
بمناسبة “أسبوع التوعية للإدمان 2025”: تضاعف استخدام الأفيونات والمنشطات رغم تراجع أعراض الصدمة النفسية
في إطار أسبوع التوعية للإدمان لعام 2025، كشف تقرير جديد أعدّه “المركز الإسرائيلي للإدمان” (ICA) عن تصاعد مقلق في استخدام المواد المسببة للإدمان، رغم تسجيل تراجع نسبي في أعراض اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) التي تفشّت في أعقاب هجوم 7 أكتوبر 2023.
ووفقًا للبحث الوبائي، الذي استمر على مدار أربع سنوات، فإن نسبة استخدام الأفيونات تضاعفت تقريبًا من 2.6% عام 2022 إلى 4.7% في 2025. كما ارتفع استخدام أدوية التهدئة والنوم من 3.8% إلى 10%، وهو مستوى بقي ثابتًا طوال فترة الحرب. أما المنشطات، فشهدت قفزة من 2.9% إلى 7.3% في شباط/فبراير 2025، وخصوصًا بين النساء.
الشباب في دائرة الخطر
أظهرت الدراسة أن الفئة العمرية بين 18 و34 عامًا هي الأكثر عرضة للإدمان والضغوط النفسية، حيث أفاد 29.1% منهم باستخدام الكحول أو مواد أخرى خلال الفترة الماضية.
فئات سكانية مهددة
-
المصابون بأعراض PTSD شديدة: 54.2% منهم يستخدمون مواد مسببة للإدمان (واحد من كل اثنين)، مقارنة بـ21.8% فقط بين عموم السكان.
-
من تعرضوا بشكل مفرط للتغطية الإعلامية: 37.7% منهم لجأوا لاستخدام المواد، مقابل 22.3% في الفئات الأقل تعرضًا.
تراجع في أعراض PTSD لا يُرافقه انخفاض بالاستهلاك
وبحسب البيانات، فقد قفزت أعراض PTSD من 12.4% عام 2022 إلى 25% في كانون الأول 2023، ثم انخفضت إلى 15.5% في شباط 2025. إلا أن استهلاك المواد المسببة للإدمان بقي مرتفعًا، ما يشير إلى أن عادات الاستخدام التي تطورت في فترة الطوارئ بدأت تترسخ كسلوك دائم.
الدعم المجتمعي كعامل مناعة
سجّلت المجتمعات الدينية والمترابطة اجتماعيًا نسبًا أدنى من الاستخدام الخطِر، وهو ما فُسّر بوجود دعم اجتماعي وشعور بالمعنى والانتماء.
سلوكيات مرافقة
كما سجّل التقرير ارتفاعًا في سلوكيات ضارة مثل المقامرة، والإفراط في ألعاب الفيديو، والاستخدام المفرط للشبكات الاجتماعية، إلا أن هذه الظواهر عادت تدريجيًا إلى معدلات أكثر اعتدالًا في عام 2025.
تحذير من ترسّخ الإدمان كواقع
وقالت عنـبال دور كربل، المديرة العامة لـICA:
“رغم انتهاء الحرب مع إيران، لا نزال نعيش واقعًا مشحونًا منذ نحو عامين. وللأسف، تُظهر المعطيات أن مخاوفنا من تحوّل الاستخدام المفرط للمواد إلى عادة قد تحققت بالفعل. لقلب هذا الاتجاه، نحتاج إلى استثمار واسع في الوقاية والتدخل المبكر، وإدماج العلاج من الإدمان ضمن أطر معالجة الصدمات.”