إسرائيل تتسلم أربع جثامين رهائن من حماس عبر الصليب الأحمر

أعلن الجيش الإسرائيلي مساء الثلاثاء أنه تسلّم، عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، جثامين أربعة من الرهائن الذين قُتلوا أثناء احتجازهم لدى حماس في قطاع غزة، وذلك ضمن المرحلة الثانية من تنفيذ اتفاق الهدنة الإنسانية المؤقتة.
وأوضح الصليب الأحمر الدولي في بيان أنه قام “بنقل الجثامين إلى الجانب الإسرائيلي وفق ما نصّ عليه الاتفاق”، دون الكشف عن تفاصيل إضافية بشأن هوية القتلى، فيما امتنعت حماس هذه المرة عن نشر أسمائهم خلافًا للمرحلة السابقة.
🔸 مرحلة غامضة ومخاوف من التعثّر
بحسب التقديرات الإسرائيلية، يُتوقع أن تُسلّم حماس غدًا (الأربعاء) مجموعة جديدة من الجثامين قد تضم أربعة رهائن آخرين، لكن العدد النهائي ما زال غير محسوم. وتشير مصادر أمنية إلى أن نحو نصف الجثامين لا تزال في غزة، وأن استعادتها تعتمد على العمل الميداني المشترك بين فرق مصرية وقطرية وتركية بإشراف الصليب الأحمر.
🔸 ترامب: “المهمة لم تكتمل بعد”
من واشنطن، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب:
“كل العشرين رهينة الذين أُفرج عنهم أحياء عادوا إلى بلادهم وبصحة مقبولة، لكن المهمة لم تكتمل بعد. حماس ستُجرّد من سلاحها، سواء قررت القيام بذلك بنفسها أم لا”.
وأكد ترامب أن المرحلة المقبلة من خطة السلام ستركّز على إعادة إعمار غزة ونزع سلاح الفصائل بالتوازي مع ضمان أمن إسرائيل.
🔸 توتر دبلوماسي وإجراءات إسرائيلية
ردًا على التطورات، فرضت إسرائيل قيودًا إضافية على حركة المعابر، أغلقت معبر رفح أمام المغادرين الفلسطينيين وقلّصت دخول الشاحنات الإنسانية، لكنها أكدت أنها “لم تكسر أدوات الحوار”.
مصدر سياسي إسرائيلي قال إن عدم إعادة جميع الجثامين قد يعرّض الاتفاق للخطر، لكنه أشار إلى أن الحديث عن خرق فعلي “مبكر”، نظرًا لأن حماس أبلغت الوسطاء بصعوبة تحديد أماكن جميع الجثامين في الوقت الراهن.
🔸 بند تبادل الجثامين
ينصّ الاتفاق على تبادل 15 جثة فلسطينية مقابل كل جثمان رهينة إسرائيلي. ووفق مصادر رسمية، أُعيدت اليوم إلى غزة 45 جثة لمقاتلين فلسطينيين ضمن تطبيق هذا البند.
🔸 نتنياهو: “نُعيد القتلى كما أعدنا الأحياء”
زار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مساء الثلاثاء عددًا من المحررين في مستشفى بيلنسون، مؤكدًا أن حكومته “تتعامل مع استعادة جثامين القتلى بنفس الجدية والمسؤولية التي أوليناها لعودة الأحياء”.
وقال نتنياهو:
“لن ندّخر أي جهد لإعادة جميع الرهائن، أحياءً كانوا أم أمواتًا. وأتوقع أن تصلنا أخبار جديدة خلال الساعات المقبلة.”
🔸 تقديرات أمنية وغضب داخلي
تشير التقديرات الأمنية إلى أن عملية استعادة الجثامين قد تستمر لأسابيع بسبب صعوبة الوصول إلى بعض المناطق المدمرة في غزة.
وفي إسرائيل، أثارت مظاهر الاحتفال بعودة الأحياء انتقادات من عائلات القتلى الذين دعوا إلى الحداد بدل الفرح، مؤكدين أن معاناتهم “لم تنتهِ بعد”.
مع تسلّم الجثامين الأربعة، تتقدّم المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة ببطء وحذر شديدين، وسط تشكيك متبادل بين إسرائيل وحماس، وتخوف من انهيار العملية برمتها إذا لم تُنفَّذ البنود الخاصة بالرهائن القتلى.