
شارك الآلاف اليوم السبت في مظاهرة قطرية بمدينة عرابة البطوف، احتجاجًا على تفاقم العنف والجريمة في المجتمع العربي، وتنديدًا بما وصفه المشاركون بـ”تواطؤ الشرطة وتقاعسها المستمر” عن أداء واجبها في حماية المواطنين. وشهدت المدينة أجواء غاضبة عقب تسجيل 9 ضحايا من أبنائها منذ بداية العام، بينهم ثلاث جرائم قتل خلال أقل من شهر واحد.
“صرخة مدوية ضد العنف”
وانطلقت المظاهرة من أمام المسجد القديم في عرابة، يتقدمها شباب ونساء وشخصيات جماهيرية رفعوا لافتة كبيرة حملت شعار:
“صرخة مدوية ضد العنف والجريمة وتواطؤ الشرطة”.
وجاب المتظاهرون شوارع المدينة وصولًا إلى دوار يوم الأرض، حيث أقيم مهرجان خطابي أُلقيت خلاله كلمات لقادة المجتمع العربي، من بينهم رئيس لجنة المتابعة العليا محمد بركة.
وخلال كلمته، قاطعه عدد من أهالي ضحايا جرائم القتل الذين طالبوا بإعلان إضراب عام وشامل في جميع البلدات العربية، معتبرين أن “المرحلة لا تحتمل المزيد من الانتظار”.
دعوات للتصعيد ومظاهرة مركزية في القدس
وفي ختام الفعالية، دعت لجنة المتابعة العليا وجمعيات ناشطة إلى المشاركة في المظاهرة المقررة أمام مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية في القدس، والمقرر تنظيمها يوم الأحد 9 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، للضغط على الحكومة من أجل اتخاذ خطوات جدية للحد من الجريمة.
تصاعد غير مسبوق للضحايا
وتأتي هذه المظاهرة في ظل حصيلة مرعبة لضحايا جرائم القتل منذ مطلع العام، إذ قُتل 216 مواطنًا عربيًا حتى الآن، بينهم 20 امرأة، إلى جانب 11 ضحية في أحداث ارتبطت بتدخل الشرطة أو إطلاق النار من جانب عناصرها.
ويؤكد ناشطون أنّ هذه الأرقام تعكس أزمة عميقة وتدهورًا خطيرًا في مستوى الأمن الشخصي، بينما لا تزال الشرطة عاجزة، أو غير راغبة بحسب وصف بعض المتظاهرين، في مكافحة عصابات الجريمة المنظمة وتجارة السلاح.
غضب واحتقان شعبي
ويرى المتظاهرون أن الوضع تجاوز الخطوط الحمراء، وأن المجتمع العربي يعيش “أخطر مراحله” في ظل انعدام الحماية الرسمية وتفاقم العنف الداخلي. واعتبر المتحدثون أن المظاهرة في عرابة هي “صرخة جماعية امتدت من بلد فقد أبناءه الواحد تلو الآخر”، وهي رسالة واضحة للحكومة بأن صبر الناس قد نفد.





