“هل رأيت الأمن والرّاحة إلاّ في الحفائر؟ لست أدري..”
الدكتور وليد حداد لـ”الصنارة”: عصابات الإجرام تدرك أنها في أمان طالما أن سلاحها موظف في الناحية الجنائية
صالح معطي وزياد شليوط
بات مجتمعنا العربي يعيش في دوامة القتل والاجرام ولا يدري أين طريق الخلاص. هو يعيش في عالم من الطلاسم ولا يدرك كنهه وكيفية العيش معه، يتساءل مع الشاعر إيليا أبو ماضي ويكون الجواب – اللا جواب “لست أدري”.
شهد الأسبوع الأخير تصاعدا مجددا في عمليات القتل في مجتمعنا العربي، والذي سجل ارتفاعا جديدا من أربعة ضحايا جدد إضافة إلى الضحية الخامسة في طمرة، الذي توفي بعد إصابته قبل أسبوعين بعيارات نارية.
وأثناء إعداد هذا التقرير عدنا إلى لقاء أجريناه مع الدكتور وليد حداد، المختص في علم الاجرام حول تراجع نسبة الجريمة في المجتمع العربي مع بداية الحرب، أكد فيه أن “التراجع الحاصل في جرائم القتل في المجتمع العربي هو مؤقت وسيعود بعد فترة إلى ما كان عليه”. وهذا ما شعرنا به في الفترة الأخيرة فعدنا للقاء الدكتور حداد الذي عاد وأكد ” إن ما يحدث في الفترة الأخيرة، سبق وتوقعناه وهو ما حصل في ظل عدم تدخل جدي من قبل الحكومة لوضع خطة للتصدي للجريمة. وحتى الخطط الموجودة ليست بالحد المطلوب وقد أوقفها بن غفير، وزير الأمن الداخلي دون أن يشرح السبب”.
ويضيف حداد قائلا: ” كثيرون اعترضوا في الماضي على مقولة أن الشرطة تتحمل مسؤولية استفحال الجريمة، وقد ثبت اليوم أنه بامكانها لجم الجريمة، كما لجمت مظاهرات الاحتجاج على الحرب. فالدولة التي استطاعت منع المظاهرات ضد الحرب لمدة عام يمكنها ايقاف الجريمة، وكما ألزمتنا بعدم الوقوف عند مفارق الطرق يمكنها الزام عصابات الاجرام بعدم الخروج للقتل، لكنها تتركنا نقتل بعضنا بعضا”.
وردا على سؤال فيما اذا كانت عصابات الاجرام تشعر بالأمان وتوفر حيز واسع لها بالتحرك، قال د. حداد: “إن الشرطة اليوم متواطئة وتقوي عصابات الجريمة. في النصف الأول تجاوزنا 100 قتيل وحتى نهاية العام سوف يكون العدد أكبر، هذا مع الانتباه أن الجريمة تراجعت في خريف العام الماضي. ما يهم الدولة في المجتمع العربي الناحية الأمنية، وليس الناحية الجنائية. ما يحزن من يقتل اليوم ليس بالضرورة له علاقة بالاجرام، كما حدث قبل يومين في الجديدة. عصابات الجريمة تدرك أن الناحية الأمنية فقط تهم الدولة اليوم، وعندما لا نتدخل في ذلك وسلاحك فقط للاستعمال الجنائي فأنت في أمان، ويمكنك الاستمرار في عالم الجريمة، وهذا ما تدركه عصابات بشكل أكيد”.
مقتل شقيقين من جسر الزرقاء في برديس حنا والأفق مظلم
عثر فجر أمس الخميس على جثتي الشقيقين كرم ومصطفى أبو حامد (20 عاما و19 عاما) من جسر الزرقاء، في بلدة برديس حنا المجاورة لقريتهما، وتبين من التحقيقات الأولية أنهما تعرضا لإطلاق نار وهما داخل سيارة، مما أدى إلى مصرعهما على الفور.
وأفاد الناطق بلسان “نجمة داود الحمراء” بأن “المسعفين الذين وصلوا إلى المكان وجدوا شابين، يبلغان من العمر 20 و19 عاما، لا تظهر عليهما علامات تدل بأنهما على قيد الحياة، وأعلنوا وفاتهما في المكان”.
وقال أحد المسعفين إن “الشابين كانا في السيارة وهما فاقدا الوعي ويعانيان من آثار طلقات نارية في جسديهما. قمنا بإجراء الفحوصات الطبية لهما، لكن للأسف كانت إصاباتهما حرجة ولم يكن أمامنا سوى إقرار وفاتهما”.
وأعلنت الشرطة عن فتح ملف للتحقيق في ملابسات الجريمة والبحث عن مشتبهين باقترافها. ومع مصرع الشقيقين كرم ومصطفى أبو حامد يرتفع عدد ضحايا جرائم القتل في جسر الزرقاء، منذ مطلع العام ولغاية اليوم إلى 4 ضحايا.
مقتل شاب طعنا في معاوية في عودة إلى الطوشات العائلية
وفي قرية معاوية في وادي عارة، قتل الشاب محمد حسين دبوس محاميد، والذي يبلغ من العمر 30 عاما، بجريمة طعن خلال شجار وقع بين أقرباء في القرية، مساء أول أمس الأربعاء. وقدّم طاقم طبيّ الإسعافات الأولية للمصاب، فيما تم نقله إلى المستشفى، حيث أُقرّت وفاته بعد فشل محاولات الإبقاء على حياته. وبحسب الطاقم الطبي الذي وصل إلى المكان، فإن “الضحية تعرض إلى طعنات في الجزء العلويّ من جسده، تسببت في تدهور حالته بسرعة، ووفاته متأثرا بإصابته”.
القتل العبثي يطال رجائي حبيب في الجديدة – المكر
رجائي حبيب ابن الجديدة – المكر ذنبه أنه دخل حانوتا ليلقى مصرعه
وفي قرية الجديدة – المكر، وقعت جريمة نكراء راح ضحيتها الشاب رجائي حبيب، ابن الأربعين عاما، جراء تعرضه لإطلاق نار أثناء تواجده في أحد المحال التجارية مصادفة كما أفاد بعض الشهود، مساء أمس أول الأربعاء، وأعلن المجلس المحلي في البلدة عن إضراب شامل يوم أمس الخميس، احتجاجا على استفحال الجريمة وحدادا على الضحايا.
طمرة تودع عريسها أحمد ذياب بدموع الغضب إلى مثواه الأخير
شارك الآلاف من أبناء طمرة والمجتمع العربي، يوم الثلاثاء الماضي في تشييع جثمان ضحية جريمة القتل الشاب أحمد خير ذياب (28 عاما)، إلى مثواه الأخير في المدينة، الذي أصيب باصابات بالغة بعد تعرضه لجريمة اطلاق نار، خلال ممارسته لعمله داخل مكتبه، قبل أسبوعين. ويذكر أن المرحوم احتفل بزفافه قبل إصابته بحوالي شهر.
وأعقبت الجنازة مسيرة احتجاجية انطلقت من بيت العزاء وسط هتافات منددة بجريمة القتل؛ فيما انتشرت الشرطة بقوات معززة في شوارع المدينة. وردد المشاركون هتافات تندد بتقاعس الشرطة في الحد من جرائم القتل المستفحلة في المجتمع العربي وتخاذلها أمامعصابات الإجرام، ومن بين الهتافات “في دليل وفي شاهد والشرطة ما بتساعد”.
وعقب محمد صبح، رئيس اللجنة الشعبية في طمرة على الجريمة قائلا: “أحمد معروف كشاب خلوق ومحترم ومن بيت أصيل، لم يؤذ أحدا على الاطلاق. ولأن هذه الجريمة أكدت أن هناك تصعيدًا خطيرًا، جاء رد الفعل عليها من قبل أهالي طمرة ومن قبل اللجان على اختلافها قويا، مطالبين بضرورة وقف شلال الدم هذا، ولهذا نحن مستمرون في خطواتنا الاحتجاجية”.
وقال د. سهيل ذياب، الرئيس السابق لبلدية طمرة: “المرحوم أحمد عُرف بكرم أخلاقه، وحسن معاملته، إنسان مثابر ومجتهد، أكمل تعليمه الجامعيّ وبدأ العمل كمراقب حسابات، وتزوج قبل شهر، وحلم حياته كان إقامة عائلة وأسرة يربيها على القيم الاسلامية، وقيم المحبة والتآخي، وكل هذه الأحلام انقطعت وتحطمت على صخرة آفة العنف المستشري في وسطنا العربي”.
وقال نزار ذياب، عم المرحوم: “من الصعب التحدث عن الفقدان والخسارة التي تعيشها الأسرة، لكننا نأمل ألا يعيش أحد مصابنا في المجتمع العربي، فهنالك مئات الضحايا العرب من جراء العنف، وتُهدمت آلاف العائلات”.
الجديدة – المكر تتصدر لائحة البلدات العربية في سجل عمليات القتل المنظم
بعد قتل الشاب رجائي حبيب، الأربعاء الماضي، في بلدة الجديدة – المكر؛ وصل عدد ضحايا القتل المنظم في البلدة إلى عشر منذ مطلع العام الحالي.
والضحايا هم: المهندس أدهم وليد حمود (38 عاما)، منصور نعيمي (51 عاما) ، أشرف بياري (45 عاما)، بلال يحيى ارشيد (40 عاما)، ايهاب عطا كيوان (34 عاما)، عبد الكريم بصل (59 عاما) ، أمير بصل (28 عاما)، أشرف بصل (28 عاما)، عدي شعبان (20 عاما)، رجائي حبيب (40 عاما).
احد اهالي البلدة “الاسم محفوظ لدى هيئة التحرير” ، قال لمراسل موقع وصحيفة الصنارة عن الاوضاع التي تعيشها البلدة :” نحن نعيش في حالة من الرعب والذعر ، 10 جرائم قتل منذ مطلع العام ، لا رادع للجريمة ولا اعتقالات تذكر ولا فك رموز لجرائم قتل مما يشجع المجرمين على الاستمرار بجرائمهم ما دام الرادع غير موجود ولا يوجد عقاب ، فان مسلسل شلال الدماء في البلدة سوف يستمر”.
واكمل حديثه قائلاً :” معظم اهالي البلدة باتوا يخشون من الخروج والتجول بشوارع البلدة او حتى الدخول الى اي محل تجاري بساعات النهار او الليل ، لانهم سيكونون عرضة للجريمة باي لحظة ، لان هناك مصابون وضحايا قتلوا او اصيبوا بتشخيص خاطئ بعلم من كافة الاهالي في البلدة ، او لاسباب اخرى غير معلومة ، هل الحل بظل تقاعس الشرطة هو الهجرة من البلدة ؟ هذه البلدة التي كانت بعيدة عن احداث العنف اليوم يسلط عليها الضوء وهي من اكثر البلدان العربية في البلاد التي تشهد ارتفاعاً بمعدل الجريمة منذ مطلع العام ؟”.
واختتم حديثه قائلاً :” يجب ان يكون هناك حل ، نحن بمنتصف العام ومعدل الجريمة في المجتمع العربي مُخيف ومرعب وفي البلدة كارثي ، هل يجب ان يصل عدد الضحايا في البلدة الى ٢٠ ضحية مثلاً حتى يكون هناك صرخة وحراك ؟ هل ستتحرك الشرطة ؟ ام انها ستبقى متفرجة على ما يحدث في بلداتنا العربية حتى يصل العدد الاجمالي للضحايا الى ٣٠٠ ضحية بنهاية العام ؟”
الشرطة تعلن عن اعتقال مشتبهين بقتل حارس بلدية الطيبة السابق
أعلنت الشرطة، يوم الثلاثاء، عن اعتقال شخصين من مدينة الطيبة أثناء تواجدهما في مدينة نابلس، بشبهة ضلوعهما في جريمة قتل حارس رئيس بلدية الطيبة السابق، أدير غانم (25 عامًا)، في نيسان الماضي.
وكان غانم، وهو من بلدة المغار في الجليل، قد قتل في جريمة إطلاق نار بعد أن استهدفه الجناة من مسافة قريبة خلال تواجده على مدخل رئيس بلدية الطيبة آنذاك، المحامي شعاع منصور، خلال عمله كحارس للأمن، عشية عيد الفطر، العام الماضي.
وجاء في بيان صدر عن الشرطة أنها “تمكنت بعد تحقيق سري، من إلقاء القبض على المشتبه بهم في مقتل حارس أمن في الطيبة وذلك في أعقاب حملة لوحدة 33 صباح اليوم، أسفرت عن القبض على المتهمين الفارين في نابلس”.
وأضاف “قائد مركز الشرطة في طيبة، وقائد المنطقة، أخبراني أنه الجناة كانا تحت المراقبة خلال الأشهر القليلة الماضية. كانت هناك بعض المعلومات الدقيقة التي أدت إلى اعتقالهما”.