نصر الله: لا مكان في إسرائيل بمنأى عن صواريخنا ومسيراتنا بحال اندلاع حرب
حذّر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، اليوم الأربعاء، من أن أي مكان في إسرائيل “لن يكون بمنأى” عن صواريخ ومسيرات حزب الله، في حال اندلاع حرب، غداة إعلان الجيش الاسرائيلي موافقته على “خطط عملياتية لهجوم” في لبنان.
وقال نصر الله في كلمة ألقاها خلال تأبين قيادي بارز في صفوف الحزب، استشهد الأسبوع الماضي بنيران إسرائيلية، “يعرف العدو جيدًا أننا حضرنا أنفسنا لأسوأ الأيام (…) وهو يعرف أنه لن يكون هناك مكان في الكيان بمنأى عن صواريخنا ومسيراتنا”.
وأضاف “عليه أن ينتظرنا برًا وجوًا وبحرًا”.
وجاءت مواقف نصرالله غداة إعلان الجيش الإسرائيلي “المصادقة” على خطط عملياتية لهجوم في لبنان، وتوعّد وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أمس، الثلاثاء، بالقضاء على حزب الله في حال اندلاع “حرب شاملة”، على وقع استمرار التصعيد الحدودي على خلفية الحرب على غزة.
وكشف نصر الله عن معلومات تلقاها الحزب تفيد بأن إسرائيل التي تجري سنويا مناورات في قبرص، قد تستخدم المطارات والقواعد القبرصية لمهاجمة لبنان، في حال استهداف حزب الله للمطارات الإسرائيلية.
وحذّر الأمين العام لحزب الله، قبرص، من مغبّة فتح مطاراتها وقواعدها أمام إسرائيل لشنّ هجوم على لبنان، وقال: “يجب أن تحذر الحكومة القبرصية أن فتح المطارات والقواعد القبرصية للعدو الاسرائيلي لاستهداف لبنان يعني أن الحكومة القبرصية أصبحت جزءا من الحرب وستتعامل معها المقاومة على أنها جزء من الحرب”.
وتربط قبرص علاقات وثيقة بكلّ من لبنان وإسرائيل، كما أنّها تبعد حوالي 200 كلم عن لبنان و340 كيلومترًا عن إسرائيل. ولا تزال بريطانيا تملك سيادة على قاعدتين في قبرص التي كانت مستعمرةً لها بناء على اتفاقات منحت الجزيرة استقلالها في العام 1960.
وجاءت مواقف نصر الله بعد زيارة أجراها المبعوث الأميركي، عاموس هوكشتاين إلى بيروت، الثلاثاء، سبقها وتلاها لقاءات عقدها مع مسؤولين إسرائيليين، شدد خلالها على أنّ إنهاء النزاع بين حزب الله وإسرائيل بطريقة دبلوماسية وبسرعة هو أمر “ملح”.
وشدد نصر الله على أنّ “كل ما يقوله العدو ويأتي به الوسطاء من تهديد عن حرب على لبنان وتحذير (…) نقول هذا لا يخيفنا ويجب ألا يخيفنا”. وتابع “هناك خشية حقيقية لدى العدو من أن تقوم المقاومة باقتحام الجليل، وهذا احتمال يبقى قائمًا وحاضرًا في إطار أي حرب قد تُفرض على لبنان”.
وأكد الأمين العام لحزب الله جهوزية حزبه، لناحية العتيد والعتاد. وقال: “على مستوى القدرة البشرية، لدى المقاومة ما يزيد عن حاجتها وتقتضيه الجبهة حتى في أسوأ ظروف المواجهة”.
وأوضح “قبل أعوام تحدثنا عن مئة ألف مقاتل… اليوم تجاوزنا (العدد ) بكثير”، مضيفًا “هناك تحفز كبير على مستوى لبنان وقوة بشرية للمقاومة لم يسبق لها مثيل”.
وفنّد نصر الله تدرّج مقاتليه منذ بدء التصعيد عبر الحدود في استهداف المواقع العسكرية الإسرائيلية، القديمة والمستحدثة منها، وأجهزة التجسس، موضحًا أن ما تمّ نشره الثلاثاء في المقطع المصور، والذي يظهر مسحًا شاملًا لمدينة حيفا ومحيطها، هو جزء “من ساعات طويلة فوق حيفا”.
وحدّد الحزب في الفيديو مواقع ومنشآت حيوية عسكرية ومدنية، عدّد من بينها ميناء حيفا ومطارها وأنظمة عسكرية ومنشآت صناعية عسكرية وخزانات نفط ومحطات طاقة ومجمعات تجارية، من بين أهداف أخرى.
وشدد نصر الله على أن حزبه قاتل “بجزء” من سلاحه حتى اللحظة، مؤكدًا “حصلنا على أسلحة جديدة”، من دون أن يكشف نوعها. وتابع “طورنا بعض أسلحتنا من خلال تجربة الميدان واستخدمنا أسلحة لم نستخدمها سابقًا، وبالتدريج، ومن الطبيعي أن نحتفظ بأسلحة أخرى للقادم من الأيام للدفاع عن بلدنا وشعبنا وسيادة لبنان”.
وقال نصر الله إن “احتمال الانزلاق إلى حرب كبرى وارد في أي لحظة رغم أن الحزب لا يريد حربا شاملة”. وأضاف “لأول مرة منذ عام 1948 يتشكل حزام أمني في شمال إسرائيل التي فهمت منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر، أن مواقعها ستكون مستهدفة وأن لدينا معلومات كافية عنها وعن تحصيناتها وأجهزتها وعديدها”.
ولفت نصر الله إلى أن “الحزب يصنع في لبنان بعض أنواع الصواريخ التي نحتاجها ونستعملها في المعركة”. وتابع “طوّرنا أسلحتنا واستخدمنا أسلحة جديدة ونحتفظ بأسلحة أخرى للمقبل من الأيام للدفاع عن أرضنا وشعبنا وسيادة لبنان”.
وأشار نصر الله إلى أن الحزب تلقى اتصالات من “حركات المقاومة في سورية والعراق عن استعدادهم للمشاركة في المواجهات مع إسرائيل وكلنا لدينا ما يزيد عن حاجتنا من القوة البشرية لخوض المعركة”.
وقال “الإسرائيلي يخبئ خسائره في جبهة الشمال كي لا يتعرض لمزيد من الضغوط وهناك 42 مستعمرة (مستوطنة) تم إخلاؤها بشكل كامل، وصورة العدو العسكرية الأمنية الردعية عند شعبه ومجتمعه والعالم تنهار