خبر رئيسيوادي عاره

د.سمير صبحي: التربية في أم الفحم: رؤية، التزام ورسالة

د.سمير صبحي: التربية في أم الفحم: رؤية، التزام ورسالة
أم الفحم تنتصر بالتربية
مبارك لام الفحم فوزها بجائزة التربية والتعليم لعام 2024|2025

إلى أهلي في بلدي
د.سمير صبحي – رئيس بلدية ام الفحم

أهلنا في أم الفحم،
في أماكن كثيرة من هذا العالم، تُقاس القوّة والتطوّر بعدد المصانع، طول الطرقات، أو ارتفاع الأبراج.
نحن في ام الفحم أثبتنا أنّ القوّة الحقيقية تُقاس بعدد القلوب التي تُربّى. بعدد الأطفال الذين نحمي براءتهم، نحترم أسئلتهم، ونزرع فيهم حبّ المعرفة.

منذ اليوم الأول، اخترنا في أم الفحم أن نؤمن بالتربية كملفّ مركزي، لا نعتبرها خدمة بل رسالة؛ لا نراها وظيفة بل قيادة؛ لا نُدخل إليها طاقاتنا فقط، بل قلوبنا وأحلامنا.

نعم، فازت أم الفحم بجائزة التربية والتعليم للعام الدراسي الحالي 2024/2025 תשפ”ה، عندما اعلن وزير المعارف عن ذلك رسميا امس الخميس، لكنها لم تنتظر هذا التتويج لتُثبت أنها مدينة تربية، نحن لا نربّي من أجل الجوائز. نحن نربّي لأننا نؤمن بالإنسان. نؤمن أن الطفل الذي نحميه اليوم، هو الشاب الذي يقود غدًا، وهو المواطن الذي يصنع الفرق حين يكبر.

روايتنا تُكتَب من جديد
بنينا، علّمنا، ربّينا، خطّطنا، عالجنا، آمنّا، وفعلنا.
أنشأنا جهازًا تربويًا نادرًا في شموليّته، عميقًا في رؤيته، وإنسانيًا في روحه.
لم نكتفِ بتعليم القراءة والحساب، بل وسّعنا مفهوم “التربية” ليشمل العقل والقلب، البيت والشارع، المدرسة والروح.
هذا الإنجاز لا يخصّ جهاز التربية وحده، بل يمثّل المدينة بأكملها. لأن مدرسة الحياة تبدأ في البيت – بيت فحماوي أصيل، يُعلّم أولاده الكرامة، الاحترام، حب الوطن، والتوق إلى التقدّم من خلال العلم والتربية.

نربّي الطفل كله
في أم الفحم لا نربّي الطلاب فقط، بل نربّي الإنسان. نحتضن مشاعره، نتفهّم ضعفه، نرافقه في قلقه، ونحتفل بانجازاته الصغيرة.
ولدينا لهذا مشروع حقيقي:
• قسم التربية للفرد، حيث لا يُترَك طالب خلف الجدار.
• قسم التميّز، حيث لا يُقاس التفوّق بالعلامات فقط، بل بالشغف، بالخيال، وبالقدرة على الحلم.
• قسم الطفولة المبكرة، حيث نعرف أن أول لعبة، أول حضن، أول كلمة… تحدد أحيانًا شكل حياة كاملة.
• التعليم اللامنهجي، الذي يجعل من كل زاوية في المدينة مساحة تربية: من نادي الشبيبة إلى فرقة الكشافة، من مجموعة تطوعية إلى مسرح صغير في حارة بعيدة.

*لم نربح جائزة… ربحنا اعترافًا برؤية
فوزنا بجائزة التربية لم يكن مفاجأة لنا، فقد فزنا من قبل بهذه الجائزة القطرية سنة 2010 وليست أول مرة وكذلك بعدد من المرات فزنا بالجائزة اللوائية، وكل لحظة اعتراف بمشروع عمره سنوات. اعتراف بأن التربية ليست فقط “مهنة” بل مشروع نهضة وكرامة.
هو اعتراف بأن أم الفحم صارت نموذجًا تربويًا يُحتذى به في البلاد.
هذه الجائزة هي لكل مربّية بدأت صباحها بدعاء صادق وابتسامة،
لكل معلم لم يرفع صوته، بل رفع الطالب نفسه،
لكل مدير مدرسة رسم خارطة طريق رغم ضيق الموارد،
لكل أمّ وأب آمنوا بأن ابنهم يستحق أكثر.
لإدارة وأقسام ووحدات وطواقم جناح المعارف بإدارة د.محمود زهدي.

