بدايةٌ مقلقة وغير مطمئنة لعام 2024 في بلدنا ام الفحم مع فقدان ثلاثة شبان بثلاث جرائم مختلفة راحَ ضحيتها الشاب هيثم حسين اغبارية ومحمد رفيق أبو كفايه ومحمد طلال جمّال، ثلاثة شبان في عمر الورد قضوا بظروف مختلفة، لكنها الجريمة التي طالتهم فكانت القاسم المشترك لثلاثتهم، ولّدَت حسرةً ولوعةً وحزنًا واسى لفقدانهم لدى عائلاتهم وأقاربهم ومعارفهم، وخلّفت أراملَ وأيتامًا وثكالى تجرعوا كأس المرّ والحنظل، كانت وليدةَ لحظاتٍ شيطانية عدائية إجرامية، دون تفكير بعواقب ذلك ودون حساب لما بعد ذلك، ودون تصوّر لنتيجة هذا العمل، اللهم إلا لحظة كبر ولحظة الأنا الغادرة (אגו).
أيها الشباب في بلدنا ام الفحم وفي كل بلداتنا، آن لكم أن تصحوا من غفلتكم، وتستيقظوا من نومكم، عودوا إلى رشدكم، فأهلكم بحاجة لكم، بلدكم بحاجة لكم، مجتمعكم بحاجة لكم، لا تكونوا عونًا للشيطان على إخوانكم، لا تكونوا أحزابًا وقبائل على بعضكم البعض، استثمروا طاقاتكم وقدراتكم وكفاءاتكم وسخّروها لما فيه الخير لكم ولأهلكم ولبلدكم، استثمروا شبابكم في بناء مستقبلكم ومستقبل بلدكم، كونوا لَبِنةَ بناءٍ لا معولَ هدمٍ، كونوا شامةً بين الأمم يُشار إليكم بالبنان، كونوا قدوةً للخير لا قدوةً للشر وأعوانه، كونوا أدواتٍ تحرّكُ الخيرَ في الجوارح وتوقظُ الاملَ في النفوس وتضع التفاؤل نصب العيون وترفع الهمم للمعالي. ولا تترددوا وكونوا أسبابًا للبناء والعطاء والانتماء، لا أسبابًا للجهل والنقمة والعناء.
لتستيقظَ قلوبُكم وتصحو من غفلتها نفوسُكم وتحلّقَ للمعالي أرواحُكم، بدل الخنوع والخضوع لنزواتكم وغرائزكم، لنتسلّح بسلاح الايمان والعلم، لا سلاحَ القتل والغدر، اغسلوا قلوبكم من الحسدِ والحقدِ والكراهيةِ، واملؤوها بالحبّ والايثار والرحمة، وأبصروا الخيرَ بقلوبكم، فما خُلقتُم لتَقتلوا أو تُقتَلوا، عيشوا هموم شعوبكم ومجتمعاتكم، فرسالتكم في الحياة أكبر من كل ذلك، وسّعوا آفاقكم ومدارككم، وطوفوا بأحلامكم، فكلٌّ مُيسّرٌ لما خلقَ له، فما عاد في زمننا مستحيل، وإنما هي الإرادة القوية والعزيمة الأبيّة، كونوا بارّين بأهلكم واصلين لرحمكم، لتنالوا رضا والديكم ورضا ربكم، وارفعوا راحاتكم نحو السماء، بدعاءٍ إلى الباري عزل وجل، أنْ يرحمَنا وينزلَ السكينة علينا والطمأنينة على قلوبنا. انهضوا وانطلقوا وحَلّقوا في عنان السماء.