قتل 12 شخصا وأصيب نحو 20 آخرون بعضهم بحالة خطيرة، اليوم السبت، من جراء سقوط قذيفة صاروخية في بلدة مجدل شمس في الجولان ، وفقا للحصيلة المحدثة الصادرة عن الطواقم الطبية.
وبحسب الطواقم الطبية، فإن أعمار الضحايا تتراوح بين 10 و20 عاما، علما بأن صافرات الإنذار للتحذير من هجمات صاروخية وبالمسيرات تدوي بشكل متلاحق في مواقع إسرائيلية في الجولان والجليل الأعلى والغربي منذ صباح اليوم.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر في الجيش أن “الحادثة خطيرة للغاية ونحن نستعد للرد بشكل قوي”، ولفتت إلى أن الصاروخ الذي سقط في مجدل شمس كان صاروخًا ثقيلًا، وأضافت أن سلاح الجو يحقق في سبب عدم اعتراضه.
ونفى حزب الله أن يكون مسؤولا عن القذيفة التي سقطت في مجدل شمس، وجاء في بيان صدر عن إعلامه الحربي أن “المقاومة الإسلامية في لبنان تنفي نفيا قاطعا الادعاءات عن استهداف مجدل شمس، وتؤكد أن لا علاقة للمقاومة بالحادث على الإطلاق، وتنفي نفيا قاطعا كل الادعاءات الكاذبة بهذا الخصوص”.
بدوره، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه “بناء على تقييمات الوضع في الجيش والمعلومات الاستخبارية المتوفرة لدينا، فإن إطلاق النار على مجدل شمس نفذه حزب الله”، ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر في الجيش أنه “سيكون للحداثة في مجدل شمس تداعيات دراماتيكية على القتال في الشمال”.
وفي مؤتمر صحافي عقده مساء اليوم، كرر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هغاري، تحميل حزب الله مسؤولية سقوط القذيفة في مجدل شمس، وأضاف أن الحديث عن قذيفة واحدة، وقال إنه جرى تفعيل صافرات الإنذار إلا أن الوقت كان قصيرا للغاية بين دوي الصافرات وسقوط القذيفة؛ فيما أوضح أنه “لا تغيير في تعليمات الجبهة الداخلية”.
وقال هغاري للصحافيين: “نجهز ردا على حزب الله… سنتحرك”، مضيفا أن إطلاق الصواريخ، السبت، هو “الهجوم الأكثر دموية على مدنيين إسرائيليين منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر”، فيما قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن عمليات حزب الله أسفرت عن مقتل 41 شخصا من بينهم 19 جنديا و 22 مدنيا.
“غالانت حدّد اتجاهات العمل ضد حزب الله”… “سنوجه له ضربة قاسية”
وجاء في بيان مقتضب صدر لاحقا عن وزارة الأمن أن غالانت أجرى تقييما موسعا للوضع بمشاركة رئيس الأركان، هليفي، ورئيس الشاباك، رونين بار، ورئيس الموساد، دافيد برنياع، والمدير العام لوزارة الدفاع، إيال زمير، ومسؤولين كبار آخرين في الأجهزة الأمنية.
وأضاف أنه خلال المداولات “عرض المسؤولون الأمنيون على غالانت خيارات الرد على حزب الله” في أعقاب مقتل 11 مدنيا في مجدل شمس. وختم بالإشارة إلى أن غالانت “حدّد اتجاهات العمل ضد حزب الله ووجه الأجهزة الأمنية بما يتناسب مع ذلك”، دون توضيح ماهية “الرد” الإسرائيلي المحتمل.
وفي منشور على منصة “إكس”، قال وزير الأمن الإسرائيلي، غالانت، إنه أجرى الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، في أعقاب “الهجوم القاتل الذي شنه حزب الله على مجدل شمس”، أضاف أنه شدد في حديث مع طريف على أنه “سنوجه ضربة قاسية لحزب الله”.
وقال مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي يتواجد في واشنطن، إنه أجرى مشاورات أمنية عقب إطلاعه على الحدث في مجدل شمس؛ وشدد على أنه يتابع التطورات وأجرى مداولات مع سكرتيره العسكري على أن تتوسع المداولات لاحقا لتشمل قادة الأجهزة الأمنية.
الجيش الاسرائيلي: الصاروخ أطلق من شمال شبعا
بدوره، قال الجيش الإسرائيلي إنه “رصد سقوط قذيفة في منطقة مجدل شمس وتم الإبلاغ عن سقوط ضحايا”، وأضاف أن مروحياته وقواته بالتعاون مع الطواقم الطبية تعمل “على إجلاء الضحايا”.
وقال الجيش، في بيان، إن حزب الله أطلق رشقة صاروخية من 40 قذيفة استهدفت مواقع في الجولان، اعترض الاحتلال بعضها وسقطت بعضها في منطقة مفتوحة، فيما سقطت قذيفة في مجدل شمس.
