بدأ عدد من أهالي وادي عارة موسم قطف الزيتون في عامٍ يُعدّ من الأصعب خلال السنوات الأخيرة، إذ يشهد تراجعًا حادًا في الإنتاج وارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار. ويؤكد المزارعون أن الموسم الحالي شحيح بشكل غير مسبوق، ما أدى إلى ارتفاع سعر تنكة الزيت (16 كيلوغرامًا) إلى ما بين 700 و800 شيكل.
ورغم الصعوبات، يظل موسم الزيتون في منطقة الروحة ذا طابع رمزي وتاريخي عميق، إذ يرى الأهالي فيه فرصةً لتجديد ارتباطهم بأرضهم التي كانت مهددة بالمصادرة عام 1998 خلال ما عُرف بـ “هبة الروحة”، حين تصدى الأهالي لمحاولات تحويل الأراضي إلى مناطق عسكرية مغلقة، ونجحوا في الحفاظ على جزء كبير منها بفضل نضالهم الشعبي.
يقول المزارع عوّاد محاميد إن موسم الزيتون يمثل حدثًا سنويًا ينتظره الجميع بشوق:
“بدأنا موسم الزيتون الذي يعيدنا إلى جذورنا، فقد ورثنا هذا الحب عن أجدادنا. فرحة الأطفال بالموسم لا تُقدّر بثمن، فالعائلة كلها تشارك في القطف والعصر. رغم المشقة، إلا أن هذا الموسم مليء بالمحبة والذكريات الجميلة.”
ويضيف محاميد أن الموسم الحالي ضعيف جدًا مقارنةً بالسنوات الماضية:
“نسبة الإنتاج لا تتجاوز 40%، فالكثير من الأشجار تحمل أغصانًا قليلة مثمرة فقط. هذا ما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير، إذ تتراوح تنكة الزيت بين 700 و800 شيكل.”
ويختم حديثه بدعوة الشباب إلى التمسك بالأرض:
“من المهم أن يتوارث الجيل الجديد حب الأرض والزيتون. فالأرض تربطنا بجذورنا وهويتنا، ويجب ألا نتركها.”
من جانبه، يقول الحاج أحمد حبيطي، صاحب معصرة الروحة للزيتون في قرية معاوية، إن الأراضي في منطقة الروحة لها مكانة خاصة لدى الأهالي، ويستذكر دورها في الحفاظ على الهوية والانتماء:
“هبة الروحة كانت لحظة مفصلية في تاريخنا، وموسم الزيتون يعيدنا كل عام إلى تلك الأراضي التي دافعنا عنها، وإلى شجرة الزيتون المقدسة التي ترمز إلى الثبات والصمود.”
ويشير حبيطي إلى تراجع واضح في مشاركة الجيل الشاب بالعمل الزراعي:
“في الماضي كان موسم الزيتون أشبه بالعيد، يجمع كل أفراد العائلة. اليوم، معظم من يهتم بالأرض هم كبار السن فقط، بينما ينشغل الشباب بأمور الحياة اليومية. نأمل أن يعود الاهتمام بالأرض كما كان.”
وحول وضع الموسم الحالي، يوضح حبيطي أن الإنتاج في تراجع مستمر:
“الإنتاج يقل موسمًا بعد موسم، واليوم كل 5 كيلوغرامات من الزيتون تعطي فقط بين كيلو وكيلو ونصف من الزيت، وهو معدل متدنٍ مقارنة بالسنوات السابقة.”
أما بخصوص توقيت القطف، فيؤكد أن الثمار نضجت في معظم المناطق:
“هناك من بدأ القطف، والبعض ينتظر حتى أواخر تشرين الأول أو حتى تشرين الثاني. لكن حسب ما نرى في المعصرة، الزيتون جاهز للقطف.”
ويختم حبيطي برسالة للمزارعين:
“الاهتمام بالشجرة طوال العام هو ما يضمن إنتاجًا جيدًا، من تقليم وتسميد وريّ. الزراعة ليست موسمًا فقط، بل علاقة مستمرة بين الإنسان والأرض.”
يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: bldtna3@gmail.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع بلدتنا. وشكرًا!