
تشهد العلاقات بين تركيا وإسرائيل توتراً متزايداً على خلفية تعزيز الوجود العسكري الإسرائيلي في جمهورية قبرص، إذ اتهمت أنقرة تل أبيب بالسعي إلى تشكيل “طوق خنق استراتيجي” حولها من خلال التعاون العسكري مع اليونان وقبرص.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في مقابلة مع هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية (TRT) إن على بلاده “العمل على تفكيك التحالف الإسرائيلي–اليوناني–القبرصي”، محذراً من أن تركيا “ستضرب أولاً إذا اقتضت الضرورة”، في إشارة إلى احتمال التدخل العسكري إذا تصاعد التهديد.
ويأتي التصعيد بعد نشر منظومات دفاع جوي إسرائيلية من طراز “باراك MX” في قبرص، وهي منظومات يصل مداها إلى نحو 400 كيلومتر، ما تعتبره أنقرة تهديداً مباشراً لحريتها الجوية في شرق المتوسط.
وقالت الباحثة د. غاليا ليندنشتراوس من معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب إن “أنقرة ترى في التعاون الدفاعي بين تل أبيب ونيقوسيا تكراراً لأزمة منظومات S-300 في التسعينيات”، مؤكدة أن تركيا “ترفض الوضع الإقليمي القائم واتفاقات ترسيم الحدود البحرية”.
وفي الوقت ذاته، انتقل الخطاب المعادي لإسرائيل إلى الانتخابات الرئاسية في جمهورية شمال قبرص التركية، حيث اتهم مرشحون إسرائيل بمحاولة التأثير على النتائج، فيما دعمت وسائل إعلام تركية رسمية هذه الادعاءات.
كما يتقاطع التوتر مع خلافات اقتصادية، إذ أعربت تركيا عن استيائها من إعلان الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس رغبته في إشراك شركات قبرصية في مشاريع إعادة إعمار غزة، التي تُقدَّر تكلفتها بنحو 70 مليار دولار، معتبرة أن الخطوة تستهدف إضعاف النفوذ التركي في المنطقة.
ويشير محللون إلى أن تنامي الوجود الإسرائيلي في قبرص، سواء عسكرياً أو سياحياً، يثير قلق أنقرة ويغذي روايات قومية داخل تركيا حول “تغلغل إسرائيلي في الجزيرة”.
ويقول الباحث حي إيتان كوهين ينروجيك من مركز موشيه دايان إن “تركيا تحاول تبرير سياستها في شرق المتوسط باعتبارها دفاعية ضد تمدد التحالف الإسرائيلي–اليوناني”، مضيفاً أن “الخطاب العدائي يعكس عمق التوتر بين الجانبين بعد حرب غزة، ويعيد العلاقات إلى مربع الشكوك والاتهامات”.