقع أن تزيد واشنطن ضغوطها على الدول الضامنة للاتفاق لحثّ الحركة على ضبط الوضع الميداني.


ردود الفعل والمآلات المحتملة

حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم يصدر رد رسمي من قيادة حماس على التحذيرات الأميركية، كما لم تُسجَّل أي هجمات من النوع الذي أشار إليه البيان.
وتبقى السيناريوهات مفتوحة بين استمرار الهدوء النسبي تحت رقابة الوسطاء، أو تصاعد داخلي قد يجرّ تدخلاً دوليًا يهدّد استقرار الهدنة.


خلاصة:
الولايات المتحدة وجّهت إنذارًا مباشرًا وغير معتاد إلى حركة حماس عبر الدول الضامنة لوقف إطلاق النار، مفاده أن أي محاولة لاستهداف المدنيين في غزة ستُعتبر انتهاكًا جسيمًا وستقابل بـ«إجراءات لحماية السكان والحفاظ على الهدنة».
لكن في ظل التوترات الداخلية المتزايدة ومحاولات ترسيخ السيطرة في القطاع، يبقى مصير الهدنة رهنًا بالأيام المقبلة وما تحمله من تطورات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى