أخبارخبر رئيسي

تزايد مقلق في الهجرة من البلاد: أكثر من 80 ألف غادروا عام 2023 معظمهم من الشباب

تشهد إسرائيل في السنوات الأخيرة تغيرًا ديموغرافيًا حادًا يتمثل في ازدياد أعداد المواطنين الذين يغادرون البلاد لفترات طويلة أو بشكل دائم. وتشير معطيات رسمية صادرة عن مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي (הלמ”ס) إلى أن عدد المغادرين في عام 2023 بلغ 82,800 إسرائيليًا – ارتفاعًا حادًا بنسبة 39% مقارنة بعام 2022، الذي شهد بدوره زيادة بنسبة 44% عن العام الذي سبقه.

ووفق التقرير، فإن هذا الارتفاع الكبير تزامن مع اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي شكلت نقطة تحول واضحة في معدلات الهجرة، خاصة من المدن الكبرى والمناطق الحضرية المركزية.

تراجع حاد في أعداد العائدين إلى البلاد

إلى جانب الارتفاع في عدد المغادرين، يسجل التقرير انخفاضًا متواصلًا في أعداد الإسرائيليين العائدين من الخارج. ففي عام 2023 عاد إلى البلاد 24,200 شخص فقط، مقارنة بـ 29,600 في عام 2022.
أما في عام 2024 وحتى شهر أغسطس، فقد تراجع الرقم أكثر ليصل إلى 12,100 عائد فقط، ما يعني أن الفجوة السلبية في ميزان الهجرة بلغت نحو 36,900 شخص خلال ثمانية أشهر فقط.

تل أبيب تتصدر المدن المهاجرة

من الناحية الجغرافية، تتصدر تل أبيب-يافا قائمة المدن التي فقدت أكبر عدد من سكانها، إذ شكّل المغادرون منها 14% من إجمالي الإسرائيليين الذين غادروا البلاد عام 2024.
تليها حيفا (7.7%)، نتانيا (6.9%) والقدس (6.3%).
في المقابل، جاءت مدن مثل هرتسليا (1.8%)، أشكلون (1.9%) وبئر السبع (2.1%) في أدنى القائمة من حيث نسب المغادرة.

الفئة العمرية 30-49 تتصدر المهاجرين

تشير المعطيات إلى أن الفئة العمرية الأكثر هجرة هي بين 30 و49 عامًا، بعدد يقدّر بـ 28,915 شخصًا، تليها فئة الأطفال والشباب دون 19 عامًا (22,183)، ثم من تتراوح أعمارهم بين 20 و29 عامًا (16,095)، وأخيرًا من هم في سن الخمسين فما فوق (15,581).

ميزان هجرة سلبي رغم الزيادة الطبيعية في السكان

ورغم هذا النزيف السكاني، فقد سجلت إسرائيل نموًا إجماليًا في عدد السكان بنسبة 1.1% عام 2024، بفضل الزيادة الطبيعية البالغة 129.6 ألف نسمة (الفرق بين المواليد والوفيات). ومع ذلك، فقد أظهر التقرير أن ميزان الهجرة الدولية كان سالبًا وبلغ 18.2 ألف نسمة.

حيفا والقدس ضمن المدن الأكثر تأثرًا

من بين المدن التي فقدت عددًا كبيرًا من سكانها إلى الخارج، برزت حيفا (5,983 مغادرًا)، نتانيا (5,370) والقدس (5,037)، في حين سجلت مدن مثل بات يام (3,102)، ريشون لتسيون (2,490)، أشدود (2,359) ورمات غان (1,883) أعدادًا أقل.

قلق من “نزيف العقول” واتجاهات الاستقرار في الخارج

ويرى باحثون أن الأرقام الجديدة تعكس ظاهرة متنامية من “نزيف العقول”، إذ تشمل نسبة كبيرة من المغادرين مهنيين وأكاديميين يختارون الاستقرار في الخارج لأسباب اقتصادية وأمنية، إضافة إلى الإحباط من الأوضاع السياسية الداخلية.
ويحذر خبراء ديموغرافيا من أن استمرار هذا الاتجاه قد يؤدي إلى تداعيات اقتصادية واجتماعية بعيدة المدى، خصوصًا في المدن المركزية مثل تل أبيب وحيفا والقدس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى