 
						كشف مسؤول أميركي رفيع أنّ الولايات المتحدة أبلغت حركة حماس مساء الأربعاء، عبر مصر وقطر، بمهلة مدتها 24 ساعة لإخلاء عناصرها من المنطقة الواقعة خلف “الخط الأصفر” الخاضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي، في خطوة تهدف إلى منع أي احتكاك ميداني قد يعرقل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وخطط المرحلة التالية في قطاع غزة.
وأوضح المصدر، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام أميركية، أنّ المهلة انتهت عند الساعة الثامنة من مساء الخميس، مضيفًا:
“منذ تلك اللحظة ستبدأ إسرائيل بتنفيذ وقف إطلاق النار بالقوة، وستتحرك ضد أي أهداف لحماس داخل المناطق التي تخضع لسيطرتها العسكرية”.
وأشار المسؤول إلى أنّ هذه الترتيبات تمت بموافقة الولايات المتحدة ومصر وقطر، وأنّ التنسيق مستمر بين الأطراف الثلاثة لتأمين تطبيق الاتفاق الميداني وضمان عدم انهياره في مراحله الأولى.
عناصر حماس في الأنفاق
من جهته، قال مسؤول عسكري إسرائيلي إنّ عناصر من حماس لا تزال تتحصن داخل أنفاق تحت الأرض في مناطق تقع ضمن نطاق السيطرة الإسرائيلية، لا سيما في خان يونس ورفح، وهي ما يصفها الجيش بـ”الجيوب غير المطهّرة”.
وأضاف المسؤول أنّ الإنذار الأميركي يهدف إلى دفع الحركة نحو انسحاب منظم من تلك الجيوب لتفادي أي مواجهات مباشرة قد تعقّد تنفيذ الاتفاق أو تؤخر المرحلة التالية من الخطة الأمنية في القطاع، مشيرًا إلى أنّ “حماس لم تستجب حتى الآن لأي دعوة للمغادرة أو الانسحاب الطوعي”.
خطة أميركية لتشكيل “قوة دولية” لإدارة غزة
وفي سياق متصل، كشفت مصادر مطّلعة لموقع أكسيوس الأميركي أن واشنطن تضع اللمسات الأخيرة على خطة إنشاء قوة أمنية دولية لإدارة قطاع غزة في إطار ترتيبات ما بعد الحرب.
ووفقًا للتقرير، تتولى القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM) إعداد تفاصيل الخطة، التي تشمل تشكيل قوة شرطة فلسطينية جديدة تخضع للتدريب والإشراف من قبل الولايات المتحدة ومصر والأردن، إلى جانب مساهمات محتملة من دول أخرى.
وبحسب التسريبات، أبدت كلّ من إندونيسيا وأذربيجان ومصر وتركيا استعدادها للمشاركة في القوة المزمع تشكيلها، في حين نقل أحد المسؤولين الأميركيين قوله:
“من دون وجود نظام أمني موثوق في غزة يحظى بقبول إسرائيل، سنواجه هجمات متكررة في المستقبل القريب”.
وأكدت المصادر أنّ واشنطن تسعى لتجنّب أي تصعيد جديد، مع الإبقاء على إسرائيل ضمن المعادلة الأمنية من دون إشراكها المباشر في القوة الدولية، على أن تُدار القوة بإشراف أميركي وتنسيق إقليمي واسع.
كما تعمل الإدارة الأميركية على صياغة مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يمنح شرعية قانونية لهذه القوة، من دون أن تكون بعثة تابعة للأمم المتحدة رسميًّا، بل تحت إشراف أميركي مباشر وبصلاحيات محددة.
ومن المتوقع، بحسب المصادر، أن تُتخذ القرارات النهائية بشأن تشكيل القوة خلال الأيام المقبلة، قبل عرضها على إسرائيل والدول المشاركة المحتملة في الأسابيع القادمة، ضمن حزمة من الخطوات السياسية والأمنية الهادفة إلى تثبيت الهدوء في القطاع وتهيئة الأجواء لمرحلة إعادة الإعمار.






