
أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بأن حالة من الغضب تسود أوساط كبار الضباط في جهاز الشرطة، وذلك بعد قرار المفتش العام للشرطة، الفريق داني ليفي، إقالة قائد لواء القدس اللواء أمير أرزاني من منصبه، وتعيين نائب المفتش العام اللواء أبشالوم فلَد بديلًا له.
ووفقًا لمصادر رفيعة في الشرطة، فإن الإبعاد المفاجئ لأرزاني جاء بهدف تمهيد الطريق لتعيين فلَد قائدًا للواء القدس قبل حلول شهر رمضان، في خطوة اعتبرها الضباط «إجراءً سياسيًا» يخدم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، خاصة أن أرزاني يُعدّ من القادة الذين اصطدموا مرارًا بسياسات الوزير. ويُعرف فلَد بقربه من بن غفير، وكان قبل عامين مرشّحه المفضل لمنصب المفتش العام.
وأعلنت الشرطة ووزارة الأمن القومي في بيان مشترك، بعد تأخير طويل، المصادقة على سلسلة تعيينات عليا اتفق عليها الوزير بن غفير مع المفتش ليفي. ووفق البيان، سيُعيّن اللواء فلَد قائدًا للواء القدس، فيما سيخرج اللواء أرزاني إلى «سنة دراسية».
وكان بن غفير قد عيّن فلَد في مارس/آذار 2023 نائبًا للمفتش العام، ثم حاول لاحقًا دفعه إلى منصب المفتش العام. وفي يوليو/تموز 2024 تولى فلَد منصب القائم بأعمال المفتش، لكنه اضطر لسحب ترشحه بسبب عراقيل قانونية، من بينها تحقيق سابق ضده في “ماحاش” عام 2015 بخصوص بناء غير قانوني في منزله.
توتر داخلي وقطيعة بين أرزاني وليفي
تولى أرزاني قيادة لواء القدس في سبتمبر من العام الماضي، ومنذ ذلك الحين اعتُبر من أبرز المعارضين لسياسات بن غفير، خصوصًا فيما يتعلق بالإجراءات داخل الحرم القدسي الشريف. وبحسب مصادر في الشرطة، فقد تصدى أرزاني لعدة خطوات حاول الوزير فرضها في المسجد الأقصى، مما أدى إلى توتر شديد في علاقته مع المفتش ليفي.
وأكدت المصادر أن العلاقة بين الرجلين شهدت قطيعة شبه كاملة في الأشهر الأخيرة، بينما تعرض أرزاني لضغوط داخلية مستمرة لدفعه إلى ترك منصبه والخروج إلى الدراسة، بهدف فتح الطريق أمام فلَد الذي كان قد أعلن تقاعده سابقًا ثم تراجع عنه.
وتضيف المصادر أن أرزاني لم يعلم بقرار إنهاء مهامه سوى اليوم، خلال مكالمة قصيرة مع المفتش العام، لتنشر الشرطة بعدها بيانها الرسمي.
تحذيرات من «خطر أمني» قبل رمضان
وصف اثنان من كبار الضباط القرار بأنه «إزاحة محسوبة»، وقالا: “تعلّموا من قضية عمي أشد (قائد لواء تل أبيب السابق)، فلم تتم الإقالة بشكل علني، بل عبر ضغوط حتى فهم القائد أنه يجب أن يغادر.”
وحذر الضباط من تداعيات التغيير في هذا الوقت الحرج، قائلين: “إبعاد أرزاني قبل أسابيع من رمضان يُعدّ مخاطرة بالأمن القومي، خاصة إذا أقدم فلَد على تغيير السياسات المعمول بها في الحرم القدسي.”
منصب حساس وتداعيات إقليمية
يُعتبر منصب قائد لواء القدس من أكثر المناصب حساسية في الشرطة الإسرائيلية، نظرًا لمسؤولياته المتعلقة بالاحتجاجات قرب مؤسسات الحكم، وتأمين مقر رئيس الوزراء، والإشراف على حركة الدخول إلى الحرم القدسي وإصدار أوامر الإبعاد. وقد نشرت وسائل إعلام عربية تقارير أعربت عن مخاوف من تغيّر محتمل في الوضع القائم داخل الحرم مع تولي القائد الجديد.
رد الشرطة
من جانبها، قالت الشرطة في بيان: “الخروج للدراسة تمّ بالتنسيق مع اللواء أرزاني وبموافقته. ننصح بعض الجهات بالكف عن نشر الشائعات والالتزام بالحقائق.”





