الدكتور اشتيوي سواعد:” ممكن أن تحدث الوفاة القلبية المفاجئة أحيانًا دون بذل أي مجهود”
وقعت في الآونة الأخيرة عدة حالات وفاة مفاجئة وخاصة من جيل الشباب، للوقوف على هذه اللظاهرة والفرق بينها وبين النوبة القلبية، واذا ما كان هناك امكانية لتفادي الموت المفاجيء وكيفية والوقاية منه، التقت “الصنارة” بالطبيب المختص في أمراض القلب الدكتور اشتيوي سواعد، مدير وحدة عمليات القلب المعقدة في مستشفى الكرمل – حيفا.
الصنارة: ما الفرق بين الوفاة المفاجئة والنوبة القلبية؟
د. سواعد: الوفاة القلبية المفاجئة هي توقف نشاط القلب تمامًا سريعًا ودون توقع. ومن ثم يتوقف التنفس وتدفق الدم على الفور. وخلال ثوانٍ يفقد الشخص الوعي ويفارق الحياة.
تختلف الوفاة القلبية المفاجئة عن توقف القلب المفاجئ. وتوقف القلب المفاجئ هو الفقدان المفاجئ لنشاط القلب نتيجة لحدوث اضطراب في نظم القلب.
الصنارة: هل هناك أسباب خاصة لوقوع الوفاة المفاجئة بين الشباب وهل هناك تأثير للجيل؟
د. سواعد: الموت المفاجئ ظاهرة معروفة. من جيل 35 وما فوق، السبب الأول له يكون النوبة القلبية وتصلب الأوعية الدموية عندما لا يصل الدم بشكل كاف، وعضلة القلب تتقلص أو تتوقف عن العمل. عادة ما يحصل ذلك نتيجة عامل وراثي لدى أحد الوالدين مثلا، أو أن المصاب تعرض سابقا لعاهة قلبية.
الموت المفاجيء تحت 35 سنة، السبب لا يكون نوبة قلبية، انما نتيجة مشاكل كهربائية في القلب، فجهاز قلب الانسان مثل محرك السيارة لا يعمل وبدون وقود أو بطارية وعند وقوع الوفاة المفاجئة لدى المراهقين واليافعين، يرجع ذلك أحيانًا إلى وجود أمراض بالقلب لم يتم تشخيصها مثل أمراض القلب الوراثية. وربما تؤدي مشكلة في القلب لم يُمكن اكتشافها إلى وفاة شاب فجأة أثناء ممارسة نشاط بدني مثل الرياضات التنافسية. ومع ذلك، فمن الممكن أن تحدث الوفاة القلبية المفاجئة أحيانًا دون بذل أي مجهود.
الصنارة: ما مدى انتشار الموت القلبي المفاجئ بين الشباب وما الذي يمكن أن يُسبب الوفاة القلبية المفاجئة بينهم؟
تحدث معظم الوفيات القلبية المفاجئة في البالغين الأكبر سنًا، وخاصة المصابين بأمراض القلب. ولكن تظل السكتة القلبية السبب الرئيسي للوفاة بين الرياضيين الشباب.
تحدث الوفاة القلبية المفاجئة غالبًا نتيجة لاضطراب الإشارات الكهربائية في القلب. ويتسبَّب تسارُع ضربات القلب الشديد في ارتجاف حجرتي القلب السفليتين (البُطينين) دون داعٍ بدلًا من ضخ الدم. وقد تزيد أي حالة تؤدي إلى إجهاد القلب أو تُسبب تلفًا في أنسجته من احتمال حدوث الوفاة المفاجئة.
وهناك حالات مرضية يمكن أن تؤدي إلى الوفاة القلبية المفاجئة لدى الشباب، مثل: تضخّم عضلة القلب الذي يؤدي إلى ضخ القلب للدم بصعوبة، وربما يؤدي إلى سرعة ضربات القلب. اضطرابات نظام القلب
ومن اضطرابات النظم القلبي الأخرى التي يمكن أن تُسبب الوفاة القلبية المفاجئة متلازمة بروغادا ومتلازمة وولف-باركنسون-وايت.
إصابة حادة في الصدر. تُعرف الضربة القوية في الصدر التي تُسبب الوفاة القلبية المفاجئة بارتجاج القلب. وهي حالة قد تحدث لدى الرياضيين الذين يتلقون ضربات شديدة في الصدر نتيجة الاصطدام بالأدوات الرياضية أو بلاعب آخر.
الصنارة: كيف يعرف الأهل والمدرِّبون وغيرهم ما إذا كان الشاب عرضة لخطر الوفاة القلبية المفاجئة؟
تحدث الوفاة القلبية المفاجئة دون سابق إنذار في كثير من الأحيان. وحتى عند ظهور بعض المؤشرات التحذيرية، فإنها قد تكون غير ملحوظة. فانتبه إلى الأمر، واسأل عما إذا كان يلزم إجراء فحص طبي دوري لأي شخص يتعرّض لما يلي: الإغماء غير المبرر (الغشيان). قد يشير الإغماء الذي يحدث أثناء ممارسة الأنشطة أو التمارين إلى وجود مشكلة في القلب.
ضيق النفَس أو ألم الصدر. قد يكون ذلك مؤشرًا على وجود مشكلة في القلب، ولكنه يمكن أن يحدث أيضًا بسبب الإصابة بالربو، لذلك من المهم تقييم الحالة الصحية بدقة.
تاريخ عائلي من الوفاة القلبية المفاجئة. يزيد وجود سوابق عائلية للوفاة القلبية المفاجئة من احتمالية تعرّض الشخص لنفس الحالة القلبية. وإن كان هناك تاريخ عائلي من حالات الوفاة مجهولة السبب، فاستشر الطبيب بشأن خيارات الفحص.
الصنارة: هل يمكن الوقاية من حالات الوفاة المفاجئة لدى الشباب؟
د. سواعد: أحيانًا. إذا كنت معرضًا بدرجة كبيرة لخطر الموت القلبي المفاجئ، فعلى الأرجح سيقترح عليك الطبيب تجنب الرياضات التنافسية.
وحسب المرض الكامن، قد يُوصى بأخذ أدوية أو إجراء جراحة لتقليل خطر الموت المفاجئ. على سبيل المثال، يمكن زرع جهاز طبي في الصدر يسمى مقوِّم نظم القلب ومُزيل الرَّجَفان القابل للزرع في الصدر لمراقبة نظم القلب باستمرار. وفي حالة حدوث مشكلة في نظم القلب تهدد الحياة، يُصدر جهاز مقوّم نظم القلب ومزيل الرجفان القابل للزرع صدمات كهربائية لاستعادة النظم الطبيعي للقلب.
الصنارة: هل يجب على الصغار المصابين بمشكلة في القلب تجنب النشاط البدني أو الحد منه؟
د. سواعد: يتوقف ذلك على الحالة. فإذا كنت معرضًا لخطر الإصابة بالموت القلبي المفاجئ، فالرجاء التحدث إلى طبيبك بشأن إمكانية ممارسة الأنشطة البدنية. وتتوقف إمكانية ممارستك التمارين أو الرياضة بأمان على حالتك تحديدًا. فمثلاً، إذا كان مزروعًا في صدرك جهاز طبي لاكتشاف عدم انتظام ضربات القلب وإيقافه، فينبغي تجنب الرياضات التي تتطلب الاحتكاك الكامل. إذ يمكن أن يتحرك الجهاز من مكانه بسبب ضربة مباشرة على الصدر.