وداعًا للصناديق البرتقالية… إطلاق أكبر مشروع لمراقبة السرعة منذ 13 عامًا في البلاد
بدأت شرطة إسرائيل تنفيذ مشروع واسع لاستبدال كاميرات السرعة القديمة من نوع أ3 – المعروفة بـ”الصناديق البرتقالية” – بمنظومة متقدمة تعتمد على قياس السرعة المتوسطة، في خطوة تعد الأكبر من نوعها منذ إدخال الكاميرات الثابتة قبل أكثر من 13 عامًا.
وبحسب المعطيات، ستعمل المنظومة الجديدة في 125 مقطع طريق، حيث تُثبت كاميرا عند بداية المقطع وأخرى في نهايته، لاحتساب متوسط السرعة على مسافات تتراوح بين مئات الأمتار وعدة كيلومترات، خلافًا للكاميرات الحالية التي تقيس السرعة في نقطة واحدة فقط عبر حساسات تحت الأرض.
تقنيات أكثر دقة وانكشافًا أعلى للمخالفين
تتيح الكاميرات الجديدة رصدًا متواصلًا لسلوك السائق على طول المقطع، ما يمنع ظاهرة خفض السرعة أمام الكاميرا والعودة لتجاوز الحد المسموح بعد تجاوزها.
وتتميز المنظومة بدقة عالية في التقاط لوحات المركبات تصل إلى:
-
97% في ظروف الإضاءة العادية
-
90% في السرعات العالية
كما توفر صورًا مقرّبة للوحة، وتحديدًا دقيقًا للموقع عبر GPS، إضافة إلى التعرف على نوع المركبة ولونها، وكل ذلك ضمن شبكة اتصال خلوية مشفّرة.
وسيتم تثبيت الكاميرات على أعمدة الإنارة والجسور وإشارات المرور، مع توفير حماية تمنع التخريب، وباتت قادرة على العمل في مختلف الظروف الجوية ومع جميع أنواع اللوحات: المدنية، العسكرية، المؤقتة، والدولية.
زيادة كبيرة في عدد الكاميرات
تشمل مناقصة المشروع تركيب 250 كاميرا جديدة، أي أكثر من ضعف عدد كاميرات منظومة أ3 العاملة اليوم (أقل من 100 كاميرا).
وستقدَّم العروض حتى يناير 2026، فيما يُتوقع بدء التركيب الأولي في الربع الثالث من العام نفسه.
خلفية: ارتفاع قتلى الطرق
يأتي هذا التحديث وسط ارتفاع مقلق في حوادث الطرق، إذ سجلت البلاد منذ بداية العام:
-
428 قتيلًا – بزيادة 9% عن العام الماضي
-
ارتفاعًا بنسبة 12% في عدد الحوادث القاتلة
وتأمل الشرطة أن تسهم المنظومة الجديدة في ردع السائقين عن السرعات العالية، خاصة على المقاطع الطويلة. وتشير البيانات الأولية إلى فعالية النظام، إذ أدى مشروع تجريبي على طريق العربّة إلى انخفاض بنحو 20% في مخالفات السرعة، فيما تُظهر تجارب دولية انخفاضًا قد يصل إلى 40% في الحوادث القاتلة.
اختبارات قانونية وفنية قبل التشغيل
قبل تشغيل المنظومة، ستخضع الكاميرات لفحوصات فنية وقانونية لضمان مصداقيتها، بينها اختبارات الأمن السيبراني ومعايير معهد المواصفات. وسيتولى المزود الفائز مسؤولية التركيب والصيانة واستبدال المكونات القديمة.
وتشير الشرطة إلى أنّ هذا التطور يشكل تحولًا جذريًا في مراقبة السرعة في إسرائيل، مع منظومة تقيس سلوك القيادة على مدى المسافة، إلى جانب إدخال 234 دورية مرورية جديدة ضمن خطة تعزيز الرقابة المتنقلة.





