خبر رئيسيوادي عاره

وادي عارة ضمن المناطق الأعلى إصابة بمرض السكري في البلاد

اليوم العالمي لرفع الوعي تجاه مرض السكري

د. ساشا يسرائيلي من المركز الطبي زيڤ في صفد:

أعلى معدلات الإصابة بالسكري موجودة في منطقة الجولان مرج ابن عامر، الخضيرة وعكا

–          مرض السكري أكثر انتشارًا في صفوف المواطنين العرب مقارنة مع المجتمع اليهودي

–          افتتح مؤخرا في المركز الطبي زيف معهد الضغط العلاجي الذي يشمل غرفة ضغط علاجية وعيادة لعلاج الجروح والقدم السكرية لتسريع عملية شفاء الجروح وتقليص امكانيات بتر الساق وتقليل التعقيدات المرضية 


عشية حلول اليوم العالمي لرفع الوعي تجاه مرض السكري، تتزايد الاتجاهات اما الفردية او الجماعية في صفوف افراد المجتمعات حول العالم التي تؤمن بأهمية الابتعاد عن تناول السكريات لما في ذلك من أهمية صحية تكمن في تقليل العديد من المخاطر التي يسببها السكر لصحة الانسان. ويدور الحديث عن العديد من الافراد الآخرين الذي ابتعدوا عن تناول العديد من المنتجات التي تحتوي على سكريات مشبعة في حين قام آخرون بتقليص نسبة السكريات التي يتناولونها يوميا بشكل كبير ايمناً منهم ان مفتاحاً لحياة أكثر صحة واقل ضرراً. 

ومع حلول اليوم العالمي لرفع الوعي تجاه مرض السكري تحدثت مديرة عيادة السكري المعقد وسكري الحمل والسمنة في المركز الطبي زيڤ في صفد الدكتورة ساشا يسرائيلي مشيرة الى انه حتى العام 2022 اعتبر مرض السكري السبب الرابع للوفاة في البلاد في حين انه ومع نهاية العام 2023 فقد تم رصد أكثر من 658 ألف حالة إصابة بهذا المرض لمصابين من جيل سنتين وأكثر.

وعن انتشار هذا المرض قالت د. يسرائيلي؛ مديرة عيادة السكّري المعقّدة، وسكّري الحمل، وعيادة السمنة. ان انتشار مرض السكري فوق سن الخامسة والعشرين بلغ حوالي 11.9%، أما بين كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، فتبلغ نسبة المصابين بهذا المرض حوالي 33.3%. ويعتبر مرض السكري أكثر انتشارًا بشكل لافت بين السكان العرب والبدو، وكذلك بين الفئات ذات الخلفية الاجتماعية الاقتصادية المتدنية بالإضافة الى المواطنين الذين يسكنون في ضواحي البلاد. هذا وقد لوحظت أعلى معدلات الإصابة بمرض السكري في إسرائيل في منطقة الجولان، منطقة مرج ابن عامر، الخضيرة وعكا، وكلها تقع في منطقة الشمال وتعتبر أيضا من مناطق الضواحي. ولوحظت أدنى المعدلات في مناطق وسط البلاد منها منطقة تل أبيب-يافا، بيتاح تكفا ورحوفوت.

وتطرقت د. يسرائيلي الى نصب الإصابة العامة في البلاد مشيرة الى ان هنالك نسب إصابة عالية على وجه الخصوص في صفوف من يبلغون 45 عامًا فما فوق من جهة، بالإضافة الى جمهور النساء من جهة أخرى.  فاذا تحدثنا عن المواطنين العرب الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، فتشير المعطيات الى ان حوالي 50% من هؤلاء يعانون من مرض السكري، مقارنة بحوالي 30% من اليهود في الفئة العمرية ذاتها.

وتحدثت د. يسرائيلي حول ما يتعلق بالتحكم بالمرض أي موازنة مرض السكري من قبل المصاب من خلال الأدوية والنظام الغذائي او النشاط الرياضي، مؤكدة ان نسبة مرضى السكري غير المتوازنين سكرياً تبلغ أعلى من 9% ومعظمهم من افراد المجتمع العربي بما في ذلك المواطنين البدو، مما يجعل معدل الوفيات الناجمة عن مرض السكري أعلى بين العرب.  

واشارت أيضا انه وبحسب الدراسات فان جودة العلاج المقدمة لمرضى السكري في المجتمع العربي أقل مقارنة بالمجتمع اليهودي، كما ان نسب ممارسة النشاط البدني والالتزام بالحمية الغذائية بين العرب تعتبر نسبة منخفضة مقارنة مع النسبة في المجتمع اليهودي. تجدر الإشارة هنا الى انتشار مرض السكري مرتبط أيضا باتساع ظاهرة السمنة في السنوات الأخيرة سواء في البلاد والعالم أيضا.

