أخبارخبر رئيسي

ارتفاع الاعتداءات على سائقي الحافلات العرب في المدن المختلطة وإجراءات أمنية غير كافية

تشهد المدن المختلطة في إسرائيل تصاعدًا ملحوظًا في الاعتداءات على سائقي الحافلات العرب، وسط شكاوى من غياب الحماية وضعف استجابة الشرطة، وإغلاق ملفات القضايا دون تحقيق جدي.

محمد هريش، سائق في شركة “سوبر بوس” وممثل عن منظمة “قوى العمال”، أكد في مقابلة مع “راديو الناس” أن الاعتداءات على السائقين العرب “بلغت مستويات خطيرة في الأشهر الأخيرة”، موضحًا أن معظمها يقع في المدن المختلطة حيث يعمل عدد كبير من السائقين العرب.

وقال هريش: “هناك ارتفاع واضح في الاعتداءات على سائقي الحافلات العرب. رغم وجود مقترحات لتعزيز الأمن، فإن الواقع غير كافٍ، فمثلًا في القدس، التي يسكنها نحو مليون نسمة، يوجد ثلاثة حرّاس فقط داخل الحافلات. لمن سيكفون؟”

وأضاف أن غياب الحماية القانونية يفاقم المشكلة: “حينما تعترف الدولة بأن سائق الحافلة هو خادم للجمهور، تمامًا كالطبيب أو الممرّض، عندها فقط يمكن تغيير القانون ومعاقبة المعتدين بشدة.”

وأكد هريش أن نسبة كبيرة من ملفات الاعتداءات تُغلق دون محاسبة، حيث تُغلق نحو 80% من القضايا رغم وجود شهود وأدلة، بينما تُتابع الملفات ضد السائقين العرب في بعض الحالات حتى النهاية. وأشار إلى أن الاعتداءات تتم غالبًا على خلفية قومية، دون أن تتعامل الشرطة معها بجدية.

وفي شهادة أخرى لسائق تعرض لاعتداء عنيف قبل أسبوعين، وصف الحادثة بأنها “محاولة اغتيال”، قائلاً: “هاجمني نحو ثلاثين إلى أربعين شابًا يهوديًا، فقط لأني لست يهوديًا. قذفوني بزجاجات المشروبات وألقوا عليّ عصيرًا داخل الحافلة.”

وأضاف أن الهجوم كان مخططًا مسبقًا: “أغلقوا الشارع وصنعوا كمينًا. الشرطة وصلت بعد خمس إلى سبع دقائق، وكان ذلك متأخرًا جدًا.”
وأشار السائق إلى سوء التعامل معه: “الشرطة أجّلت أخذ إفادتي، وعند تقديم الشكوى، أُغلق الملف خلال أسبوعين بذريعة عدم العثور على المعتدين، رغم وجود كاميرات في الشارع والحافلة.”

يُطالب السائقون العرب اليوم بزيادة الحماية داخل الحافلات، ومحاسبة المعتدين، والاعتراف الرسمي بهم كخدّام جمهور لضمان تطبيق القانون بشكل صارم، بما يعكس طبيعة عملهم الحيوي في خدمة المواطنين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى