
يستدل من المعطيات التلخيصية التي جمعتها مؤسسة “بطيرم” لأمان الأولاد ان النصف الأول من العام الحالي 2025 شهد 46 حالة وفاة لأطفال من جيل الولادة حتى جيل 17 عام. وتشير المعطيات أيضا الى ان عدد إصابات الأطفال خلال النصف الأول من هذا العام بسبب تعرضهم لإصابات غير متعمدة وصل الى 953 إصابة استنادا الى ما نُشر في وسائل الاعلام ورصدته مؤسسة “بطيرم”.
وبحسب المعطيات فان حصة الأطفال العرب من العدد الكلي من الوفيات كانت 24 من مجمل وفيات كلي بلغ 24 حالة وفاة.
وقالت “بطيرم” في بيانها ان الحديث يدور عن وفيات وقعت بسبب حوادث مختلفة غير متعمدة حصدت أرواح الأطفال في كافة ارجاء البلاد اذ ان حوادث الطرق بما في ذلك حوادث الدهس تصدر العامل الأول المسؤول عن وفاة 26 طفلا من مجموع 46 (خلال النصف الأول من هذا العام). وإذا ما تمعنا في معطيات الوفاة بسبب حوادث الطرق فيتضح ان 9 أطفال توفوا بعد ان أصيبوا كعابري سبيل على الطرقات والشوارع، في حين ان 7 أطفال توفوا بعد اصابتهم بحادث طرق اثناء تواجدهم داخل سيارة كانت ضالعة في حادث، و5 أطفال توفوا نتيجة تعرضهم لحادث اثناء استعمالهم مركبة ذات محرك، بينما توفي 3 أطفال آخرين كانوا راكبين لدراجة هوائية او وسيلة أخرى مشابهة ذات عجلات.
وأوضحت المعطيات انه سائر العوامل التي أدت الى وفيات الأطفال خلال النصف الأول من العام بعد حوادث الطرق كانت التسمم والحروق ( بما في ذلك الاختناق نتيجة التسمم بسبب شبوب حريق) حيث توفي 5 أطفال بسبب ذلك، ثم الاختناق الذي أدى الى وفاة 5 أطفال آخرين، الإصابة بآلة حادة التي كانت مسؤولة عن وفاة طفلين، إضافة الى حالتين من الغرق لطفلين، الكدمات التي تسببت بوفاة طفلين لاحقا، حالة وفاة بسبب السقوط مع علو، حالة وفاة بسبب الإصابة من حيوان، حالة وفاة بسبب الاحتراق وحالة وفاة بسبب حادث ذاتي اثناء قيادة دراجة هوائية او وسيلة مشابهة ذات عجلات.
وعن الفئات الأكثر تعرضاً للوفاة نتيجة الإصابة لدى الأطفال جاءت فئة الأطفال من جيل الولادة حتى 4 سنوات في المكان الأول بعدد وفيات اجمالي وصل الى 17 وفاة من 46 حالة وفاة، بينما كانت فئة الأولاد من جيل 10 سنوات حتى 14 عام في المكان الثانية بعدد وفيات وصل الى 11 من أصل 46، في حين شهدت فئة الأطفال من جيل 5 سنوات حتى 9 سنوات 9 حالات وفاة، وفئة الأولاد من جيل 15 عام حتى 17 عام أيضا 9 حالات وفاة.
وتوزعت حالات الوفاة بحسب المعطيات على الأماكن التالية بحيث شهدت الطرقات والشوارع 21 حالة وفاة، في حين شهد المنزل وساحاته 14 حالة وفاة و10 حالات وفاة كانت لأطفال في الحيز العام وحالة وفاة واحدة لم تعرف تفاصيل مكان وقوعها.
الأولاد العرب – أكثر من نصف الوفيات
وخصص بيان “بطيرم” حيزا بارزا لمعطيات الوفاة للأولاد العرب خلال النصف الأول من العام الحالي حيث انه كما ذكرنا أعلاه وصل عدد الوفيات للأطفال العرب الى 24 حالة من مجموع 46 أي ما نسبته 56%.
وكان عدد الأولاد العرب الذين توفوا نتيجة حوادث الطرق قد وصل الى 14، منهم 5 أولاد توفوا بعد ان أصيبوا بحادث كونهم عابري سبيل، 5 أولاد آخرين توفوا بينما كانوا ركاب في سيارة كانت ضالعة بحادث طرق، وفاة طفلان اثناء استعمالهما مركبة ذات محرك، طفل واحد توفي بسبب دهس في بيئة محيطة بالسيارة وطفل عربي اخر توفي اثناء ركوبه دراجة هوائية او وسيلة مشابهة.
وكان المسبب الثاني الذي أدى الى وفيات الأولاد العرب بعد حوادث الطرق حالات التسمم نتيجة شبوب الحريق او الوفاة نتيجة حريق بما مجموعه 4 وفيات للأولاد العرب ثم حالات الاختناق بما يعادل 3 وفيات للأولاد العرب، حالة واحدة من الغرق تسبب بالوفاة، وحالتي وفاة نتيجة الاحتراق ونتيجة الاصابة بكدمات.
وعن فئة الأطفال الأكثر تعرضا للوفاة في المجتمع العربي جاءت فئة الأطفال والرضع من جيل الولادة حتى 4 أعوام بما مجموعه 11 حالة وفاة، بعدها فئة الأولاد من جيل 10 سنوات حتى 14 عام بمجموع 6 وفيات، ثم فئة الأولاد من جيل 5 سنوات حتى 9 سنوات بمجموع 5 وفيات وفئة الأولاد من جيل 15 عام حتى 17 بمجموع حالتي وفاة اثنتين.
وعن الأماكن التي وقعت فيها حالات الإصابة التي تسببت بالوفاة لدى الأولاد العرب جاءت الشوارع والطرقات في المكان الأول حيث شهدت 11 حالة وفاة للأطفال العرب، بعدها المنزل وساحاته الذين شهد وفاة 8 أطفال من المجتمع العربي ثم الحيز العام الذي شهد 5 وفيات من الأولاد العرب.
ولفتت المعطيات أيضا الى انه من بين العدد الكلي لوفيات الأولاد العرب الذي وصل الى 24 كانت نسبة وفيات الأولاد البدو بارزة جدا حيث وصلت الى 14 حالة وفاة أي ما نسبته 58%.
وتحدث المديرة العامة لمؤسسة “بطيرم” لأمان الأولاد اورلي سيلفينجر وقالت:” انتهى النصف الأول من عام 2025 ببيانات قاسية، 46 طفلاً فقدوا حياتهم في حوادث غير متعمدة، أكثر من نصفهم، 24 طفلاً، من المجتمع العربي. هذه ليست مجرد إحصائيات. كل طفل يُقتل هو عالم بحد ذاته، وكل حادثة كهذه هي مأساة. حياة توقفت وعائلات غارقة في الألم العميق. قد تبدو الحوادث مفاجئة، ولكن مع الوعي والمعرفة ووسائل بسيطة للغاية، يمكن الوقاية منها. فترة الصيف في أوجها، والأطفال في عطلة وليسوا في الأطر التعليمية، لذلك من المهم أن يحرص الآباء بشكل خاص على سلامة أطفالهم. لا تقل “هذا لن يحدث لي” – فمع الاهتمام وتكييف البيئة مع الأطفال وتبني عادات السلامة – يمكننا منع المأساة التالية وضمان قضاء أطفالنا أوقاتهم ونموهم بأمان”.