ما حصلَ الليلةَ الماضية من ملاحقة فتاة وإطلاق النار عليها وإصابتها إصابة بالغة على مفرق قرية مشيرفة، نُقلت على إثرها لمستشفى رمبام لخطورة وضعها، وقبل أيام تصاب أمها أيضا التي ما زال وضعها يوصف بالخطير جدا، وهي أيضا ترقد في مستشفى رمبام، نقول ما حصل هو أمر يندى له الجبين، أن نقطعَ كل الحدود وكل الحرمات، لتصلَ الأمورُ لحرمة النساء بعد الرجال وطلاب المدارس، بل والأدهى والأمرّ ملاحقة الأم ثم الابنة، هي موت الغيرة، موت الدين، موت الحرقة على المرأة. أين نحن من مكارم الأخلاق العربية، غيرة ابي جهل لَمّا قال: “أتريد أن تقولَ العربُ عنا أنا تسوّرنا الحيطان وهتكنا ستر بنات محمد”؟ كان عند كفار قريش نخوة ورجولة تمنعهم من اقتحام بيت وكشف ستر من فيه من نساء. يا أمةَ الإسلام، يا أمةَ العرب، شيءٌ من الحياء على نسائنا، شيءٌ من الغيرة على نسائنا، شيء من العيب لما يحصل إن لم نتقِ الله في نسائنا ورجالنا وأولادنا، وإن لم يكن للحرام مكانٌ في قلوبنا.
شفا الله الفتاةَ وأمها، وباقي الجرحى في حوادث العنف كافة، وحفظَ الله أهلنا كافةً، رجالًا ونساءً وأطفالًا.