خلال نقاش حول الخط الأصفر في غزة| بن غفير يتساءل “لماذا لا نطلق النار على طفل مع حمار؟”
شهد الاجتماع الأمني–السياسي المصغّر (الكابينيت) في إسرائيل، اليوم الخميس، توترًا شديدًا وجدالًا محتدمًا بين الوزراء، على خلفية النقاش حول تطبيق ما يُعرف بـ “الخط الأصفر” في قطاع غزة – وهو الخط الذي انسحب إليه الجيش الإسرائيلي ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس.
خلال الجلسة، أثار وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير جدلًا واسعًا بعدما قال مستنكرًا:
“لماذا لا نطلق النار على طفل مع حمار؟”
وجاء تصريحه ردًا على مداخلة نائب رئيس الأركان، الذي أوضح في حديثه عن قواعد الاشتباك على الحدود:
“إذا كان المشتبه به بالغًا نطلق النار، أما إن كان طفلًا مع حمار فنعتقله.”
عندها، سخر وزير الحكومة والكنيست دودي أمسالم قائلًا:
“وعلى من نطلق أولًا، على الطفل أم على الحمار؟”
فيما حاول وزير الدفاع يوآف غالانت إنهاء النقاش بتصريح حازم:
“من يقترب من السياج يجب أن يدرك أنه قد يتعرض للإصابة.”
توتر دبلوماسي مع واشنطن
في الجزء الثاني من الجلسة، شارك السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة يحيئيل لايتر بشكل استثنائي، ووجّه انتقادًا لاذعًا للوزراء الداعمين لمشروع قانون فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، معتبرًا أن هذه الخطوة “تمس بالعلاقة الحيوية مع واشنطن”.
وردّ عليه بعض الوزراء بالقول إن من الضروري أن “تسمع الإدارة الأميركية أيضًا الأصوات المعارضة داخل إسرائيل”.
ما هو “الخط الأصفر”؟
يمثّل “الخط الأصفر” الحدّ الذي انسحب إليه الجيش الإسرائيلي في إطار المرحلة الأولى من اتفاق شرم الشيخ بوساطة أميركية، بهدف تثبيت وقف إطلاق النار وتهيئة الظروف لإتمام صفقة تبادل الرهائن.
ويحدّد الخط نطاق انتشار الجيش قبل بدء عملية “عجلات جدعون 2” التي كانت تستهدف السيطرة على مدينة غزة.
ووفق المعطيات الميدانية، ما تزال إسرائيل تسيطر على نحو 70% من القطاع، تشمل:
بيت لاهيا، بيت حانون، الشجاعية (شمالًا)، المغازي والبرج (وسطًا)، ورفح ومحور فيلادلفي (جنوبًا).
في المقابل، تخلّت إسرائيل عن السيطرة المباشرة على مدينة غزة ومحور نيتساريم الذي يشطر القطاع إلى قسمين.
“الخط الأحمر” والمرحلة المقبلة من الخطة الأميركية
تتضمن الخطة الأمنية الأميركية – المعروفة إعلاميًا باسم “خطة ترامب للسلام” – انسحابًا لاحقًا للجيش الإسرائيلي إلى ما يُعرف بـ “الخط الأحمر”، وذلك بعد تسليم إدارة غزة إلى حكومة تكنوقراط انتقالية، تتولى فيها قوة عربية–إسلامية–دولية مسؤولية الأمن.
وسيشرف مجلس السلام الأميركي برئاسة الرئيس دونالد ترامب على متابعة تنفيذ الخطوات الميدانية وتحديد معايير الانسحاب.
وبحسب الخطة، فإن الانسحاب الكامل من غزة سيتم فقط بعد نزع سلاح حماس وتفكيك بنيتها العسكرية، على أن تبقي إسرائيل وجودًا عسكريًا محدودًا حول القطاع ومحور فيلادلفي، “حتى يتم ضمان عدم وجود تهديد أمني من غزة”.




