أخبارخبر رئيسي

الطيبي: تشكيل القائمة المشتركة نهاية حكم نتنياهو

أظهر استطلاع رأي نشرته القناة الإسرائيلية 13 مساء الأربعاء، أن إعادة توحيد الأحزاب العربية ضمن قائمة مشتركة واحدة قد يؤدي إلى زيادة تمثيلها في الكنيست بمقدار 6 مقاعد، في مقابل تراجع معسكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمقدار 5 مقاعد، ما قد يمنعه من تشكيل حكومة في الانتخابات المقبلة.

يأتي هذا التطور في وقت جددت فيه قيادات الأحزاب العربية دعوتها لتوحيد الصفوف وإعادة تشكيل القائمة المشتركة التي تفككت في الدورات الانتخابية الأخيرة، وسط توقعات بأن تصبح قوة حاسمة في رسم التحالفات المقبلة.

نتائج الاستطلاع وتأثيرها

بحسب نتائج الاستطلاع، فإن القائمة المشتركة قد تحصل على 15 مقعدًا، لتصبح القوة الثالثة في الكنيست بعد حزبي “الليكود” و”المعسكر الرسمي”، وهو ما وصفه محللون بأنه تطور دراماتيكي قد يعيد رسم خريطة التحالفات السياسية في البلاد.

وفي حديث لراديو الناس، وصف د. أحمد الطيبي، رئيس كتلة الجبهة والعربية للتغيير، النتائج بأنها “متوقعة ولكنها حاسمة في تأثيرها”، مضيفًا: “كنا نتوقع أن نصل إلى 14 أو 15 أو حتى 16 مقعدًا. لكن أهمية هذا الاستطلاع تكمن في تبعاته السياسية، فهو يثبت أن القائمة المشتركة قادرة على منع تشكيل حكومة نتنياهو – سموتريتش – بن غفير”.

ارتفاع نسبة التصويت العربي

أظهر الاستطلاع ارتفاعًا ملحوظًا في نسبة التصويت داخل المجتمع العربي إلى نحو 60%، مع توقعات بزيادة إضافية مع اقتراب موعد الانتخابات. وأشار الطيبي إلى أن استمرار الزخم الحالي قد يرفع المقاعد إلى 17، ما يجعل القائمة المشتركة قوة حاسمة في تشكيل الحكومة المقبلة.

التأثير على معسكرات اليمين والمركز

وفق الطيبي، فإن توحيد الأحزاب العربية سيحد من قدرة معسكر نتنياهو على الوصول إلى 61 مقعدًا، كما لن يمنح أي معسكر آخر أغلبية مستقرة لتشكيل حكومة. وأضاف: “المطلب الجماهيري الأول هو إسقاط حكومة نتنياهو، وهذا لا يتحقق إلا من خلال إعادة تشكيل القائمة المشتركة. بدونها، لا يوجد توازن سياسي في الكنيست”.

سيناريوهات ما بعد الانتخابات

ردًا على احتمالات دعم الأحزاب العربية لمرشح من خارج معسكر اليمين كما حصل مع بيني غانتس سابقًا، قال الطيبي إن هذا السيناريو وارد، موضحًا أن بعض قادة الأحزاب الإسرائيلية لم يستبعدوا التعاون مع نتنياهو أو معسكره في حكومة طوارئ أو وحدة وطنية. وأضاف: “المجتمع العربي لا يثق باليمين الإسرائيلي الذي يواصل التحريض على قضايا النقب والقدس والحقوق المدنية”.

دعوة لتوحيد الصف العربي

ختم الطيبي حديثه بالدعوة إلى اجتماع عاجل بين الأحزاب العربية: “لم تعد هناك أعذار تقنية أو تنظيمية. نشر هذه الأرقام يظهر بوضوح أن وحدة الأحزاب تصب في مصلحة مجتمعنا”. وأضاف أن الحركة العربية للتغيير هي الأكثر حرصًا على قيام القائمة المشتركة، داعيًا بقية الأحزاب، بما فيها القائمة العربية الموحدة، إلى إعلان موقف واضح بشأن العودة للتحالف.

ويأتي هذا النقاش في ظل تراجع تمثيل الأحزاب العربية في الدورات الانتخابية الأخيرة، بعد تفكك القائمة المشتركة إلى كتل متفرقة، فيما يرى محللون أن إعادة توحيدها قد يعيد للعرب دورًا مركزيًا في المعادلة السياسية الإسرائيلية، خصوصًا مع تصاعد الاستقطاب بين معسكري اليمين والوسط.

تشير نتائج الاستطلاع إلى أن الناخب العربي سيعود ليكون “بيضة القبان” في السياسة الإسرائيلية، وأن أي محاولة لتشكيل حكومة مستقبلية – سواء من اليمين أو الوسط – لن تكون ممكنة دون احتساب الكتلة العربية الموحّدة. وتبقى الأيام المقبلة حاسمة في تحديد ما إذا كان الشارع العربي سيشهد عودة تاريخية للقائمة المشتركة أم استمرار التشرذم الذي أضعف تأثيره في السنوات الأخيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى