ضيفة ملكية ونادرة: ظهور نسر “عُقاب النقب” في محمية عين عَڤدات – بعد أن انقرض من التكاثر في البلاد

في حدث نادر ومثير، تم رصد نسر “عُقاب النقب” – أحد أضخم وأقوى الطيور الجارحة في منطقتنا – في محمية عين عَڤدات الطبيعية، على يد موظف سلطة الطبيعة والمتنزهات ليئور دور. هذا الطائر، الذي يصل باع جناحيه إلى نحو ثلاثة أمتار ويزن أكثر من عشرة كيلوغرامات، انقرض قبل سنوات كمُتكاثر طبيعي في البلاد، وظهوره يُعد إنجازًا بيئيًا كبيرًا.
قال دور:
“كنت أجلس بجانب النبع كجزء من روتيني اليومي، أُشير أحيانًا للمتنزهين إلى النسور الطائرة، وفجأة رأيت نسرًا ضخمًا داكن اللون يقترب من الجنوب، وعرفت فورًا أنها لحظة نادرة – إنه عقاب النقب. تبعته بحماسة شديدة، التقطت الصور، وركضت بحثًا عن إشارة هاتفية للإبلاغ.”
العقاب طار فوقه لأكثر من ساعة، وهبط أحيانًا على الجروف الصخرية، وسط انبهار الحاضرين. سلطات الطبيعة تدعو الجمهور لزيارة المحمية على أمل أن يستقر العقاب في المنطقة من جديد.
جهود الحماية مستمرة
أورلي جلعاد، مديرة منطقة جبل النقب في سلطة الطبيعة، أوضحت أن محاولات إكثار هذا النوع في الأسر في إسرائيل واجهت تحديات كبيرة، لكن هناك تعاون مع دول الخليج لإنشاء نواة إكثار هناك، حيث لا يزال العقاب يتكاثر.
وصف العقاب وأسباب انقراضه
عقاب النقب يتميز بلونه البني الغامق، وبطنه الفاتحة، ورأسه ورقبته العاريين ذوي اللون الرمادي. يتغذى على الجيف، وقادر على تمزيق جلود الحيوانات الكبيرة كالجمال، كما يستطيع افتراس أرانب وسحالي. يعيش منفردًا أو في أزواج، ويبني أعشاشًا ضخمة من الأغصان على أشجار الأكاسيا في أودية النقب.
الأنثى تضع بيضة واحدة فقط، ودورة التكاثر تستمر نحو عام كامل. بسبب الصيد غير القانوني، فقدان الغذاء، واضطرابات في مواقع التعشيش، انقرض هذا النوع كمُتكاثر في إسرائيل، وكان آخر تعشيش معروف له في منطقة يوتڤاتا عام 1989.
ظهور نادر يثير الحماسة بين خبراء الطيور
د. يوآڤ بيرلمان من جمعية حماية الطبيعة، أشار إلى أن هذا النوع مُهدد بالانقراض عالميًا، حيث لم يتبقَ سوى حوالي 500 طائر من نفس السلالة في شبه الجزيرة العربية. من ناحيته، قال ميداد غورين، مدير مركز الطيور في النقب، إن مراقبين من جميع أنحاء البلاد توافدوا لمكان الرؤية، وتمكن بعضهم من رصد العقاب وتصويره.
وقد تم رصد العقاب ذاته قبل ثلاثة أسابيع في جنوب النقب، برفقة نسر موشّى بجهاز تتبع من صربيا ونسر أسود اختفى لاحقًا. يُعتقد أنهم انطلقوا من السعودية، حيث لا تزال العقاب النادر يتكاثر، وجاؤوا معًا إلى إسرائيل