يُعتبر موسم قطف الزيتون، على الرغم من تراجع المساحات المزروعة بهذه الشجرة المباركة في البلدات العربية نتيجة الضائقة السكنية والتغيرات الاجتماعية التي شهدها المجتمع خلال العشرين سنة الأخيرة، موسماً ذا نكهة خاصة حتى يومنا هذا. فهو يشكل فرصة لاجتماع العائلة وتجديد العهد مع الأرض، حيث يُعتبر الزيتون رمزاً من رموز الارتباط العميق بالأرض والإرث التاريخي للأجداد.
هذا العام، يشهد موسم قطف الزيتون تحسناً كبيراً مقارنة بالعام الماضي، وفقاً لما ذكره العديد من أصحاب أشجار الزيتون. فقد أشاروا إلى أن الأشجار هذا العام تحمل ثماراً بكميات أكبر مما كانت عليه في العام السابق، الذي كان يُعتبر موسماً شحيحاً. شُح الثمار في الموسم الماضي أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار الزيت، حيث بيعت تنكة الزيت حينها بحوالي 700 شيكل. لكن، مع التحسن الملحوظ في هذا الموسم، يتوقع المزارعون أن تكون كميات الإنتاج أكبر، رغم استمرار النقص في الأيدي العاملة منذ العام الماضي.
أحمد حبيطي، صاحب معصرة الروحة في قرية معاوية، قال: “الموسم هذا العام أفضل من العام السابق، حيث إن ‘الشجر حامل’ بعد عام من الجفاف. بدأ بعض الأهالي بقطف ثمار الزيتون مطلع هذا الشهر، لكن الجزء الأكبر منهم ينتظر حتى نهاية الشهر لضمان نضج الثمار بشكل أكبر، ولهذا السبب يفضل الكثيرون الانتظار حتى نهاية الشهر لقطف المحصول”.
وعن الإقبال على المعصرة قال: “حالياً، الإقبال ضعيف في بداية الأسبوع ومنتصفه، لكنه ينشط في نهاية الأسبوع، وخاصة يوم السبت. ومع اقتراب نهاية الشهر، يرتفع الإقبال على مدار أيام الأسبوع السبعة، حيث يكون الجميع قد بدأ بقطف ثمار الزيتون”.
أما بالنسبة لأسعار تنكة الزيت، قال حبيطي: “السعر في بداية موسم قطف الزيتون كان يبلغ 650 شيكل، والآن انخفض إلى 600 شيكل، ومن المتوقع أن يثبت السعر على هذا الرقم أو ينخفض إلى 550 شيكل في بعض المناطق، بناءً على العرض والطلب”.
أياد محاميد تحدث عن تجربته في قطف ثمار الزيتون لهذا العام في أرضه، قائلاً: “الحمد لله رب العالمين، كان هذا العام موسماً مثمراً مقارنة بالعام الماضي الذي كان ضعيفاً نوعاً ما. قمنا بقطف ثمار الزيتون في وقت مبكر، أنا وأفراد العائلة الذين شاركوا معي في المعصرة، للتمتع بتجربة القطف والعصر وتذوق الزيتون لحظة عصره وتحوله إلى زيت”.
وأضاف محاميد: “هذا العام، بفضل الله، قدمت لي أشجار الزيتون قرابة 7 تنكات من الزيت، مقارنة بالعام الماضي، حيث لم يتجاوز المحصول 4 تنكات زيت على الأكثر. يعود هذا التحسن إلى موسم الشتاء المثمر والمبارك، بالإضافة إلى العناية بالأشجار وتقليمها والمواظبة على الاهتمام بها”.