وحول أهمية الفحوصات الدورية قالت د. يسرائيلي:” مرض السكري غير المتوازن هو غالبًا -مرض صامت- أي لا ترافقه أعراض في المراحل المبكرة، ولكنه يؤدي الى ما يعرف بتدمير تدريجي للأوعية الدموية الصغيرة والكبيرة في الجسم. المتابعة المنتظمة فقط (فحوصات الدم، الهيموغلوبين السكري، فحوصات البول، فحص قاع العين، فحص القدم) هي التي تسمح باكتشاف الضرر في مرحلة مبكرة واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنعه. كما تمنح المتابعة بمكانية التعديل المستمر للعلاج (الدوائي، الغذائي ونمط الحياة) للوصول إلى توازن أمثل لمستويات السكر، ضغط الدم والدهون في الدم، وبالتالي تأخير أو منع تطور المضاعفات.

وعن أهم مخاطر ومضاعفات مرض السكري قالت يسرائيلي انه هذا المرض مسؤول عن عدة اضطرابات صحية إذا لم يتم اكتشافه مبكراً او إذا لم تتم موازنته من قبل المريض اذ انه يسبب مضاعفات عدة أهمها تلف الأوعية الدموية والأعصاب، بما في ذلك للأوعية الدموية الصغيرة (Microvascular) والأوعية الدموية الكبيرة (Macrovascular). ففيما يتعلق بالعيون مثلاً، يؤدي السكري الى تلف الأوعية الدموية الصغيرة في الشبكية أي ما يعرف باسم (اعتلال الشبكية السكري) الامر الذي قد يسبب العمى. كما يؤدي السكري أيضا اضطرابات في القدرة الجنسية والى تلف الأوعية الدموية الصغيرة في الكلى وتضرر الأعصاب المحيطية الذي قد يؤدي إلى القدم السكرية. كما يسبب السكري أيضا تلفا وتضييقاً الأوعية الدموية الكبيرة (تصلب الشرايين)، النوبات القلبية، السكتات الدماغية، وأمراض الشرايين المحيطية.

وحرصاً على مواكبة أحدث الطرق العلاجية في شتى المجالات سعياً لتقديم الخدمات العلاجية الأفضل والمستحدثة لسكان الشمال قريباً من المنزل، باشر معهد الضغط العالي في المركز الطبي زيڤ عمله في تقديم الخدمات العلاجية لجمهور المتعالجين حيث يشمل المعهد غرفة الضغط، وعيادة لعلاج الجروح والقدم السكرية، والعيادة للعلاج الطبيعي اللمفاوي. ويدور الحديث عن توجه علاجي شمولي (متكامل/كلي) لجميع أنواع الجروح، بما في ذلك الحالات المرضية والمضاعفات الناتجة عن مرض السكري.

وتحدث حول هذا الموضوع د. موشيه كوليكوفسكي، مدير معهد الطب عالي الضغط في المركز الطبي متطرقاً الى ما يعرف باسم القدم السكرية التي تعتبر احدى المضاعفات الخطيرة التي قد يعاني منها مرضى السكري. وقال عن هذه الظاهرة ان تتمثل من خلال تكون جروح لا تلتئم طيلة أشهر وسنوات، الامر الذي من شأنه ان يسبب تلوثات لدرجة قد تصل الى تلوث الجسم بأكمله بالإضافة الى تلوثات عظمية، وصولاً إلى بتر أحد الأطراف او حتى الوفاة.  وقال د. كوليكوفسكي ان أحد الأعراض الأولى لهذه الظاهرة هو فقدان الإحساس والتنميل في القدمين، و/ أو آلام في الأطراف السفلية أثناء المشي، هذه الآلام التي قد تزول بعد الراحة، وهو ما يُسمى “العرج المتقطع”.  حيث يشار هنا الى ضرورة المواظبة على متابعة منتظمة وفحص القدمين لدى ممرضة السكري مرة واحدة على الأقل سنويًا، ووفقًا للحالة الصحية، حتى مرة واحدة كل ثلاثة أشهر.

وعن علاج هذه الحالة المرضية المعقدة من خلال غرفة الضغط العالي في المركز الطبي زيڤ قال د. كوليكوفسكي ان أحد اسباب الاستعمال الأكثر شيوعًا وفاعلية للعلاج في غرفة الضغط للجروح التي تعاني من نقص الأكسجين لدى مرضى السكري. حيث يعد العلاج في غرفة الضغط علاجًا مساعدا ويساهم في تسريع عملية شفاء الجروح التي تحتوي على عنصر نقص الأكسجين (Hypoxic)، وهي حالة موجودة لدى جزء لافت من مرضى السكري، والنتيجة تتجلى بانخفاض معدلات البتر لدى مرضى السكري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى