35% من المُصنّعين اعتمدوا الروبوت في أماكن العمل
- 56% من ارباب الصناعة ممن اعتمدوا الروبوت في عملية التصنيع رأوا به كأداة مٌكملة للأيدي العاملة وليس كبديل عنها
– اتحاد ارباب الصناعة يعمل على تقديم المعلومات اللازمة حول المنح التي يستحقها ارباب العمل إزاء عملية الانتقال، مقابل سلطة الاستثمار وسلطة الابتكار وتسهيل عملية التواصل مع الشركات المنتجة للروبوت الآلي
– د. محمد زحالقة:”دمج الابتكارات الحديثة في الصناعة هي القضية الأهم التي نسعى من خلالها للنهوض بالصناعات العربية في البلاد، وستؤدي الى قفزة نوعية في مكانة هذه الصناعات وتعزيز قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية”
مع دخول الثورة التكنولوجية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي الى عالمنا في السنوات الأخيرة، والتي طغى استعمالها في معظم المجالات الحياتية بما في ذلك عالم الطب والتعليم والتجارة والصناعة وغيرها من المجالات المختلفة، يبقى السؤال المركزي في هذا المضمار ألا وهو هل سيحل الروبوت ذات الذكاء الاصطناعي قريبا جدا مكان الانسان؟
قد يصعب الإجابة بنعم او لا على هذا السؤال، خاصة في ظل التجارب الغنية التي أجريت في أرجاء العالم والتي اثبتت بشكل واضح ان الروبوت الذكي يعتبر ذات قدرات ومهارات عالية بإمكانه القيام بمهمات عديدة ومعقدة لكن هل يصل الى درجة الذكاء الإنساني؟
اما فيما يتعلق بعالم الصناعة، فهنالك تأثير حقيقي للتقنيات الحديثة على الكثير من الصناعات خاصة في السنوات الأخيرة اذ تحاول العديد من المصانع حول العالم ادخال الروبوتات الحديثة في عملية التصنيع والتعبة والتغليف لما في ذلك من سرعة وزيادة في الإنتاج والدقة في العمل.
وفي استطلاع اجراه اتحاد ارباب الصناعة في البلاد العام الماضي بعنوان “دمج الروبوتيكا في الصناعات الإسرائيلية” اظهر ان 35% من ارباب العمل وأصحاب المصانع في البلاد أدخلوا فعليا العمل بالروبوت في عملية التصنيع ام انهم يعملون على إدخاله، في حين ان 38% منهم أفادوا ان اعتمدوا الروبوت في عملية التصنيع قبل حوالي 5 سنوات. وأظهر الاستطلاع أيضا ان 65% من ارباب الصناعة لم يبدأوا بعد باعتماد الروبوت في الصناعة.
وحول السؤال المركزي فيما إذا كان الروبوت قد يحل مكان الايدي العاملة في الصناعة أكد الاستطلاع الذي اجراه اتحاد ارباب الصناعة ان 56% من ارباب الصناعة الذين شاركوا في الاستطلاع وممن اعتمدوا الروبوت في عملية التصنيع رأوا بالروبوت كأداة مٌكملة للأيدي العاملة وليس كأداة بديلة عنهم، في حين رأى 7% من أرباب الصناعة ان الروبوت يعتبر بديلا للأيدي العاملة مؤكدين انهم قاموا باعتماد الروبوت ليسد مكان العمال. اما المعطة اللافت في هذا السياق فيشير الى ان 37% من ارباب الصناعة الذين شاركوا في الاستطلاع رأوا بالروبوت كأداة مُكملة للعامل وأيضا كبديل للعامل نفسه في ذات الوقت.
ويلفت الاستطلاع الى جانب هام جدا والمتعلق بالشعور الذاتي لدى العاملين في الصناعة تجاه الروبوت الذي بُدءَ العمل به في مكان العمل، حيث أعرب ان 75% من ارباب العمل ان العاملين لديهم لم يشعروا بالتهديد (خشية من استبدالهم بالروبوت) جراء دمج الروبوت في مكان العمل وان 51% من ارباب العمال أفادوا ان العاملين لديهم لم يشعروا بالتهديد اطلاقا جراء دمج الروبوت في مكان عملهم، فيما أشار 25% من ارباب العمل ان العاملين لديهم بالفعل أشاروا الى انهم شعروا تهديدا بسبب الروبوت.
