تزداد ظاهرة تغيب طلبة المدارس عن التعليم في كل عام خلال شهر رمضان الفضيل، ووفقًا للجان أمور الطلاب ومدراء المدارس ورؤساء أقسام التربية والتعليم، فإنه في كل سنة ترتفع النسبة عن السنوات السابقة، وتعد النسبة الأعلى في أم الفحم للطلبة الذين يتغيبون عن الدوام المدرسي وسط طلبة المراحل الثانوية.
تختلف أسباب تغيب طلبة المدارس عن التعليم في أم الفحم، ولكن يكمن السبب الرئيسي في سهر الطلاب لساعات متأخرة من الليل خلال شهر رمضان، الأمر الذي يُصعّب عليهم الاستيقاظ باكرًا للتوجه إلى المدرسة، حسب المسؤولين.
يقول رئيس لجنة أولياء أمور الطلاب المحلية في مدينة أم الفحم، المحامي أحمد يوسف أسعد، لـ”عرب 48″ إنه “حقيقةً بالطبع أم الفحم كباقي البلدات العربية من حيث انتشار ظاهرة تغيب الطلاب عن المدارس في شهر الصوم. وفي شهر رمضان هذه الظاهرة تنتشر كل عام، إذ أننا كلجان أولياء أمور الطلاب قمنا بتعميم بيان على الأهالي في المدارس لحث الطلاب على الذهاب إلى المدارس وبدعم من الأهالي”.
وحول مدى تنظيم فعاليات تتناسب مع شهر رمضان، أوضح أنه “منذ بداية شهر رمضان المبارك في معظم مدارس مدينة أم الفحم تنظم فعاليات ونشاطات تناسب شهر رمضان، ومنها مسابقات لحفظ سور من القرآن الكريم، وهذا من أجل شهر رمضان وأيضًا لحث الطلاب على التوجه إلى المدارس، لذلك توجد مسابقات مع جوائز وأيضًا تسهيلات في الامتحانات لنحث الطلاب على الحضور”.
ولفت أسعد إلى أنه “على الرغم من كل الجهود التي تقوم بها الطواقم المهنية في المدارس ولجنة أولياء أمور الطلاب في المدينة، إلا أنه هناك تغيب عن المدارس، صحيح النسبة ليست كبيرة، ولكن يوجد تغيب نوعًا ما”.
وأضاف أنه “نلاحظ أن نسبة التغيب عن المدارس بين الطلبة الذين قدموا امتحانات قبل شهر رمضان أكثر من باقي الطلاب، وهذه المشكلة في معظم البلدات العربية، ونحن في أم الفحم وضعنا خططا لحث وتحفيز الطلاب على الحضور للمدارس”.
وبخصوص المراحل التعليمية التي تلاحظ فيها نسبة تغيب عن المدرسة، قال رئيس لجنة أولياء أمور الطلاب المحلية في أم الفحم إنه “حقيقةً لا توجد نسب واضحة، ولكن النسبة الأعلى نلاحظها في المرحلة الثانوية، إذ أن الطلبة ليسوا بصدد تقديم امتحانات بجروت، لذلك يتغيبون بشكل أكبر، وكل مرحلة لها حالتها الخاصة”.
وعن أسباب التغيب، أوضح أسعد أن “الأسباب تختلف، ولكن أهم عامل يجعل الطلاب يتغيبون عن المدرسة هو السهر لساعات متأخرة من الليل، إذ أن الطلاب يسهرون طيلة الليل حتى موعد السحور، وأيضًا عامل الصيام وعدم وجود امتحانات في هذه الأيام، وهناك عوامل كثيرة تؤدي إلى تغيب الطلاب، ولكن هذه أهمها”.
وقالت المسؤولة عن قسم المدارس الابتدائية في أم الفحم، ماري إغبارية، لـ”عرب 48″ إن “ظاهرة التغيب عن المدارس خلال شهر رمضان موجودة منذ سنوات، وهذا التغيب يزداد كل عام وللأسف يأخذ شرعية بشكل أو بآخر، إذ بات الأمر مقبولا على الأهالي ويتفهمون غياب أبنائهم عن المدارس”.
وحول الأسباب، أوضحت أنها “ليست كثيرة وأهمها والذي يعتبر سببا رئيسيا هو ثقافة السهر خلال شهر رمضان لساعات متأخرة، وهذا الأمر يؤثر على استيقاظ الطلاب خلال ساعات الصباح، والأمر الذي يؤدي إلى تغيبهم عن المدارس”.
وأضافت إغبارية أنه “مسؤولة المدارس في لواء الشمال شددت على وجود هذه الظاهرة خصوصا في منطقة الشمال وأنها تزداد بشكل كبير، وتحديدًا في المجتمع العربي”.
وأشارت إلى أن “لجنة أولياء أمور الطلاب في مدينة أم الفحم تعمل بجهد وجهد لحث الطلاب وتشجيعهم على التوجه إلى المدارس، إذ أنها أصدرت بيانا ووجهته إلى الأهالي وحثتهم على إرسال الأبناء إلى المدارس”.
وبخصوص تنظيم فعاليات للطلاب خلال شهر رمضان، قالت المسؤولة عن قسم المدارس الابتدائية في أم الفحم إن “تنظيم الفعاليات في المدارس خلال شهر رمضان من الممكن أن تكون له نتائج عكسية، إذ أن بعض الطلاب والأهالي يتغيبون في الأيام التي تنظم فيها فعاليات لكونها ليست ذات أهمية كبيرة بالنسبة للأهالي، وفي الأيام التي تجرى فيها امتحانات نسبة الحضور عالية”.
المصدر : عرب ٤٨ – امير بويرات