
في أعقاب أحداث العنف التي شهدتها مدرستان في مدينة أم الفحم خلال الأسبوع الجاري، كتب رئيس البلدية، الدكتور سمير صبحي محاميد، مقاله الأسبوعي معبّرًا عن قلقه البالغ إزاء ما جرى، ومؤكدًا في الوقت نفسه على أهمية تحويل هذه التحديات إلى فرصة للبناء وتعزيز العمل التربوي المشترك.
وقال محاميد في مقاله الذي حمل عنوان “معًا من أجل مدارس آمنة ومزدهرة في أم الفحم” إن المدرسة ليست مجرد جدران وصفوف، بل هي “بيت ثانٍ يحتضن الطلاب ويربّيهم على القيم والأخلاق، ومن حق كل طالب ومعلم أن يشعر بالأمان والكرامة وهو داخل أسوارها”.
متابعة مباشرة واحتواء الخلافات
وأشار رئيس البلدية إلى أن الحوادث الأخيرة وقعت خارج المدارس، موضحًا أن إدارات المدارس تابعت القضايا بشكل مباشر من خلال التبليغ للجهات المختصة، زيارة المصابين، التواصل مع الأهالي، والمشاركة في جهود عقد صلح لاحتواء الأمور. كما أكد أن جناح المعارف في البلدية كان حاضرًا وواكب التطورات عبر طواقمه المهنية.
شراكة مع الأهل
ولفت محاميد إلى أن معالجة مثل هذه السلوكيات لا يمكن أن تنجح دون شراكة حقيقية مع الأهل، الذين تقع عليهم مسؤولية أساسية في تربية الأبناء وتوجيههم ومساندة المدارس. وأضاف: “علينا أن ننصف مديري المدارس والمعلمين الذين يبذلون جهودًا استثنائية في مواجهة التحديات، وأن نمد لهم يد العون بدل توجيه أصابع الاتهام.”
إنجازات رغم الصعاب
ورغم الحوادث الفردية، شدّد رئيس البلدية على أن مدارس أم الفحم حققت إنجازات مهمة تعكس مستوى تربويًا مميزًا وجهودًا كبيرة من الطواقم التدريسية والإدارية. وأوضح أنه مع افتتاح العام الدراسي الجديد قامت البلدية بجولة على المدارس، حيث لمس الأجواء الإيجابية والطاقة العالية لدى الطلاب والمعلمين، مؤكداً أن هذه الإنجازات ثمرة تعاون بين البلدية، لجان أولياء الأمور، المدارس، الوزارة والطلاب أنفسهم.
دعوة لثقافة الحوار
وأكد محاميد أن المسؤولية الكبرى اليوم تقع على الجميع — الأهل، لجان أولياء الأمور، البلدية، إدارات المدارس والمعلمين — لغرس ثقافة الحوار بدل الصراع، والاحترام بدل الاعتداء. وقال: “القوة الحقيقية ليست في اليد المرفوعة، بل في العقل المستنير والقلب المتسامح.”
ودعا إلى العمل بروح الشراكة، بحيث يزرع الأهل قيم التسامح وضبط النفس في البيوت، ويغرس المعلمون ثقافة المحبة والوعي، فيما تعمل المدارس على توفير بيئة داعمة وحاضنة، وتضع البلدية خططًا واضحة لحماية المدارس وضمان أمنها.
“أم الفحم مدينة العلم والأمل”
وفي ختام مقاله، شدد رئيس بلدية أم الفحم على أن الأحداث الأخيرة لن تنال من عزيمة المدينة وأهلها، قائلاً:
“فلنحوّل هذه الحوادث إلى نقطة انطلاق لمرحلة جديدة، نعيد فيها التأكيد أن أم الفحم قادرة أن تكون نموذجًا في التربية والتماسك الاجتماعي وصناعة مستقبل مشرق لأجيالها. طلابنا هم أملنا ورهاننا، ونريد أن نراهم متفوقين في العلم، متسامحين في الخلق، ومتكافلين في مواجهة الصعاب.”
وأضاف: “أم الفحم كانت وستبقى مدينة العطاء، مدينة الأمل، مدينة العلم، ولن ينجح أي عارض عابر في أن يوقف مسيرتها.”