فورين بوليسي: جولة ثانية من الحرب بين إيران وإسرائيل قريبا

رجّحت تقارير سياسية أن تشنّ إسرائيل حربًا جديدة ضد إيران قبل نهاية ديسمبر/كانون الأول المقبل، وربما في أواخر أغسطس/آب، وسط استعدادات إيرانية مكثفة للرد منذ اللحظة الأولى.
ووفق التحليلات، التي نقلتها مجلة فورين بوليسي، فإن طهران، التي اتبعت نهج النفس الطويل في الحرب الأولى عبر توزيع ضرباتها الصاروخية على مراحل، تستعد هذه المرة لشنّ هجوم حاسم منذ البداية بهدف كسر صورة التفوق العسكري الإسرائيلي، ما قد يجعل الجولة المقبلة أكثر دموية من سابقتها.
وتحذّر التقارير من أن انضمام الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجددًا إلى الحرب تحت ضغط إسرائيلي قد يزجّ بالولايات المتحدة في مواجهة شاملة مع إيران، ستكون أكثر تعقيدًا من حرب العراق.
وترى المصادر أن حرب يونيو/حزيران لم تكن مرتبطة حصريًا بالملف النووي الإيراني، بل جاءت في إطار محاولة إسرائيلية لتغيير موازين القوى في الشرق الأوسط، عبر جرّ واشنطن إلى مواجهة مباشرة مع طهران، والإطاحة بالنظام الإيراني، وتحويل البلاد إلى ساحة استهداف مفتوحة شبيهة بسوريا ولبنان. لكن، بحسب التقارير، لم يتحقق من هذه الأهداف سوى الأول جزئيًا.
وتشير المعطيات إلى أن إسرائيل فشلت في تدمير البرنامج النووي الإيراني أو تقويضه بشكل حاسم، فيما اكتفت واشنطن بضربات محدودة على المنشآت النووية، وهو ما دفع إسرائيل إلى قبول وقف إطلاق النار بعد تكبدها خسائر في منظومات الدفاع الجوي وتنامي قدرة إيران على اختراقها بالصواريخ.
كما لم تنجح إسرائيل في شلّ القيادة الإيرانية رغم مقتل 30 قائدًا عسكريًا و19 عالمًا نوويًا في الساعات الأولى من الحرب، إذ تمكنت طهران من تعويض معظم الخسائر خلال أقل من 18 ساعة، وأطلقت وابلًا صاروخيًا كثيفًا أظهر قدرتها على الصمود والرد السريع.
وبحسب التقارير، حاول جهاز “الموساد” استغلال الصدمة الأولية عبر تهديد قيادات إيرانية رفيعة هاتفيًا ودفعها لإعلان الانشقاق، لكن لم يُسجَّل تجاوب، فيما عززت الأحداث مشاعر الوحدة الوطنية داخل إيران بدلًا من إضعاف النظام.
وترى التقديرات أن إسرائيل عجزت عن استثمار السخط الشعبي داخل إيران، خاصة بعد سجلها في غزة والهجوم على طهران وسط المفاوضات النووية، مما جعل التعاطف الشعبي معها محدودًا ويقتصر على شرائح صغيرة في الخارج.