يعتبر الصيام، من دون أدنى شكّ، تغييرا نوعيا في العادات اليوميّة وفي التغذية، وهذا تغيير للجسم الذي اعتاد على تناول الوجبات بشكل روتيني . ومع بدء شهر رمضان يبدأ الصائم نظام حياة جديد لمدّة شهر كامل، وهنا تطرح التساؤلات: كيف سيواجه مَن يمارس الرياضة بشكل دائم هذا التغيير ونمط الحياة الجديد؟ وما هي الأغذية التي يجب الحرص على تناولها عند الإفطار والسحور، للحفاظ على الصحة دون اكتساب وزن إضافي في نهاية الشهر والاحتفال بحلول عيد الفطر السعيد .
للحديث عن أهمية ممارسة الرياضة خلال شهر رمضان من أجل تغيير نمط الحياة وحول التساؤلات عن الساعة الأفضل لممارسة الرياضة قبل الإفطار أو بعد الإفطار، التقى مراسلنا مع المدرب وإخصائي بناء برامج تغذية للتدريب محمد العال محاجنة .
وقال محمد أبو العال في حديثه: “رمضان هو فرصة ذهبية للأشخاص الذين يبحثون عن آلية للنزول بالوزن ولتحسين صحة الجسم بشكل عام، ولكن من المهم أن نشدد ونركز على أهمية الاستمرار بممارسة الرياضة وخاصة الأشخاص الذين يتدربون في النوادي الرياضية، أن يستمروا بتدريبهم طيلة الشهر الفضيل، الذي يساعد من أجل تحسين وترتيب صحة الجسم وليس العكس أو يتسبب بإرهاق وتعب كما يعتقد البعض”.
وأكمل ابو العال حديثه قائلا: “التمرين في رمضان يساعد على الحفاظ على الكتلة العضلية ويساعد بنزول الوزن لكل شخص يبحث عن هذا الهدف، وأما عن الموضوع الذي يتم طرحه أن اليوم في رمضان قصير، ولا يوجد وقت كاف من أجل الخروج للتمرين بعد الإفطار من أجل الانشغال بالعبادة وزيارة الأقارب وصلة الرحم والأصدقاء، فهذا حديث غير صحيح، للأسف هذه شماعة لكل شخص لا يريد ممارسة الرياضة ويبحث عن أي عذر فقط، لان اليوم في رمضان طويل جدا قبل الإفطار يمكن ممارسة الرياضة وبعد الإفطار وبعد صلاة التراويح وقبل وجبة السحور، الرياضة متاحة بكافة الأوقات، ولكن يجب على الشخص أن يتخذ القرار الصحيح ويمارس الرياضة بكل أنواعها”.
وعن أفضل الأوقات لممارسة الرياضة قال أبو العال: “لا يوجد وقت أو ساعة ذهبية لممارسة الرياضة ولكن لكل شخص يهدف بتنزيل الوزن أفضل أن يمارس الرياضة قبل الإفطار وكل شخص جسده لا يساعده بالتدريب قبل الإفطار من التعب والإرهاق فيستطيع ممارسة الرياضة والتدرب بعد الإفطار أو بعد صلاة التراويح”.
وحول أسباب السمنة التي تصيب عددا كبيرا من الأشخاص خلال شهر رمضان على الرغم من تناول الصائم وجبة إفطار فقط ووجبة سحور، قال: “هذا سؤال هام جدا، سبب الصعود بالوزن والسمنة هو أن الصائم يتناول وجبة الإفطار ومن ثم يتناول كميات كبيرة من الحلويات الشرقية التي تحتوي على سعرات كبيرة جدا فوق احتياجه اليومي ومن ثم يتناول وجبة السحور، فهذا الأمر كله مربوط بحسبة السعرات الحرارية وتناول كميات مناسبة من الطعام”.
هل يفضل الابتعاد عن الحلويات في شهر رمضان؟: “بكل تأكيد أن تناول الحلويات بكميات كبيرة مضر، ولكن من الممكن أن نتناول حلويات بكميات قليلة، مثلا نصف قطعة كنافة في اليوم أو قطعة قطايف واحدة ويفضل مثلا كل يومين أو ثلاثة يتناول الشخص قطعة حلويات واحدة وهكذا ينجح الشخص بتخفيض وزنه أو الحفاظ عليه خلال شهر رمضان، لأن المسبب الحقيقي للسمنة في هذا الشهر الفضيل هي الحلويات بشكل أساسي التي تصل سعراتها إلى كميات كبيرة تفوق الاحتياج اليومي للشخص”.