لقد أثبتنا أن العمل الجماعي، حين يكون مبنيًا على رؤية واضحة، قيم ثابتة، ومثابرة، يمكنه أن يصنع الفرق. لقد أثبتنا أن أم الفحم ليست فقط مدينة تتعلّم، بل مدينة تُعلّم.

رؤيتنا مستمرة… وأحلامنا تكبر
نحن لا نحتفل بالنهاية، بل ببداية جديدة. لأن ما أنجزناه حتى اليوم، هو الأساس لما نخطط له غدًا:
• مدارس بمناهج مرنة ومواكِبة للعصر.
• بيئة تعليمية مشجعة على الفضول والاختلاف.
• تربية تقبل الجميع: الطالب الهادئ والمشاغب، الموهوب والذي ما زال يبحث عن موهبته.
• مجتمع يتعاون فيه الجميع: بلدية، مدارس، أهالٍ، شباب، مسنون، جمعيات.

إلى أبناء وبنات أم الفحم: أنتم الأمل
أنتم لستم نتاج الظروف، بل صنّاع الظروف.
أنتم لا تكبرون في مدينة، بل تكبرون في فكرة.
أم الفحم هي مدينة تُربّي أولادها على أن يحلموا، ليس رغم الواقع، بل من خلاله.
وإلى كل طفل فحماوي نقول: نراك. نؤمن بك. ننتظرك أن تُدهشنا. مدينتك لا تريد منك أن تكون “مثل غيرك”، بل أن تكون نسختك الأفضل.

عرض نجاحات مشروع “الشبكة المحلية للمسنين” في لقاء مع شركاء مهنيين

استقبلت بلدية أم الفحم مطلع الأسبوع الحالي مدير مؤسسة الجوينت والطاقم المهني المرافق له وممثلين عن وزارة الرفاه الاجتماعي في زيارة رسمية هي الثانية من نوعها خلال أقل من عام، وذلك للاطلاع على التقدم والنجاحات التي حققها مشروع “شبكة محلية للمسنين” في مدينة ام الفحم، والذي تنفذه وحدة المسنين في قسم الرفاه الاجتماعي بالبلدية، بدعم من مؤسسة الجوينت.

تأتي هذه الزيارة في إطار اهتمام المؤسسة بتوثيق النجاحات الميدانية التي حققها المشروع، وبحث إمكانيات توسيعه وتطبيق نموذجه في عدد من البلدات العربية الأخرى، لما يحمله من قيمة مجتمعية وإنسانية كبيرة.

يهدف المشروع إلى الوصول إلى شريحة كبار السن، لا سيما أولئك الذين يعانون من عزلة اجتماعية أو محدودية في مشاركتهم المجتمعية، والعمل على تعزيز اندماجهم من خلال سلسلة من الفعاليات الاجتماعية، الثقافية، الفنية، والرياضية، التي تسهم في تحسين جودة حياتهم وتمكينهم من أداء دور فاعل في المجتمع.

وقد تخللت الفترة الماضية تنفيذ مجموعة واسعة من النشاطات الجماهيرية والبرامج النوعية التي لاقت تجاوبًا كبيرًا من المشاركين، وأسهمت في بناء شبكة دعم محلية تُعزز من مكانة كبار السن وتستجيب لاحتياجاتهم.

نحن في بلدية أم الفحم، نؤمن أنّ كبارَ السنّ هم تاج رؤوسنا، وخيرة مجتمعنا الذين أفنوا حياتهم في البناء والعطاء. لذا، نولي اهتمامًا كبيرًا برفاهيتهم ونعمل جاهدين على توفير بيئة داعمة تمكنهم من العيش بكرامة واستقلالية. من خلال برامج متخصصة وفعاليات متنوعة، نسعى إلى تعزيز مشاركتهم الاجتماعية، وتوفير أنشطة تثري حياتهم اليومية، سواء كانت ثقافية، رياضية، أو ترفيهية.

إنّ رعايتنا لكبار السن ليست مجرد واجب، بل هي تعبير عن امتناننا العميق لدورهم في تشكيل حاضرنا، وسنواصل العمل لضمان رفاهيتهم وسعادتهم.

وحرصًا منا على ضمان حياة كريمة ومريحة لكبار السن في أم الفحم، تقدم البلدية مجموعة متنوعة من الخدمات التي تلبي احتياجاتهم اليومية وتعزز رفاهيتهم من خلال الأقسام والمؤسسات التابعة للبلدية او الجمعيات الخاصة العاملة مع هذه الشريحة، سواء من خلال النوادي اليومية او المراكز اليومية او قانون التمريض والرعاية الصحية والاجتماعية.