وجاء في بيان الجيش الإسرائيلي أنه “بخصوص الإنذارات التي تم تفعيلها في الشمال في تمام الساعة 17:24، فالحديث عن إطلاق نحو 30 قذيفة صاروخية من لبنان حيث اعترضت الدفاعات الجوية عدد منها بينما سقطت الباقية في منطقة مفتوحة”.
وتابع أنه “بخصوص الإنذارات في تمام الساعة 17:55 تم رصد إطلاق نحو 10 قذائف من لبنان سقطت في منطقة مفتوحة دون وقوع إصابات. بعد وقت قصير تم تفعيل إنذار في منطقة مجدل الشمس بعد رصد إطلاق قذيفة صاروخية من لبنان”.
وأضاف الجيش “من تحليل الأنظمة العملياتية في الجيش يتبين أن إطلاق القذيفة الصاروخية باتجاه وسط مجدل شمس تم من منطقة تقع شمال قرية شبعا في جنوب لبنان. وفقًا للمعلومات الاستخباراتية الموثوقة التي يمتلكها الجيش فإن حزب الله يقف وراء عملية الإطلاق”.
كما ادعى الناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أن “القائد الميداني في حزب الله الذي وجّه عملية إطلاق القذيفة الصاروخية نحو مجدل شمس هو المدعو علي محمد يحيى قائد مجمع الإطلاق في منطقة شبعا”.
“حزب الله تجاوز الخطوط الحمراء”
بدروه، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس: “نحن نقترب من حرب شاملة في الشمال ضد حزب الله”، وأضاف أن “حزب الله تجاوز الخطوط الحمراء، وسيكون الرد بما يتلاءم مع ذلك”، فيما دعا وزراء في حكومة نتنياهو إلى “تغيير سياسة المواجهة مع حزب الله وتوسيعها”.
من جانبه، قال الوزير السابق في كابينيت الحرب، رئيس حزب “المعسكر الوطني”، بيني غانتس: “قلنا ذلك في الكابينيت منذ أشهر: حان الوقت للعمل على التوصل لصفقة تبادل أسرى ونقل ثقل المعركة للشمال”، وأضاف “من يماطل سيدفع الثمن بحياة الرهائن وحياة سكان الشمال، كما أنا ندفع الثمن بالضرر الذي يلحق بالردع والاقتصاد والقدرة على الصمود. انتهى الوقت”.
في المقابل، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، إنه “يجب على الحكومة الإسرائيلية أن تضع حدًا للتخلي عن الشمال. لا يمكن أن يستمر الأمر على هذا النحو. يجب على نتنياهو أن يكون في إسرائيل في مثل هذه الأوقات وأن يشارك في إدارة الحرب”.
واعتبر لبيد أن مكوث نتنياهو في واشنطن وعدم عودته إلى إسرائيل رغم انتهاء برنامج زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة “هو دليل مخزي آخر على انفصاله التام عن الواقع، وقبل كل شيء، أنه لا يهتم بأي شيء سوى نفسه”.
نتنياهو يهدد بأن “حزب الله” سيدفع ثمنا “باهظا لم يدفعه من قبل”
وأفاد مكتب نتنياهو بأنه دعا الكابينيت السياسي والأمني للانعقاد في تمام الساعة السادسة بعد ظهر يوم غد، الأحد، وتحديدا في تمام الساعة الـ16:00 فور رئيس الحكومة من واشنطن؛ وقال إنه أجرى المزيد من المشاورات والمداولات الأمنية مع وزير الأمن وقادة الأجهزة الأمنية.
وقال مكتب نتنياهو إنه أجرى كذلك محادثات مع الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، شدد خلاله على أن “إسرائيل لن تسمح بأن يتحول هذا الهجوم القاتل إلى هجوم اعتيادي وسيدفع حزب الله ثمناً باهظاً لم يدفعه حتى الآن”.
في حين دعا وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، إلى اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، دعا وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، نتنياهو، إلى عقد جلسة طارئة للكابينيت، لإصدار قرار بشن حرب شاملة على لبنان.
وقال وزير الداخلية، موشيه أربيل، إن الرد على استهداف مجدل شمس “يجب ألا يكون أقل من الرد على استهداف تل أبيب (في إشارة إلى الهجمات الإسرائيلية في الحديدة اليمنية ردا على شن الحوثيين هجوم بطائرة مسيرة على موقع في تل أبيب)، في دولة ذات سيادة هناك قانون واحد لمجدل شمس وتل أبيب”.
في حين أعلنت الحكومة اللبنانية، في بيان، “إدانتها كل أعمال العنف والاعتداءات ضد جميع المدنيين ودعوتها إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية على كل الجبهات”. وشدد البيان على أن “استهداف المدنيين يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي ويتعارض مع مبادئ الإنسانية”.