
ناقشت لجنة مراقبة الدولة في الكنيست، برئاسة عضو الكنيست ألون شوستر، تقرير مراقب الدولة لعام 2022 المتعلق بتطوير مؤسسات التعليم، بما يشمل البناء الجديد وتوسعة المباني القائمة، وذلك في أعقاب توجه من جمعية “إسرائيل حوفشيت” التي حذّرت من شبهات استخدام ميزانيات مخصّصة لبناء الصفوف لأغراض غير وجهتها الأصلية.
وخلال الجلسة، أفاد ممثلو وزارة التعليم بأن النقص الحالي في الصفوف الدراسية يبلغ نحو 2,500 صف، مع توقعات بارتفاعه إلى نحو 6,500 صف حتى عام 2027، نافين في الوقت ذاته مزاعم تحويل ميزانيات البناء لأغراض أخرى، ومؤكدين إجراء فحوصات رقابية دورية ومستمرة.
ارتفاع حاد في نقص الصفوف النظامية
وقال رئيس اللجنة، النائب ألون شوستر، إن نقص الصفوف النظامية في سنة التقرير بلغ 10,219 صفًا في رياض الأطفال والمدارس، مسجلًا ارتفاعًا حادًا مقارنة بعام 2017. وأشار إلى أن التقرير يكشف غياب تخطيط متعدد السنوات، وفجوات واضحة بين التخطيط والتنفيذ، وانعدام آلية متابعة فعّالة لتنفيذ خطط الخمس سنوات.
وأضاف شوستر أن وزارة التعليم لا تمتلك صورة شاملة حول فجوات التمويل وجودة البناء بين السلطات المحلية، كما لا تجمع بشكل منهجي بيانات التمويل الذاتي لهذه السلطات، ما يحول دون تكوين صورة كاملة. ولفت إلى طلب جمعية “إسرائيل حوفشيت” فحص شبهات استخدام متزايد لميزانيات بناء الصفوف في بناء كنُس وقاعات مناسبات ومشاريع خاصة.
تقرير المراقب: لا حلول حقيقية
من جهته، عرض مدير الرقابة في مكتب مراقب الدولة، إيلان موريتس، نتائج التقرير، مؤكدًا أن خطط الخمس سنوات لا توفّر حلًا للنقص المتزايد، وأن الفجوة تتسع من خطة لأخرى. وأوضح أن نسبة كبيرة من الصفوف تعمل في مبانٍ متنقلة، بعضها متقادم، مع اكتظاظ مرتفع، حيث يتجاوز عدد الطلاب 30 طالبًا في الصف في كثير من الحالات، مقارنة بمتوسط نحو 23 طالبًا في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD).
السلطات المحلية: أعباء ثقيلة وبناء مكلف
وقال رئيس بلدية بيت شيمش، شموئيل غرينبرغ، إن البلدية تبني 30 مدرسة بتكلفة تقارب نصف مليار شيكل، محذرًا من صعوبة تحمّل هذه الأعباء. وأشار إلى أن الاعتماد على الصفوف المتنقلة يبدّد فرص البناء الدائم، وأن هناك صفوفًا تضم 40 طالبًا في ظروف غير ملائمة، داعيًا إلى معالجة عاجلة للأزمة.
وقدم رؤساء سلطات محلية أخرى صورة مماثلة؛ إذ حذّر رئيس بلدية روش هعاين، راز ساغي، من نقص مستقبلي حاد وتكاليف بناء مرتفعة تشمل متطلبات التحصين، بينما أشارت ممثلة بلدية كريات موتسكين إلى نفاد احتياطي الأراضي والحاجة إلى استثمارات كبيرة ضمن مشاريع التجديد الحضري، مع فجوات بين التمويل الحكومي وإمكانات التنفيذ.
وزارة التعليم: نستغل الميزانيات بكفاءة
من جانبها، قالت نائبة المدير العام للبناء والتطوير في وزارة التعليم، كرميت هروش، إن الوزارة تستغل الميزانيات بكفاءة، بنسبة استغلال تبلغ 85% من الخطة الحالية. وأوضحت أن حالات عدم التنفيذ تعود إلى تعثّر بعض السلطات المحلية في استكمال إجراءات البناء.
وأضافت أن لدى بيت شيمش تفويضات بقيمة 600 مليون شيكل غير مستغلة، وأن الوزارة تعمل وفق تخطيط خماسي وترافق السلطات التي تواجه عوائق. وأكدت أن الفجوة الحالية تقارب 2,500 صف وقد تتسع بنحو 4,000 صف إضافي حتى عام 2027.
وزارة المالية: مراجعة شاملة قبل الخطة القادمة
وفي وزارة المالية، قال ممثل قسم الميزانيات دان بيكمان إنهم، مع اقتراب نهاية الخطة الحالية، يجرون مراجعة شاملة مع وزارة التعليم. وشدد على أن أي إضافة مستقبلية يجب أن تستند إلى غطاء مهني، وأن الخطة القادمة مفتوحة للنقاش وفق ما يُنفذ فعليًا على الأرض.
“إسرائيل حوفشيت”: الفجوة أعمق
من جهته، قال درور ليفي، مدير مشاريع في جمعية “إسرائيل حوفشيت”، إن المعطيات المتوفرة لديهم تشير إلى نقص يقارب 20 ألف صف، معتبرًا أن الفجوة ناتجة عن تحويلات تمويلية منهجية. واستشهد بمثال مدرسة دينية في إلعاد، حيث طُلب تمويل 8 صفوف رغم الحاجة إلى 2.5 صف فقط، واستخدمت الميزانية لاحقًا لأغراض أخرى.