ختامًا نتقدم بالشكر الجزيل لإدارة وطاقم وحدة المسنين في قسم الخدمات الاجتماعية، الذين يجدّون ويجتهدون لخدمة كبار السنّ في بلدنا، فلهم منا كل الاحترام والتقدير لجهودهم وتضحياتهم.

*قسم التميّز – وجهتنا نحو جيل متعلم متفوق مبدع*

في بلدية أم الفحم، وتحديدًا ضمن جناح المعارف، يعمل قسم خاص يُدعى قسم التميّز، يحمل رؤية تربوية مستقبلية تهدف إلى تنمية الطلاب المتميزين وتزويدهم بالفرص والمهارات اللازمة للاندماج في سوق العمل العصري والمتغيّر، وخصوصًا في مجالات الهايتك، العلوم، والتكنولوجيا.

رغم أن القسم يعمل مع طلاب من جميع المراحل، إلا أن الزخم الحقيقي في الفترة الحالية يتركّز في المرحلتين الإعدادية والثانوية، حيث يتم العمل على بناء أساس متين من المهارات اللازمة للانخراط في سوق العمل الحديث مثل الهايتك.

أحد المبادئ الأساسية التي ينطلق منها القسم هو أنّ كل طالب وطالبة في أم الفحم هم طلاب متميزون، ولهذا السبب يتم في المراحل المبكرة – وخاصة في المرحلة الإعدادية – تقديم برامج مفتوحة لكل الطلاب بدون استثناء، وليس فقط للطلاب المتفوقين. الهدف من ذلك هو إعطاء الجميع فرصة للانكشاف على هذا العالم، والتعرّف على المهارات الأساسية التي أوصت بها اللجنة الخاصة بالموارد البشرية في الهايتك הוועדה להגדלת ההון האנושי בהייטק، مثل: العمل الجماعي ضمن طاقم، التفكير النقدي، التفكير الإبداعي، حل المشكلات، الكفاءة الذاتية، دافعية موجهة نحو المستقبل، اللغة العبرية والإنجليزية.

في هذا السياق، يشارك طلاب المرحلة الإعدادية في برامج مميّزة مثل: “ابتكار” و”روبوتيكا” لصفوف السوابع، و”Hello Tech” لصفوف الثوامن والتواسع، و”بوابة الهايتك” لصفوف السابع والثامن. بالإضافة إلى برامج نوعية تُخصّص لطلاب النخبة مثل: “On Top”، ومسابقة FTC للروبوتيكا، إضافة إلى العديد من الورشات والفعاليات الأخرى.

في المرحلة الثانوية يشارك طلاب التميّز، الذين يشكلون 15% من طلاب طبقة العواشر، في يوم تعليمي أسبوعي ثابت في جامعة حيفا.

كذلك، يعمل القسم من خلال مشروع رياضيات بلدي لدعم مسار الخمس وحدات في الرياضيات عبر خطة عمل مهنية محلية تبدأ من الصف التاسع، وتهدف إلى تهيئة الطلاب بشكل متكامل لهذا المسار والكثير من البرامج مثل نجوم Ai.

*كلمة عن طاقم التميّز البلدي*
يقف خلف هذا العمل التربوي طاقم مؤلف من 17 موظفًا، يشمل مركّزي تميّز داخل كل مدرسة إعدادية وثانوية، إضافة إلى مركّزي البرامج المختلفة داخل المدارس.

جميعهم يتبعون لقسم التميّز في جناح المعارف ويعملون بتنسيق تام وفق رؤية واحدة.

كما يتميّز القسم بشراكات عميقة مع القطاع الصناعي، والأكاديمية، والجامعات، تُترجم إلى زيارات تعليمية شهرية، مشاريع تطبيقية، وفرص توجيه مهني حقيقية.

كل برنامج داخل القسم له هدف تربوي واضح، ويتكامل ضمن مسار طويل الأمد للتميّز.

كل هذا يتم ضمن آليات قياس وتقييم مستمرة، ويواكبه تأهيل مهني للطاقم يشمل لقاءات دورية، وكذلك تأهيل للمرشدين المشاركين في تنفيذ البرامج.

أخيرًا، من المهم التأكيد على أن كل هذا لا يتم بمعزل، بل بدعم وشراكة مع وزارات عدة ومع أجسام وجهات مهنية محلية وقطرية في مجالات التربية، الصناعة، والتكنولوجيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى