
شنّ وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، هجوماً لاذعاً على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، واصفاً إياها بأنها “فرصة تاريخية ضائعة” ومحذراً من أنها “ستنتهي بالبكاء”، فيما أبقى قراره بالانسحاب من الحكومة معلّقاً بانتظار المشاورات.
“عودة إلى مفاهيم أوسلو وتجاهل لدروس 7 أكتوبر”
اعتبر سموتريتش أن الخطة، التي حظيت بموافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تمثل “تجاهلاً لكل دروس 7 أكتوبر”، مضيفاً:
“تقديري أنها ستنتهي بالبكاء أيضاً. سيُضطر أطفالنا للقتال في غزة مجدداً. هذا ما وصفه أينشتاين بالجنون التام: أن تكرر الفعل ذاته مراراً وتكراراً وتتوقع نتيجة مختلفة.”
ووصف الوزير اليميني المتطرف، الذي التزم الصمت منذ إعلان الخطة، القرار بأنه “مأساة قيادة تهرب من الرسالة”، في إشارة واضحة إلى نتنياهو.
أمل في “رفض العدو” للخطة
أوحى سموتريتش بتمنّيه أن ترفض حماس الخطة، قائلاً بتعبير مجازي:
“هل ما يزال هناك أمل في أن يخرج العسل من الضراء؟ وأن إنكار العدو سينقذنا من أنفسنا مرة أخرى كما حدث في مرات سابقة، ليجبرنا الواقع على العودة إلى طريق البطولة والنصر وتحمل مسؤولية مصيرنا وأمننا، ولكن هذه المرة بدعم دولي أوسع؟”
وانتقد بشدة جوهر المبادرة، معتبراً أنها “تراجع لما بعد 7 أكتوبر” وعودة إلى “الأوهام القديمة المتمثلة في وضع أمننا بأيدي الغرباء”، مضيفاً أنها تبادل “مكاسب ملموسة على الأرض بأوهام سياسية واحتفالات براقة”.
كما وصفها بأنها “هراء قديم” وعودة إلى “مفهوم أوسلو الفاشل”، متحدثاً عن “سياسة الدولتين، وسيطرة الفلسطينيين على الفلسطينيين، وتدريب الشرطة الفلسطينية من قبل مصر والأردن، وتدويل الصراع، وإعطاء قطر دور اللاعب المركزي”.
بن غفير يعقد مشاورات: مصير الحكومة على المحك
بالتزامن مع تصريحات سموتريتش، تجري أوساط اليمين المتشدد في الحكومة، بقيادة سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، مشاورات مكثفة لدراسة تفاصيل خطة ترامب وتحديد الموقف العلني منها.
وفي حين لم يعلن بن غفير عن قراره بالاستقالة بعد، تشير التقديرات إلى أنه سيتخذ خطوة ما ما لم يوضّح نتنياهو موقفه الحاسم من قضية الدولة الفلسطينية التي تضمنتها الخطة.
وكان بن غفير قد هاجم قطر قبل الإعلان الرسمي عن المبادرة، منتقداً اعتذار نتنياهو لها، ومؤكداً أن “قطر دولة داعمة وممولة للإرهاب ومحرضة عليه”، معتبراً الهجوم على قادتها “ضرورياً وعادلاً وأخلاقياً”.