أخبار

كم تبلغ كلفة السكن في بيت شان؟ ولماذا يعزف المقاولون عن الاستثمار فيها؟

فشل مناقصة ضمن برنامج «شقة بسعر مخفّض» في مدينة بيت شان، كان من المفترض أن تنطلق قريبًا، بعد أن لم يتقدم أي مقاول للمناقصة، ما أدى إلى بقاء 120 وحدة سكنية في الحي الغربي دون أي عرض، وفق نتائج المناقصة التي نُشرت أمس.

ويُعد هذا الفشل حدثًا نادرًا، لا سيما في ظل النجاح الذي حققته سلطة أراضي إسرائيل (رمي) مؤخرًا في تسويق آلاف الوحدات السكنية في مناطق الأطراف. إلا أن المعطيات تشير إلى أن الجدوى الاقتصادية المحدودة هي العامل الحاسم هذه المرة.

شاركت بيت شان سبع مرات في برامج الإسكان المدعوم بمختلف تسمياتها، بما في ذلك برنامج «سعر للساكن» خلال ولايتي وزير المالية الأسبق موشيه كحلون في عامي 2017 و2018. وكانت آخر مشاركة للمدينة قبل عام واحد فقط، حيث سُجلت آنذاك أرخص الشقق ضمن البرنامج، ووصل سعر بعضها إلى 600 ألف شيكل، ما دفع وزارة الإسكان إلى الإشادة بالمشروع. وقد شهدت تلك المناقصة إقبالًا واسعًا، إذ سجل أكثر من 7 آلاف شخص للمشاركة في قرعة شملت 275 شقة.

ورغم ذلك، لا تُعد بيت شان من المدن الأكثر طلبًا في شمال البلاد، كما يُنظر إلى وتيرة تطورها على أنها أبطأ مقارنة بالمدن المجاورة. وتُباع الشقق الجديدة في السوق الحرة بأسعار تتراوح بين 1.2 و1.25 مليون شيكل، أي ما يقارب ضعف أسعار الشقق المدعومة، وهي أسعار منخفضة حتى مقارنة ببعض مدن الجنوب.

وبحسب معطيات المناقصة الأخيرة، بلغ تقدير قيمة الأرض 9.2 ملايين شيكل، فيما وصلت تكاليف التطوير إلى 12.7 مليون شيكل. وكان بإمكان المقاولين تقديم أي عرض على الأرض والحصول عليها مقابل تكلفة التطوير فقط، ما يعني أن قيمة الأرض لكل وحدة سكنية لم تتجاوز 100 ألف شيكل.

لكن التوجه لمناقصات في مناطق الأطراف لا يُعد أمرًا بسيطًا، إذ يدرك المطورون أن هامش الربح هناك منخفض جدًا بالقيمة النقدية. وعندما تكون أكثر من 50% من الشقق ضمن برامج مدعومة، يفضل العديد من المقاولين عدم المشاركة، وينتظرون تدخل الدولة لجعل المشروع أكثر جدوى، من خلال زيادة عدد الشقق المخصصة للبيع في السوق الحرة.

عدم تقدم أي شركة للمناقصة يشير إلى أن مقيّمي الشركات أوصوا بتجنب المشروع. كما يُلاحظ أنه في جميع القرعات السابقة التي شاركت فيها بيت شان، لم تشارك أي شركة عامة، وغالبًا ما تقتصر المشاركة على شركات محلية صغيرة لديها خبرة سابقة في المنطقة.

وفي فترة أظهر فيها المقاولون استعدادهم لتقديم عشرات العروض، بعضها بأسعار تفوق قيمة الأرض في بلدات مثل قديما–تسوران، الخضيرة، ومعاليه أدوميم، يبرز التساؤل حول سبب غياب هذا الاهتمام في الشمال. واللافت أنه من المتوقع الأسبوع المقبل إغلاق مناقصة أخرى في معاليه أدوميم تشمل أرضًا لبناء 469 وحدة سكنية، حيث تُقدّر رمي أن يتم الإعلان عن فائز بالمناقصة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى