أخبار

الأطفال البدو في النقب يتصدرون اعلى نسب الوفاة وأكثر من نصف الوفيات وقعت قرب المنزل

عشية يوم الطفل العالمي، كشف بحث جديد صادر عن مؤسسة “بطيرم” لأمان الأولاد عن معطيات صادمة تشير إلى أن الأطفال البدو في منطقة النقب يسجّلون أعلى نسبة وفيات للأطفال في إسرائيل جرّاء الإصابات غير المتعمدة. ونُشرت نتائج البحث الشهر الماضي في المجلة الدولية
Injury Prevention: Unintentional Childhood Injuries and Safety Promotion، تحت عنوان:
“الإصابات غير المتعمدة في مرحلة الطفولة بين بدو النقب: الآليات والمخاطر واستراتيجيات الوقاية”.

طاقم بحث مشترك بقيادة بطيرم وخبراء من الصحة

شارك في إعداد الدراسة فريق بحثي من “بطيرم”: د. أفيعاد أغام، يغئال غودلر، د. إلعاد خاليف، وصوفيا غودلر–برات، بالتعاون مع:

  • البروفيسور فرنسيس ميموني – طبيب أطفال ومحاضر في كلية الطب بجامعة تل أبيب

  • د. جوزيف مندلوفيتش – القائم بأعمال مدير عام وزارة الصحة وطبيب كبير في مستشفى شعاري تسيديك

واعتمدت الدراسة على معطيات رسمية من سجل الوفيات الوطني، والمستشفيات، وأقسام الطوارئ.


معطيات مقلقة: وفيات الأطفال البدو أعلى بـ 3.14 مرة

بحسب النتائج، فإن:

  • نسبة وفيات الأطفال العرب بسبب الحوادث غير المتعمدة أعلى بـ 2.9 مرة مقارنة بالأطفال اليهود.

  • أما لدى أطفال المجتمع البدوي في النقب، فالنسبة أعلى بـ 3.14 مرة مقارنة بباقي السكان العرب.

وتبيّن أن حوادث الطرق تشكّل السبب الرئيسي للوفيات في المجتمع العربي عامة.

53.3% من وفيات الأطفال البدو حدثت قرب المنزل

أظهر البحث أن أكثر من نصف الوفيات (53.3%) في المجتمع البدوي بالنقب وقعت قرب المنزل، وغالبًا شملت حوادث دهس لأطفال تتراوح أعمارهم بين 0–4 سنوات من قبل أفراد العائلة.

وأشار الباحثون إلى أن هذه المعطيات تتطلب تدخلاً مجتمعياً قائماً على فهم الواقع الثقافي والمعيشي بهدف الحد من الوفيات بين الأطفال في المجتمعات المهمّشة.


الأسباب: فجوات بنيوية ومؤسساتية

خلص الباحثون إلى أن هذه الحوادث ليست حوادث فردية، بل تعكس:

  • نقص البنى التحتية الآمنة

  • فوارق اجتماعية واقتصادية حادة

  • ضعف الوصول إلى الخدمات الصحية

  • غياب مساحات لعب آمنة

  • ارتفاع نسبة الأبنية غير المخططة

وأكد الباحثون أن الدولة تتحمّل مسؤولية مركزية في معالجة هذه الفجوات، وأن الخطوات الحالية لا تزال غير كافية.


توصيات الدراسة: بنية تحتية آمنة وثقافة قيادة مختلفة

قدّم الباحثون رزمة توصيات لمعالجة الأزمة، من أبرزها:

  • تحسين ظروف المعيشة في القرى غير المعترف بها:
    طرق معبّدة، إضاءة ملائمة، ساحات لعب آمنة، حماية في مداخل المنازل والسلالم.

  • حملات توعية مُكيّفة ثقافيًا حول القيادة الآمنة ومراقبة الأطفال.

  • تشريعات تُلزم بتركيب كاميرات الرجوع للخلف في المركبات.

  • تعزيز تطبيق قوانين السير داخل المناطق السكنية.

  • تحسين الوصول إلى الرعاية الطبية عبر عيادات متنقلة.

  • بناء الثقة بين المجتمع البدوي والجهات الرسمية كشرط لإنجاح أي برنامج تدخل.

وأكد الباحثون أن تطبيق هذه التوصيات سيساعد الدولة على تقليص فجوات خطيرة في سلامة الأطفال.


بطيرم: “أزمة خطيرة تتطلب تحركًا فوريًا”

وقالت أورلي سيلفينجر، المديرة العامة لمؤسسة “بطيرم”:

“إصابات الأطفال في المجتمع البدوي ظاهرة مقلقة تتطلب معالجة فورية. الفجوات في المعرفة، والانعدام الكبير للبنية التحتية الآمنة، ونقص الخدمات، كلها عوامل تؤدي إلى معدلات إصابة ووفيات أعلى بكثير من المعدل الوطني.”

وأضافت أن “بطيرم” تعمل على برامج تداخل مجتمعي لرفع الوعي في المجتمع البدوي، مؤكدة:

“السلامة حق أساسي لكل طفل، وفي كل بلدة ومجتمع.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى