
*مع حلول فصل الصيف د. ناجي بطحيش من المركز الطبي زيڤ:*
*”تزايد مطّرد في حالات الإصابة بسرطان الجلد لدى المجتمع العربي بسبب التعرض المفرط للشمس والتغيير في أنماط الحياة”*
تزامنًا مع حلول فصل الصيف واشتداد درجات الحرارة، التي تدفع بالعديد من العائلات لقضاء أوقات طويلة في الاستجمام والتمتع بأشعة الشمس، واستمرارًا لجهود المركز الطبي زيڤ في صفد لرفع الوعي في أوساط المواطنين تجاه هذا المرض الخطير، ومع حلول الأسبوع العالمي لمكافحة سرطان الجلد قبل أيام معدودة، قال الدكتور ناجي بطحيش، مدير وحدة الأمراض الجلدية في المركز الطبي زيڤ في صفد، إن هناك ضرورة لزيادة الوعي، خاصة في المجتمع العربي، نظرًا للزيادة التدريجية في نسب الإصابة بسرطان الجلد لدى المواطنين العرب في السنوات الأخيرة.
وتحدث الدكتور بطحيش مشيرا الى ان سرطان الجلد يعتبر من أكثر أنواع السرطان شيوعاً في إسرائيل وفقا لبيانات وزارة الصحة خاصة سرطان الجلد غير الميلانيني (Non-Melanoma Skin Cancer) والميلانوما الخبيثة، ورغم أن نسب الإصابة في المجتمع اليهودي أعلى، فقد لوحظ تزايد مطّرد في المجتمع العربي في السنوات الأخيرة. ويعزو الدكتور بطحيش هذا الارتفاع إلى زيادة التعرض لأشعة الشمس دون حماية كافية والى التغيرات في أنماط الحياة.
وأضاف الدكتور بطحيش مشيرا الى ان إحصائيات الوفاة من سرطان الجلد الميلانيني لا تزال مرتفعة نسبيًا في حالات التشخيص المتأخر. مع العلم ان الوعي في المجتمع العربي حول الفحص المبكر والعلامات التحذيرية للمرض للأسف ما زال منخفضًا مقارنة بباقي السكان، مما يؤدي إلى اكتشاف الحالات في مراحل متأخرة.
وحول الأعراض والعوامل المؤثرة على ظهور المرض قال دكتور بطحيش ان ظهور شامة جديدة أو تغيّر في شكل شامة موجودة (في الحجم، الشكل، أو اللون) او في حال وجود او تطور جروح لا تلتئم، او بقع جلدية تنزف أو تتقشر بشكل مزمن، او ملاحظة عدم تناظر في شكل الشامة أو حدودها غير المنتظمة لافتاً الى ان العوامل المؤثرة تشمل التعرّض المفرط لأشعة الشمس، البشرة الفاتحة، التاريخ العائلي للمرض، وكذلك ضعف استخدام وسائل الحماية مثل الكريمات الواقية أو الملابس الطويلة.
وفي حديثه عن المجتمع العربي قال الدكتور بطحيش انه وبحسب المعطيات المتوفرة فان هنالك ميول لدى المواطنين العرب لاستخدام منخفض نسبيا لمستحضرات الوقاية والحماية من أشعة الشمس، مع العلم ان نسبة كبيرة من أبناء المجتمع العربي يقضون وقتا طويلا في بيئات خارجية سواء للعمل في الزراعة والبناء، مما يزيد من نسب التعرّض للشمس.
وشدد الدكتور بطحيش على أهمية الكشف المبكر مؤكداً ان سرطان الجلد يعتبر من السرطانات التي يمكن علاجها بنجاح كبير إذا تم تشخيصها مبكرًا. من هنا فإن الكشف المبكر لا يُنقذ الحياة فقط، بل يخفف من الحاجة لعلاجات معقدة أو تدخلات طبية جراحية واسعة. لذلك، فإن التوجه لفحص جلد شامل من قبل أخصائي، مرة واحدة في السنة على الأقل، يعتبر أمراً بالغ الأهمية من شأنه ان ينقذ الحياة.
وعن أهم النصائح والارشادات التي يتوجب على الجميع اتباعها لتفادي الإصابة بهذا المرض قال الدكتور بطحيش النصائح الوقائية ان استخدام كريم واقٍ من الشمس بمعامل حماية (SPF) لا يقل عن 30، وتجديده كل ساعتين يعتبر امراً بالغ الأهمية للحد من خطر اشعة الشمس علينا، كما ان ارتداء قبعات عريضة الحواف وملابس تغطي الجلد عند التواجد في الخارج في ظل اشعة الشمس الحارقة يعتبر امراً لا يقل أهمية. ولفت الدكتور بطحيش الى أهمية تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس ما بين الساعة 10:00 – 16:00 وضرورة إتباع فحص الجلد الذاتي بشكل شهري والانتباه لأي تغير جديد، ومراجعة طبيب الجلد بشكل دوري، خاصة للأشخاص ذوي البشرة الفاتحة أو التاريخ العائلي للمرض.
وفي حديثه حول أهم أساليب العلاج والتشخيص لهذا المرض قال الدكتور بطحيش في هذا السياق اننا في المركز الطبي زيڤ في صفد نستخدم أحدث التقنيات التشخيصية، بما في ذلك الفحص السريري الجلدي الشامل، بما في ذلك استخدام جهاز “Dermatoscope”، وهو جهاز يكبّر الشامات والبقع الجلدية لتقييم خصائصها بدقة بما في ذلك الخزعات الجلدية عند الاشتباه بأي تغير مشبوه، وتحليلها في مختبر علم الأمراض، كما نوفر في المركز الطبي زيڤ خدمات استشارية متعددة التخصصات للمتابعة والعلاج في حال تم تشخيص المرض.
وأكد د. بطحيش في ختام حديثه على أن الوعي هو الخط الدفاعي الأول ضد سرطان الجلد، من خلال اتباع إجراءات الوقاية والفحص الدوري، يمكن إنقاذ الأرواح وتحسين جودة الحياة، من هنا ندعو الجميع، نساءً ورجالًا، شبابًا وكبارًا، أن يكونوا شركاء في هذه المسيرة نحو صحة أفضل.