ذوي الهمم ، شريحة كبيرة في مجتمعنا العربي ، في السنوات الأخيرة باتت تندمج بشكل مقبول بسوق العمل في البلاد ، وحول موضوع دمج ذوي الهمم بسوق العمل واتاحة الفرص الملائمة لهم ، وعن الصعوبات والعقبات التي تواجههم ، التقى مراسلنا مع بهاء جبارين المسؤول عن برامج التشغيل في المجتمع العربي بجمعية “الفين” لذوي الهمم ، والذي تحدث قائلاً :” جميعة “الفين” تعمل منذ ٤٠ عاماً ، ممتدة من اقصى الشمال وحتى اقصى الجنوب ، تحتوي على برامج مختلفة لذوي الهمم منها برنامج من لاطفال من جيل 0 حتى جيل 3 سنوات ومن ثم برنامج لطلاب المدارس تحت عنوان “نصنع المستقبل” وبرنامج اخر للطلاب من جيل 16 عاماً وما فوق من اجل تجهيزهم الى سوق العمل ، ايضاً هناك في برنامج في كليات عتيد ، يستطيعوا الحصول على شهادات معترف به ، وبرنامج اخر لكل شخص فوق الـ 21 عاماً ويريد الانخراط بسوق العمل ، نحن وظيفتنا مرافقتهم وتدريبهم وتأهيلهم حتى يصلون الى اماكن عمل “.
وأكمل بهاء جبارين حديثه قائلاً :” انا اعمل في كافة البلدات العربية ، والاحظ تطور بتقبل سوق العمل لذوي الهمم ، خاصة وان المجتمع اليوم لديه فكرة ان هناك اشخاص مع احتياجات خاصة من الممكن ان تخرج الى سوق العمل وتأخذ فرصتها كاملة ، بكل تاكيد ان الرضى عن هذا التقبل ليس بدرجة الـ 100% ولكنه افضل من السنوات الماضية ، اذكر قبل حوالي ٩ سنوات كان موضوع خروج اشخاص من ذوي الهمم الى سوق العمل غريب على المجتمع وعلى اصحاب المصالح التجارية ايضاً ، مجمتعنا بحاجة الى وعي اكبر”.
وأردف بهاء جبارين حديثه قائلاً :” ايضاً عائلات ذوي الهمم بحاجة الى توعية وليس فقط ابناء المجتمع واصحاب المحلات التجارية ، لان هناك عائلات لا تعرف امكانيات ابنائها بسبب الخوف عليهم من الخروج الى المجتمع لوحدهم والانخراط بسوق العمل او حتى التجول لوحدهم ولهذا يكون الاب او الام لا يدركون المهارات التي يتمتع بها ابنهم بسبب احتضانهم المبالغ به له من خوفهم عليه “.
واستمر جبارين في حديثه مع مراسلنا قائلاً :” حينما نخبر العائلات ان ابنها او ابنتها سينخرط بسوق العمل يكون هناك تخوف كبير لديهم من تقبل المجتمع وعدم استغلال اصحاب المصالح التجارية لهذه الشريحة من المجتمع مثل الدفع القانوني وتوفير عمل ملائم للحالة الصحية الخاصة به ، ومن جانب اخر نكون نحن قد تواصلنا مع صاحب المصلحة التجارية ويكون على دراية كاملة بأن الموظف الذي سيعمل لديه من ذوي الهمم ويتم تجهيز الية عمل ملائمة له ، ويكون صاحب المصلحة التجارية شريك في مشروع تأهيل ذوي الهمم وتنمية مهاراته ، وحينها يبدء يشعر الشخص بتغييرات على شخصيته مثل التغييرات النفسية والاحتكاك في ابناء المجتمع وتحصيل مبلغ مالي شهري “معاش” ، وخرج من دائرة تلقي المساعدة واصبح يساعد عائلته بالمرتب الذي يتقاضاه بشكل اسبوعي “.
وعن كيفية اختيار العمل للشخص من ذوي الهمم قال جبارين :” حينما نجلس مع الشخص نتطلع على قدراته ونعمل على تنميتها ونساعده مثلاً بموضوع تعلم اللغة العبرية حتى يستطيعوا التعامل مع اللغة وقسم اخر نعلمه على استخدام المواصلات العامة لوحدة او على كيفية استخدام الحاسوب ومن ثم تطويره للعمل وفق مجموعة وليس بشكل فردي وبعدها تبدء عملية اختيار العمل للشخص ، حتى يجد العمل الملائم له”.
وحول إذا كان هناك تواصل مع السلطات المحلية العربية ، واستطاعوا دمج موظفين من ذوي الهمم بداخلها ، قال بهاء جبارين :” صدقاً لا يوجد تواصل كبير مع السلطات المحلية ولكننا نتابع كافة الوظائف من خلال مواقعها الالكترونية ولكن يوجد تواصل مباشر مع بلدية ام الفحم ، التي تواصلتا معنا واستطعنا توظيف شخصين من ذوي الهمم داخلها وهذا يعد انجاز كبير ، لان الموظفين يشغلان مناصب هامة داخل البلدية واصحاب تأثير حقيقي وملموس على ارض الواقع”.
واختتم جبارين حديثه لمراسل موقع وصحيفة الصنارة :” من المهم توجيه رسالة لكافة اهالي لديهم ابناء وبنات من ذوي الهمم ، ان يفسحوا المجال لهم بان ينخرطوا بالمجتمع وبسوق العمل من اجل تنمية مهاراتهم وتطويرها وتحسين حياتهم الاجتماعية وعدم السماح للخوف على ابنائهم من تركهم داخل المنازل او الخروج معهم فقط ، لان هؤولاء الاولاد والبنات سيكبرون مع الزمن وحينها سيكونون بحاجة الى الخروج الى المجتمع والتأقلم معه ، لهذا دعونا نباشر عملية تأهيلهم بشكل مبكر ، واما رسالتي للمواطنين ، لا تتعاملوا مع ذوي الهمم بتعاطف او شفقة لانهم اصحاب قدرات هائلة ولديهم امكانيات كبيرة فقط امنحوهم الفرصة ليكونوا جزء من هذا المجتمع كما يجب وتفهموا ظروفهم وحينها سترون ابداعهم ، واما رسالتي الاخيرة فهي لاصحاب المصالح التجارية ، امنحوهم وظائف وفقاً لقدراتهم لن تخسروا شيئاً بالعكس ستشاهدون بأعينكم امكانياتهم الكبيرة وسيعملون على تطوير مصلحتكم التجارية”. .