أخبارخبر رئيسي

تقرير رسمي: فجوة الأجور بين الرجال والنساء في إسرائيل ما تزال عند 54%

أدنى الأجور في المدن الحريدية والعربية رغم تسجيل متوسط أجر قياسي

أظهر تقرير الأجور الذي نشرته مؤسسة التأمين الوطني صباح اليوم، والمتعلق بالنصف الأول من عام 2025 مع مقارنة بالفترة الموازية من 2024، أن الفجوة في الأجور بين الرجال والنساء في إسرائيل ما تزال مرتفعة جدًا وتبلغ 54%، في حين سُجّلت أدنى مستويات الأجور في المدن الحريدية والعربية، وعلى رأسها موديعين عيليت، رهط، بني براك والناصرة.

متوسط الأجر يتجاوز 15 ألف شيكل للمرة الأولى

وبحسب التقرير، ارتفع متوسط الأجر الشهري للأجير بنسبة 4.5% ليصل إلى 15,098 شيكل، مقارنة بـ 14,655 شيكل في الفترة الموازية من العام الماضي، مسجلًا أعلى مستوى له على الإطلاق ومتجاوزًا للمرة الأولى حاجز 15 ألف شيكل.

ورغم هذا الارتفاع، أظهرت المعطيات تعمّق الفجوات، إذ بلغ متوسط أجر الرجال 18,441 شيكل، مقابل 11,940 شيكل للنساء، أي بفارق 54%، ما يشكّل زيادة بنحو 2% مقارنة بالتقرير السابق.

الأجر الوسطي يكشف عمق عدم المساواة

وأشار التقرير إلى أن الأجر الوسطي (النصفي) بلغ 10,586 شيكل فقط، أي أقل بنحو 43% من متوسط الأجر، ما يعكس اتساع الفجوات الاجتماعية في سوق العمل.

أكثر من 4 ملايين وظيفة و55 مليار شيكل أجور

وخلال الفترة المشمولة بالفحص، تم الإبلاغ عن 4,032,894 وظيفة مدفوعة الأجر، بإجمالي أجور بلغت 55.3 مليار شيكل. وأظهرت المعطيات أن 92% من المشغّلين في البلاد يديرون مصالح صغيرة توظف حتى 19 عاملًا، فيما يوظف 73% منهم حتى خمسة عمال فقط.

ويستند التقرير إلى تعديل تشريعي أُقر بعد أزمة كورونا عام 2020، أوجب على المشغّلين تقديم تقارير شهرية مفصلة للتأمين الوطني عبر نموذج 100، تشمل جميع الأجراء ومركبات أجورهم.

وبلغ متوسط عدد المشغّلين المبلّغين خلال النصف الأول من 2025 نحو 279,647 مشغّلًا، بزيادة 2% عن الفترة الموازية من 2024. كما بلغ متوسط عدد الأجراء 3,665,181 أجيرًا.

العمل في أكثر من وظيفة: أكثر شيوعًا بين النساء

وأظهر التقرير أن نحو 320 ألف أجير (9% من مجموع الأجراء) عملوا في أكثر من وظيفة واحدة. وبلغ متوسط دخل أصحاب الوظيفتين 13,746 شيكل، مقارنة بـ 15,194 شيكل لأصحاب الوظيفة الواحدة، في حين سجّل العاملون في أربع وظائف أو أكثر أعلى متوسط أجر بلغ 19,271 شيكل.

وتبيّن أن الظاهرة أكثر انتشارًا بين النساء، حيث عملت 196,887 امرأة في أكثر من وظيفة، مقابل 122,934 رجلًا، أي 10% من النساء مقابل 7% من الرجال.

الفجوة تتسع مع التقدّم في العمر

وبحسب الفئات العمرية، سجّلت الفئة 50–59 عامًا أعلى متوسط أجر (20,287 شيكل)، تلتها 40–49 عامًا (19,631 شيكل)، ثم 30–39 عامًا (16,142 شيكل). في المقابل، سُجّلت أدنى الأجور لدى الفئات الشابة، ولا سيما 20–29 عامًا (8,669 شيكل) وحتى 20 عامًا (2,994 شيكل).

كما أظهر التقرير أن الأجر الوسطي للرجال أعلى بنسبة 40% من الأجر الوسطي للنساء (12,667 شيكل مقابل 9,014 شيكل)، وأن النساء يتركزن أكثر في أسفل سُلّم الأجور، بينما يتفوّق الرجال عددًا في الأعشار العليا، مع فجوة بلغت 166% في العُشر الأعلى.

القطاعات الأعلى والأدنى أجرًا

سجّل قطاع تزويد الكهرباء والغاز والبخار والتكييف أعلى متوسط أجر (31,922 شيكلًا)، يليه قطاع المعلومات والاتصالات (30,256 شيكلًا).
في المقابل، حلّ قطاع خدمات الإيواء والطعام في ذيل القائمة، بمتوسط أجر 6,306 شيكل وأجر وسطي 4,471 شيكل.

أما القطاعات التي تضم أكبر عدد من الوظائف فهي:
التجارة بالجملة والتجزئة، الإدارة العامة والأمن، وقطاعات الصحة والرفاه والرعاية الاجتماعية.

فجوات واضحة بين المدن

تصدّرت هرتسليا، رعنانا، موديعين–مكابيم–ريعوت وتل أبيب قائمة المدن الكبرى ذات أعلى متوسط أجر.
في المقابل، سُجّلت أدنى الأجور في موديعين عيليت (8,161 شيكل)، رهط (9,548)، بني براك (9,563) والناصرة (9,924).

وسُجّل أعلى أجر وسطي في موديعين–مكابيم–ريعوت (16,402 شيكل)، بينما كانت القدس المدينة التي تضم أكبر عدد من الأجراء (287,984 أجيرًا).

التأمين الوطني: تعزيز أجور القطاعات الضعيفة واجب أخلاقي

وقال القائم بأعمال المدير العام للتأمين الوطني، تسفيكا كوهين، إن المعطيات «تشير إلى سوق عمل نشطة وفي حالة نمو، إلى جانب تعمّق الفجوات الاجتماعية، ما يستوجب سياسة اقتصادية طويلة الأمد».
وأضاف أن «تعزيز أجور العاملين في قطاعات الرفاه والصحة والتعليم ليس قضية اجتماعية فقط، بل واجب أخلاقي وشرط للاستقرار الاقتصادي وبناء مناعة وطنية».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى