كشفت دراسة حديثة بالتعاون بين مركز ركاز للبحوث الاجتماعية في جمعية الجليل ووزارة العمل عن وجود علاقة طردية بين ارتفاع مؤشرات الإجهاد الحراري وزيادة حوادث العمل في قطاع البناء، حيث يصل خطر الإصابة إلى 23% في الأيام التي تسجل مستويات إجهاد حراري شديدة.
الدراسة، التي أشرفت عليها الباحثة د. إيناس كيال طربيه، مديرة مركز ركاز، بالشراكة مع ران كوهين، نائب مفتش العمل الرئيسي، استندت إلى بيانات سجل الإصابات في وزارة العمل وبيانات الأرصاد الجوية للفترة بين 2006 و2024، مع تحليل استمر على مدى أربع سنوات في مقر الوزارة.
حقائق رقمية مقلقة
-
مع كل ارتفاع بوحدة واحدة في مؤشر الإجهاد الحراري، يزداد خطر الإصابة بحادث عمل بين عمال البناء بنسبة 2%.
-
عند تجاوز المؤشر 29.3 وحدة، أي في فئة الإجهاد الحراري الشديد، يقفز خطر الإصابة إلى 23%.
-
تأثير الإجهاد الحراري يمتد حتى ثلاثة أيام بعد التعرض له، ما يجعل المخاطر مستمرة وليس لحظية فقط.
إجراءات جديدة لحماية العمال
استنادًا إلى نتائج الدراسة، أعدت وزارة العمل مسودة أنظمة جديدة، تتضمن:
-
منح استراحة إلزامية لمدة 15 دقيقة لكل ساعة عمل خلال أيام الإجهاد الحراري الشديد.
-
تطبيق هذه الإجراءات بشكل خاص في مجالات البنى التحتية، مثل فتح الشوارع وأعمال البناء تحت الشمس.
الإجهاد الحراري والتغير المناخي
الإجهاد الحراري هو مؤشر يجمع بين درجة الحرارة ونسبة الرطوبة لتقييم شعور الإنسان بعدم الراحة، ويصنف من خفيف إلى شديد جدًا (30 وحدة فأكثر). ومع تأثيرات التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة، أصبح العامل يشكل تهديدًا مباشرًا على حياة العمال في الأماكن المكشوفة.
اهتمام رسمي ومؤسسي
حظيت نتائج الدراسة والأنظمة المقترحة باهتمام واسع، وعُرضت في مؤتمر أكاديمي بجامعة بار إيلان بحضور قيادات قطاع البناء والصناعة والتعليم العالي. كما تم تكريم هذا الإنجاز البحثي والتنظيمي خلال فعالية في بيت رئيس الدولة في القدس يوم الأحد الماضي.
