مصر تساهم في جهود البحث عن جثث المختطفين الإسرائيليين في غزة

تتواصل في غزة جهود كبيرة لاستعادة جثامين 13 إسرائيليًا احتُجزوا منذ أكثر من 750 يومًا، في وقت لم تُعد فيه حركة حماس أي جثامين منذ يوم الثلاثاء الماضي، ولا يزال موعد المرحلة المقبلة من عملية التسليم غير واضح.
وفي ظل هذا الجمود، شهدت الساعات الأخيرة تطورين لافتين: الأول، سماح إسرائيل للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار بدخول فريق أجنبي إلى قطاع غزة للمشاركة في جهود البحث عن الجثامين؛ والثاني، إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب مهلة نهائية لحماس تمتد 48 ساعة لإعادة الجثامين.
وقال ترامب في منشور عبر منصته الاجتماعية Truth Social:
“لدينا سلام قوي في الشرق الأوسط، وأعتقد أن هناك فرصة جيدة لاستمراره إلى الأبد. على حماس أن تبدأ بسرعة في إعادة جثامين الأسرى، بينهم اثنان من الأميركيين، وإلا فإن دولًا أخرى مشاركة في هذا الاتفاق الرائع ستتخذ إجراءات. بعض الجثامين يصعب الوصول إليها، لكن يمكنهم إعادة البعض فورًا – ولسبب ما، لا يفعلون ذلك”.
وأضاف ترامب: “لنرَ ما سيفعلونه خلال الساعات الـ48 المقبلة، أنا أتابع الأمر عن كثب”، مشددًا على أن موقفه العادل تجاه الطرفين مشروط بالتزامهم بالتعهدات.
الحية: البحث في مناطق جديدة
من جانبه، قال القيادي في حماس خليل الحية في مقابلة مع قناة الجزيرة إن الحركة “ستدخل اليوم مناطق جديدة للبحث عن بعض الجثامين”، مضيفًا أن “إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها بعد عامين من الحرب، ولن نعطيها ذريعة لتجديد القتال”.
وحول مسألة نزع السلاح، أكد الحية أن “السلاح مرتبط بوجود الاحتلال، وإذا انتهى الاحتلال فسيُعاد السلاح إلى الدولة”، مشيرًا إلى أن الملف لا يزال قيد النقاش مع الفصائل والوسطاء. كما أعرب عن استيائه من محدودية المساعدات إلى القطاع، قائلًا: “غزة تحتاج إلى 6,000 شاحنة يوميًا، وليس 600 فقط”.
أما القيادي في الحركة موسى أبو مرزوق، فقال في مقابلة منفصلة إن حماس “ملتزمة بإعادة كل الجثامين التي يمكن الوصول إليها”، مؤكدًا أن “إدارة ترامب هي الراعية للاتفاق، ونتوقع منها أن تتصرف بعدالة”، محذّرًا من أن “استبعاد حماس من إدارة الأمن في غزة سيؤدي إلى فوضى وفراغ أمني”.
فريق مصري يساهم بجهود البحث
وفي إطار التحركات الميدانية، دخل فريق مصري متخصص في البحث عن الجثامين إلى قطاع غزة مساء السبت، بعد أن منحت إسرائيل الضوء الأخضر لمروره مع معدات هندسية ثقيلة. وتأتي هذه الخطوة عقب زيارة رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد إلى إسرائيل الأسبوع الماضي، حيث جرى التنسيق حول العملية.
ووفق تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية، تحتجز حماس ثمانية جثامين فقط من أصل 13، بينما لا يُعرف موقع الخمسة الآخرين. ومن المتوقع أن تتولى مصر، التي أكد رئيسها عبد الفتاح السيسي التزامه بملف استعادة الجثامين، الدور المركزي في قيادة عمليات البحث.
من جانب آخر، أفادت مصادر إسرائيلية بأن تل أبيب طلبت من واشنطن تحديد مهلة زمنية لإعادة الجثامين قبل فرض عقوبات على حماس، إلا أن الإدارة الأميركية رفضت في البداية خشية انهيار الاتفاق القائم، مفضّلة مواصلة الضغط الدبلوماسي.
وخلال لقاء جمعه في الدوحة بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على متن الطائرة الرئاسية “إير فورس وان”، قال ترامب إن الاتفاق في غزة “يهدف إلى تحقيق سلام دائم”، مشيدًا بدور قطر التي وصفها بأنها “حليف رئيسي للولايات المتحدة ولاعب أساسي في استقرار المنطقة”.




