طه اغبارية
فقدت مدينة أم الفحم يوم الجمعة الفائت، شابا أحبها وأحبّته، هو المرحوم المهندس إياد أحمد فرح جبارين (50 عاما)، بعد انتقاله إلى جوار ربه من جراء إصابته بأزمة قلبية حادّة.
وشُيّع جثمان المرحوم إلى مثواه في موكب جنائزي مهيب يوم السبت الماضي، بمشاركة جماهير غفيرة من أم الفحم والمجتمع العربي.
انخرط جبارين في مطلع شبابه بالعمل السياسي والجماهيري في أم الفحم، وشغل في السنوات الأخيرة عضوية بلدية أم الفحم عن قائمة “البيت الفحماوي”، وشهد محبوه ومعارفه بحسن خلقه وتفانيه في خدمة بلده وجرأته في قول الحق وعلاقاته الاجتماعية الطيبة مع الجميع، هذا إلى جانب التزامه صلاة الجماعة في المسجد وتحديدا مسجد حي “إسكندر”.
للحديث عن الراحل المهندس إياد جبارين، التقى موقع “موطني 48” بعدد من رفاق دربه وأصدقائه الذين خبروه عن قرب، أدلوا بشهاداتهم عن المرحوم وصفاته وعطائه وحبه لفعل الخير.
يقول المحامي محمد وليد معلواني، رئيس “البيت الفحماوي”: “رحم الله الأخ الحبيب إياد، وقع علينا نبأ وفاته كالصاعقة وفجعنا في “البيت الفحماوي” وفي أم الفحم عموما بترجل هذا الفارس المعطاء المحب لأم الفحم حيث لم يتخلف أبدا عن بذل الجهد والتضحية في سبيل ازدهار بلده وتقدمها”.
وأضاف: “عرفنا المرحوم منذ تأسيس البيت الفحماوي، وكان في غاية الحماس لهذا المشروع الاجتماعي والسياسي وخطابه الذي يحاكي الواقع الفحماوي، وكان إياد من الإخوة الأوائل الذين رافقوا مسيرة “البيت الفحماوي” واختير في المكان الثالث ممثلا عن قائمة البيت في المجلس البلدي، حيث شغل عضوية بلدية أم الفحم بإخلاص وتفان قلّ نظيره، هذا إلى جانب عضويته في إدارة “البيت الفحماوي” مشاركا في كافة النشاطات والفعاليات، وقدّم مشورته وخبرته في المجال الهندسي وانخرط عاملا متطوعا في المشاريع التي اطلقها البيت الفحماوي في أنحاء المدينة”.
ولفت معلواني إلى أن المرحوم “تميز بجرأته في الحق وإبداء رأيه بشجاعة انطلاقا من حرصه على الصالح العام، وتميز بابتسامته الدائمة وقلبه الكبير. أم الفحم فقدت برحيله قامة كبيرة، انخرط في مرحلة مبكرة من حياته في العمل السياسي والاجتماعي والنشاط الجماهيري. نعزي أنفسنا وعائلة المرحوم وأهلنا جميعا برحيل هذا الأخ الكريم ونسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته”.
أمّا رئيس بلدية أم الفحم الدكتور سمير صبحي محاميد، فقال في معرض شهادة حق عن المرحوم إياد فرح: “المرحوم الشاب المهندس إياد احمد فرح، هو فقيدنا جميعًا، معرفتنا به منذ سنوات طويلة، عرفناه كعضو بلدية ناشط ولامع وحريص وغيور على مصلحة بلده. عرفناه بصدقه، بمهنتيه، وموضوعيته، بحبّه لأم الفحم، كانت لنا معه نقاشات حول مواضيع كثيرة واختلافات في الرأي، لكنها تحلّت بالمهنية والأخلاق العالية”.
وأضاف محاميد: “كان المرحوم طيّبَ القلب والروح، صاحبَ خلقٍ ودين. كان دائم التواصل والاتصال معنا والسؤال الدائم عن أحوال البلد والبلدية، وكان آخر اتصال معه الخميس الماضي قبل وفاته بيوم فقط في أمور مهنية تخصّ البلد، كان رحمه الله يحبّ الجلسات الصباحية الباكرة لبركة هذا الوقت. رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته”.
إلى ذلك، سجّل الشيخ رائد صلاح شهادته في المرحوم وقد عرفه من خلال عطائه ومساهمته المهنية في مشروع مسح المقدسات في الداخل الفلسطيني، الذي قامت عليه -قبل سنوات- مؤسسة الأقصى.
يقول الشيخ رائد: “رحمة الله عليه، ونقول لذريته أعظم الله أجركم واسأل الله تعالى أن يكرمكم بالصبر ومنزلة الصابرين. من خلال معرفتي بهذا الشاب طيب الخلق المفتخر بالتزامه، أقول ما يلي: أكرمه الله تعالى وساهم وشقيقه المهندس عماد في مشروع مسح المقدسات، سافرا إلى مواقع المقدسات التي يراد مسحها في أنحاء الداخل الفلسطيني وقاما بهذا الواجب على أكمل وجه، وأسأل الله تعالى أن يكتب له ولأخيه أجر العاملين في سبيل الله. مما أذكره أثناء مساهمة المرحوم وشقيقه في مشروع مسح المقدسات أنهما كانا خلال عملهما في المشروع بشهر رمضان، يتواجدان في مواقع المسح إلى ما قبل الإفطار بقليل وهذا من مبشرات عمل المرحوم التي تعكس بذله وتضحيته وإخلاصه”.
وأضاف الشيخ رائد: “عندما أكرمني الله وجرى إشهار ديوان شعري “الربيع النبوي”، ألقيت -خلال حفل الإشهار- قصيدة من الديوان في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، فلمّا انتهى الحفل تقدم منّي الأخ المرحوم إياد وهو يحمل نسخة من الديوان وطلب أن أوقع له بجانب أحد أبيات الشعر التي قرأتها من قصيدة مدح النبي عليه الصلاة والسلام، وقد فعلت ذلك مسرورا بطبيعة الحال. الكثير ممن تحدثوا عن المرحوم إياد شهدوا له بالخير، وأنه كان ملازما للصلاة في المسجد، من الفجر حتى العشاء، ما يعني أن الله أكرمه وكان قلبه معلقا في المسجد وفي ذلك فوز كبير وأنه إن شاء الله من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله. رحمة الله عليه”.
رفيق الطفولة وابن الحارة، المحامي محمد صبحي جبارين، يقول عن المرحوم: “نشأ أخي وصديقي المرحوم إياد في بيت سياسي وانخرط في مرحلة مبكرة من شبابه في الحزب الشيوعي، وبعد زواجه التزم الصلاة وواظب عليها، وقد اعتمرتُ وإياه في العشر الأواخر من رمضان قبل سنوات، ثمّ حج إلى بيت الله الحرام وزوجته في مرحلة لاحقة. شاء قدر الله أن يكون مرشحا في قائمة البيت الفحماوي، وقد تحمست له كثيرا وساندته بقوة، فكان والحمد لله في طليعة العاملين الباذلين لما فيه مصلحة أم الفحم”.
وأضاف: “تميز إياد بالمهنية وقول رأيه، حتى لو تباين مع الآخرين، وهذا أمر مهم في منتخب الجمهور، فقد حرص من منطلق مهني على خدمة الناس. تميز إياد في عمله من خلال قدرته على التطور الدائم في مجال الهندسة، كان دائم التعلم ومراكمة الخبرة واستثمارها في خدمة بلده وتطور مجتمعه. رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته وأفرغ علينا صبرا على فراقه”.
الحاج فاروق عوني عضو إدارة بلدية أم الفحم، شهد بدوره على إخلاص المرحوم إياد جبارين، وأكد على مهنيته وبصماته المهمة على التخطيط الهندسي في أم الفحم حيث شغل المرحوم منصب رئيس لجنة الهندسة في البلدية.
ونوّه الحاج فاروق إلى أن الراحل كان جريئا في الحق ومتحمسا لفكرة “البيت الفحماوي” حيث بذل معرفته وخبرته وجهده في خدمة المشروع لما فيه مصلحة مدينة أم الفحم.