أثار قرار إدارة مدرسة ابن خلدون الابتدائية في مدينة باقة الغربية منع طالبة في الصف الثالث من إلقاء قصيدة «موطني» خلال فعالية مدرسية، موجة من الاستياء والغضب في صفوف عائلتها وعدد من أولياء الأمور، في خطوة اعتُبرت مساسًا بحرية التعبير الثقافي واللغوي، وانعكست سلبًا على الحالة النفسية للطالبة.
وبحسب ما أفادت العائلة، بررت إدارة المدرسة قرارها باعتبار أن القصيدة تحمل طابعًا «تحريضيًا»، وهو توصيف قوبل بانتقادات واسعة من الأهالي، الذين أعربوا عن قلقهم من تداعيات مثل هذه القرارات على الطلاب، خاصة في ظل الظروف النفسية الحساسة التي يعيشها الأطفال.
والد الطالبة: القرار ألحق أذى نفسيًا بابنتي
وفي حديث لـراديو الناس، قال رسلان غنايم، والد الطالبة، إن ابنته اختارت من تلقاء نفسها إلقاء القصيدة، كما يفعل باقي الطلاب الذين يُسمح لهم باختيار النصوص التي يلقونها خلال الفعالية الصباحية، دون أي تجهيزات خاصة.
وأوضح أن المعلمة أبدت في البداية تحفظًا، قبل أن ترفض إدارة المدرسة الطلب بشكل قاطع، ما دفع الطفلة إلى التوجه بنفسها لمدير المدرسة، إلا أن طلبها قوبل بالرفض بذريعة أن القصيدة «لا تمثل المدرسة» وتحتوي على «مضامين عنف وتحريض».
وأضاف غنايم أن هذا التوصيف شكّل صدمة للعائلة، لا سيما أن قصيدة «موطني» تُعد من النصوص المعروفة في التراث الثقافي العربي، وتُدرّس وتُتداول منذ عقود.
منع أغانٍ إضافية وتساؤلات حول المعايير
وأشار والد الطالبة إلى أن المنع لم يقتصر على قصيدة «موطني»، بل شمل أيضًا أغنية «أعطونا الطفولة»، الأمر الذي أثار تساؤلات حول المعايير التي تعتمدها المدرسة في السماح أو منع المواد الفنية والثقافية.
تأثير نفسي واضح على الطفلة
وبيّن غنايم أن القرار ترك أثرًا نفسيًا واضحًا على ابنته، التي عبّرت عن إحباطها وحزنها، ولاحقًا أعدّت عرضًا في حصة الحاسوب تساءلت فيه عمّا إذا كان يُسمح للطلاب بالتعبير عن أنفسهم داخل المدرسة، في خطوة اعتبرها والدها مؤشرًا على عمق الأثر الذي خلّفته الحادثة.
وقال: «نحن نتحدث عن طفلة في الصف الثالث، في جيل حساس، وفي واقع نفسي صعب. من المفترض أن تكون المدرسة مساحة أمان واحتواء، لا مصدرًا للضغط».
مطالب بالحوار لا بالمنع
وأكد غنايم أنه توجّه لإدارة المدرسة ولجهات إشرافية في وزارة المعارف، إلا أن الرد اقتصر على التمسك بموقف المدرسة دون فتح باب للحوار أو طرح بدائل تربوية.
وشدّد على أن العائلة لا تسعى للتصعيد، بل تطالب فقط باحترام مشاعر الطلاب ومنحهم مساحة للتعبير، مؤكدًا أن «دور المؤسسة التربوية هو التوجيه والاحتواء، لا المنع والقمع».
غياب رد رسمي
من جهتها، لم تصدر إدارة مدرسة ابن خلدون أي رد رسمي على التوجهات الصحفية حتى لحظة إعداد هذا الخبر، مع التأكيد على أن حق الرد ما زال مفتوحًا.
وتفتح هذه القضية نقاشًا أوسع حول حدود التعبير الثقافي في المدارس، ودور المؤسسات التربوية في التعامل مع الهوية والمشاعر الوطنية، خصوصًا في ظل الظروف السياسية والنفسية الراهنة التي يمر بها الطلاب.




