قال الصحفي إلياس كرام إن الصور التي سربها جنود إسرائيليون لجثة رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار “فضحت سردية إسرائيل بزعمها أن الأخير خائف وفي نفق تحت الأرض”.
وأوضح كرام أن السنوار -وفق الصور المسربة- كان مرتديا بزته العسكرية ومسلحا وربما مشتبكا عند استهدافه، “وهو ما يضر بمعلومة أمنية كبيرة”.
وأضاف الصحفي الذي كان يتحدث للجزيرة من رام الله، أن الصور المسربة لجثة السنوار تؤكد وجود الرجل بأنقاض مبنى فوق الأرض وهو يرتدي بزته العسكرية، مبينا أن قذيفة دبابة استهدفت هذا المبنى بعد رصد مسلحين فيه.
ولم يستبعد الصحفي كرام توجيه اللوم للجنود الإسرائيليين الذين سربوا صور السنوار “وخضوعهم إلى تحقيق داخلي بعد إضرارهم بمعلومة أمنية حساسة”، كما لم يستبعد “تجريدهم من رتبهم العسكرية والزج بهم في السجن”.
وقال إن اغتيال السنوار “حدث أمني كبير، ومن المفترض أن يكون على قدر كبير من السرية”، لكن جنود الاحتلال الإسرائيلي هم من سربوا هذه المعلومات الحساسة.
وبيّن كرام أن الإعلان الرسمي الإسرائيلي سيتأخر، لأنه مرتبط بإجراء فحص الحمض النووي، ومطابقته مع السجل الطبي الموجود في مصلحة السجون حيث كان السنوار أسيرا لأكثر من عقدين.
وأكد أنه “من غير المعروف متى جرت عملية اغتيال السنوار”، مرجحا أنها “تمت خلال الليلة الماضية وجاءت بمحض الصدفة، وليس على أساس استخباراتي”.
ماذا بعد؟
ويعتقد إلياس كرام أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يسارع بدعوة الوسطاء لإعادة فتح ملف المفاوضات لإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس بعد اغتيال رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار.
وأوضح كرام للجزيرة أن الضغط الشعبي والسياسي سيكون كبيرا على الحكومة الإسرائيلية، بسبب مخاوف من تأثير اغتيال السنوار على ملف الأسرى المحتجزين “لكونه من كان يتحكم بالملف، وزمام الأمور في قطاع غزة”.
وأضاف أن وزراء حزب الليكود الحاكم وأحزاب دينية ستدعم أي صفقة تبادل أسرى مع حماس، مشيرا إلى أن هؤلاء يعتقدون أن الوقت قد حان للذهاب قدما في هذا الاتجاه.
وبيّن أن نتنياهو “قد ينزل عن الشجرة، وقد يدعو الليلة الإدارة الأميركية والوسطاء القطريين والمصريين لإعادة فتح ملف الأسرى سريعا”، موضحا أنه مجبر على بدء عملية تفاوض سريعة.
وقال إن لا مبررات لنتنياهو للتسويف أكثر بملف الأسرى، متوقعا زيادة الضغط الشعبي والسياسي ضده، إلى جانب محاصرته من فرق المفاوضات الإسرائيلي وخصومه السياسيين.
وتطرق كرام إلى الأهداف التي أعلنتها إسرائيل في حربها ضد غزة، وهي القضاء على قادة حماس السياسيين والعسكريين، وتقويض قدراتها العسكرية والحكومية، وألا يشكل القطاع أي تهديد للأمن الإسرائيلي، إضافة إلى إعادة الأسرى المحتجزين.
وحققت إسرائيل هدفين من أهداف الحرب، وهما إضعاف حماس سلطويا وحكوميا وقتل قادتها، وضمان ألا يشكل القطاع تهديدا أمنيا لها، وفق ما نقل كرام عن وسائل إعلام إسرائيلية.
وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية تحاول طمأنة عائلات الأسرى بأن أحدا من الأسرى المحتجزين لم يكن بجانب السنوار في موقع الاشتباك.
وأشار إلى أن إسرائيل ستعقد اجتماعا تشاوريا “قد يغير من تعاطيها مع الحرب في غزة”، مضيفا “قد يفتح اغتيال السنوار نافذة جديدة على إعلان سياسي إسرائيلي ما”.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الاشتباك مع السنوار وقع بحي تل السلطان في رفح، وقالت إنه “كان يرتدي جعبة عسكرية ومعه قيادي ميداني آخر”، في حين لم تعلق حركة حماس على الإعلان الرسمي الإسرائيلي بعد.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالات يجري مع رئيسي الأركان والشاباك مشاورات أمنية على حدود قطاع غزة.
وبدورها، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن أهالي الأسرى أعربوا عن قلقهم بشأن مصير ذويهم المحتجزين لدى حماس في غزة، مضيفة أنهم يطالبون بالاستفادة من قتل السنوار للتوصل إلى اتفاق فوري لإعادة ذويهم.
المصدر : الجزيرة