
كشف تقرير حديث لسلطة الضرائب في إسرائيل عن صورة اقتصادية مقلقة تُظهر أنّ عدم المساواة في توزيع الدخل أسوأ بكثير مما كان معروفًا، وأنه لم يطرأ أي تحسّن يُذكر خلال العقد الأخير رغم الوعود الحكومية المتكررة.
أغنى 10% يسيطرون على 45% من الدخل في الدولة
ووفق التقرير، يحصل العُشر الأعلى من السكان – أي أغنى 10% – على 45% من مجمل الدخل في البلاد. هذا المعطى بقي ثابتًا تقريبًا منذ عام 2014، ما يؤكد أنّ الفجوة بين الأغنياء وبقية المجتمع لم تتقلّص مطلقًا.
كما كشف التقرير أن 82% من الأموال المتأتية من الاستثمارات والعقارات والأسهم تذهب مباشرة إلى جيوب الأغنياء، بينما تعتمد غالبية الأسر على الدخل من العمل وليس من الأرباح المالية.
الأرقام الحقيقية تكشف فجوة أكبر من التقارير السابقة
اعتمدت الدراسات السابقة على استطلاعات عيّنة، بينما يستند التقرير الجديد إلى بيانات فعلية من ملفات سلطة الضرائب الخاصة بـ 95% من السكان.
وتُظهر هذه البيانات أن التقارير القديمة كانت تتجاهل نحو 100 مليار شيكل من دخل الأغنياء لأنها لم تكن مسجّلة في الاستطلاعات.
فجوة هائلة حتى داخل طبقة الأغنياء
لا يقتصر التفاوت على الفجوة بين الأغنياء والفئات الأخرى، بل يظهر أيضًا داخل العُشر الأعلى نفسه:
-
أغنى 2% فقط يحصلون على نصف دخل الطبقة الغنية بالكامل.
-
أما الطبقة المتوسطة، فدخلها لم يشهد أي تحسّن ملحوظ منذ عام 2014.
الضرائب ترتفع… والدخل لا يواكب
يشير التقرير إلى أن الضرائب المفروضة على المواطن العادي ارتفعت بنسبة 50% منذ عام 2014، في حين ارتفع الدخل الحقيقي للفرد بنسبة 38% فقط.
النتيجة: المواطنون يدفعون أكثر مما يكسبون، ما يفسّر إحساسهم المستمر بأن تكلفة المعيشة تتصاعد عامًا بعد عام.
الأغنياء يدفعون نسبة أقل فعليًا
ورغم أن الأغنياء يُظهرون على الورق التزامًا ضريبيًا أعلى، إلا أن أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة يدفعون فعليًا نسبة أقل من غيرهم، لأن الجزء الأكبر من دخلهم يأتي من الاستثمارات التي تخضع لضريبة منخفضة مقارنة بضريبة الرواتب.





