دراسة إسرائيلية: 80% من أطباء الأسرة يتجاهلون السمنة المفرطة لدى المرضى
كشفت دراسة حديثة، أُجريت بالتعاون بين مركز أسوتا الطبي وخدمات مكابي الصحية، أن غالبية أطباء الأسرة في إسرائيل يتجاهلون السمنة المفرطة لدى مرضاهم، حتى بعد قياس وزنهم في العيادات. الدراسة أظهرت أن 60% من الإسرائيليين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، ومع ذلك فإن 18% فقط من المرضى الذين تم قياس وزنهم الزائد حصلوا على تشخيص للسمنة في ملفاتهم الطبية، فيما لم يتم قياس الوزن مرة أخرى في معظم الحالات بعد مرور عام كما تنص الإرشادات الطبية.
الدراسة، التي نشرت في مجلة متخصصة بالسمنة تابعة للاتحاد الأوروبي، شملت بيانات حوالي 200 ألف مريض من خدمات مكابي الصحية. وأظهرت النتائج أن المرضى الذين حصلوا على تشخيص من أطباء الأسرة كانوا أكثر عرضة لفقدان الوزن بنسبة 30% مقارنة بأولئك الذين لم يتم تشخيصهم.
التشخيص وتأثيره على فقدان الوزن
الدكتورة ميخال كاشر ميرون، مديرة مركز أسوتا لعلاج السمنة، أوضحت أن مجرد تشخيص السمنة يلعب دورًا كبيرًا في تحفيز المرضى على إجراء تغييرات إيجابية في نمط حياتهم، مثل تحسين النظام الغذائي وزيادة النشاط البدني. وأضافت أن غياب التشخيص يعود غالبًا إلى عوامل مثل ضيق الوقت أو تركيز الطبيب على مشاكل صحية أخرى، ما يجعل الحديث عن السمنة أقل أولوية.
أهمية التشخيص والمراقبة
واشارت الدراسة إلى أن التشخيص الطبي للسمنة، حتى دون متابعة تغذوية، يمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية، إذ وجد الباحثون أن المرضى الذين تم تشخيصهم بالسمنة كانوا أكثر التزامًا بمواعيد المتابعة مع مختصي التغذية. وبلغت نسبة من فقدوا 5% من وزنهم الأصلي في العام التالي 20%، وهو معدل كافٍ لتقليل مضاعفات السمنة.
تحديات العلاج وتكاليف الأدوية
فيما يتعلق بالأدوية الجديدة المخصصة لعلاج السمنة، والتي تُعرف بفعاليتها العالية، أوضحت الدراسة أن ما بين 1.5 إلى 2 مليون إسرائيلي قد يكونون مؤهلين طبيًا للاستفادة منها. ومع ذلك، فإن التكلفة الضخمة التي تصل إلى 27 مليار شيكل سنويًا تجعل إدراج هذه الأدوية في سلة الخدمات الصحية تحديًا كبيرًا.
بدورها، جمعية الأطباء الإسرائيليين أشادت بالدراسة، لكنها أكدت على أن الأدوية وحدها ليست كافية لمعالجة وباء السمنة. ودعت إلى تبني نهج شامل يشمل تحسين التغذية، تشجيع النشاط البدني، وتقديم دعم نفسي للمرضى، مع ضرورة توفير الأدوية بأسعار معقولة ضمن خطة علاجية متكاملة.
الدراسة تسلط الضوء على الحاجة إلى تغيير جذري في طريقة التعامل مع السمنة في إسرائيل، لتشمل تحسين الوعي الطبي والتواصل بين الأطباء والمرضى، إلى جانب توفير علاجات فعالة ومستدامة تساعد على الحد من هذه الظاهرة المتزايدة.