لغز مقلق في الناصرة: ثلاثة أطفال أُدخلوا المستشفى بعد استنشاق دبابيس في ظروف غامضة

شهد المستشفى الفرنسي في الناصرة خلال الأسابيع الأخيرة ثلاث حالات طبية نادرة ومثيرة للقلق لأطفال وصلوا إلى قسم الطوارئ بعد استنشاق دبابيس معدنية في ظروف وُصفت بالغامضة وغير المألوفة.
وبحسب الطاقم الطبي، فإن طفلين يبلغان من العمر 11 و13 عامًا من القرية نفسها ومن العائلة ذاتها القريبة من الناصرة، بينما وصل الطفل الثالث، 6 أعوام، من قرية مجاورة. ورغم اختلاف روايات كل حالة، إلا أن القاسم المشترك بينها كان الخطر المباشر على مجرى التنفس والحاجة إلى تدخل جراحي عاجل.
تفاصيل الحالات
أفاد الطفل البالغ من العمر 6 سنوات بأنه كان يمسك دبوسًا في فمه أثناء اللعب والقفز على الأرائك في غرفة الجلوس، ما أدى إلى استنشاقه عن طريق الخطأ.
أما الطفل (11 عامًا)، فأوضح أنه استنشق الدبوس أثناء شرب مشروب غازي، فيما قال الفتى (13 عامًا) إن الدبوس كان بين أسنانه أثناء ركوبه الدراجة الهوائية، واستنشقه لحظة سقوطه عنها.
وفي حالتين، استقر الدبوس في القصبة الهوائية الرئيسية اليمنى، بينما تموضع في الحالة الثالثة في القصبة الهوائية الرئيسية اليسرى، وهي مواقع خطيرة استدعت عمليات جراحية فورية تحت التخدير العام.
تحذير طبي
وقال البروفيسور نائل إلياس، مدير المستشفى وأخصائي أمراض الرئة لدى الأطفال، إن الحالات كانت قابلة للتدهور بسرعة كبيرة:
“وجود دبوس في مجرى التنفس يشكل خطرًا فوريًا على الحياة. إذا لم تتم إزالته سريعًا، فقد يؤدي إلى انسداد أو ثقب في مجرى الهواء. تدخلنا السريع أنقذ حياة الأطفال”.
وأضاف أن إمساك الأطفال بأجسام حادة في أفواههم خلال أنشطة يومية يُعد سلوكًا شديد الخطورة، داعيًا الأهالي إلى الانتباه لذلك.
حالات نادرة ومتكررة بشكل مقلق
من جانبه، قال الدكتور تميم زعبي، الذي قاد الطاقم الجراحي المشترك من أطباء الرئة والأنف والأذن والحنجرة، إن تكرار الحالات خلال فترة قصيرة أمر غير مألوف:
“في الأدبيات الطبية، مثل هذه الحالات نادرة جدًا لدى الأطفال. عادة نراها لدى بالغين أو في ظروف خاصة. ثلاث حالات خلال أسابيع قليلة أمر مريب وغير معتاد”.
وأشار زعبي إلى أن الأطفال لم يقدموا تفسيرًا واضحًا لسلوكهم، مضيفًا:
“طفل في 13 عامًا يركب دراجة ودبوس في فمه، أو طفل في 11 عامًا يشرب مشروبًا غازيًا ودبوس في فمه؟ هذا سلوك غير متوقع في هذه الأعمار”.
احتمال تأثير وسائل التواصل
ورجّح الأطباء أن يكون لتأثير وسائل التواصل الاجتماعي دور محتمل، مشيرين إلى وجود توجهات أو “تحديات” محدودة سابقًا عبر تطبيقات مثل “تيك توك” تتضمن اللعب بأجسام صغيرة في الفم، وإن لم تكن منتشرة على نطاق واسع.
دعوة للوعي واليقظة
وشدد الطاقم الطبي على أن وصول الأطفال في الوقت المناسب إلى المستشفى أنقذ حياتهم، محذرين من أن أجسامًا غريبة أخرى، مثل البالونات أو أجزاء الألعاب، قد تؤدي إلى وفاة قبل الوصول للعلاج.
ويأمل الأطباء في المستشفى الفرنسي بالناصرة ألا تتكرر هذه الظاهرة، مؤكدين على أهمية رفع الوعي لدى الأهالي والأطفال حول مخاطر وضع أجسام صغيرة أو حادة في الفم، حتى خلال اللعب أو الأنشطة اليومية البسيطة.