وخلص الاستطلاع الى معطى مهم جدا بالنسبة لأرباب العمل، حيث أشار 92% من ارباب العمل ممن تبنوا الروبوت في مكان العمل ان الإنتاجية في العمل قد تحسنت، وان 41% من ارباب الصناعة أكدوا ان الإنتاجية في العمل ارتفعت بشكل حقيقي.
وعن اهم التحديات الرئيسية التي تواجهها الصناعات التقليدية المحلية في التعامل مع متطلبات دمج الروبوت المتطور في عملية التصنيع الحالية قال الاخصائي الاقتصادي اوري زلينجر من قسم الاستشارة التجارية والابتكار في اتحاد ارباب الصناعة ان الحديث يدور عن تحديات تتعلق بتمويل مشاريع الانتقال الى الروبوت الصناعي واستعادة الأموال التي تم استثمارها في هذا المشروع، هذه كله في ظل ارتفاع أسعار الفائدة، وآثار وباء الكورونا على الاقتصاد والحرب الحالية، اذ ان كل هذه العوامل القت بظلالها على عملية انتقال الصناعات المحلية نحو التقدم والتطوير والابتكار وتبني الروبوت الصناعي.
وعن دور اتحاد ارباب الصناعة في تقديم الدعم للصناعات المحلية لدمج الروبوت الآلي في عملية التصنيع قال زلينجر “اننا نعمل على تقديم المشورة والمساعدة والدعم لجميع المصنعّين من أعضاء اتحاد ارباب الصناعة في كافة الجوانب المتعلقة بهذه العملية أيضًا في تطبيق الابتكارات بما في ذلك تقديم المعلومات اللازمة حول المنح التي يستحقها ارباب العمل إزاء عملية الانتقال، والمساعدة امام الأطراف والجهات المسؤولة في الحصول على المنح المختلفة سواء كان الحديث عن سلطة الاستثمار وسلطة الابتكار، وتسهيل عملية التواصل مع الشركات المنتجة للروبوت الآلي (بما في ذلك إنشاء كتيب معلومات عن الشركات المختلفة)، والمبادرة لإجراء جولات مع الشركات المنتجة للروبوتات في المصانع، عقد مؤتمرات حول هذا الموضوع مع سلطة الاستثمار وسلطة الابتكار وشركات الروبوتات، وإقامة منتدى الابتكار لاتحاد ارباب الصناعة الذي يهدف إلى المساعدة في دمج الابتكار وغيرها”.
واختتم زلينجر حديثة مؤكدا انه يؤمن ان أي مصلحة صناعية أيا كانت تستطيع تبنّي الابتكارات الحديثة والآلية سواء كان الحديث عن الروبوت او ابتكارات عديدة أخرى تساهم في تطوير المصالح الصناعية.
وتحدث الدكتور محمد زحالقة رئيس لجنة الصناعات العربية في اتحاد أرباب الصناعة ان عملية دمج الابتكارات الحديثة في عملية التصنيع تعتبر القضية الأهم التي نسعى من خلالها الى النهوض بالصناعات العربية في البلاد، والتي من شأنها ان تؤدي الى قفزة نوعية في مكانة هذه الصناعات وتعزيز قدرتها التنافسية أمام الصناعات الأخرى في الأسواق العالمية. وقال:” اعتقد ان غالبية الصناعات العربية المحلية التي تعتبر معظمها صناعات أغذية، تستوفي الشروط المطلوبة لعملية الانتقال الى العهد الحديث والابتكار التكنولوجي. نحن نعي كافة العوامل والتخوفات التي قد تراود ارباب الصناعة في هذه الخطوة، خاصة اذا كان الحديث عن تجنيد الاستثمارات المالية المطلوبة لهذه الخطوة والتي تعتبر تكاليف عالية نسبيا. اعتقد ان عملية الانتقال يجب ان تكون مخطط لها بشكل دقيق وهنا يكمن التعاون مع المختصين في اتحاد ارباب الصناعة من حيث تقديم المشورة والمعلومات والتواصل مع الشركات العالمية المصنعة للآليات الحديثة وتحصيل المنح ومسارات التمويل من الجهات ذات الصلة.
صورة اوري زلينجر| تصوير اتحاد ارباب الصناعة