خبر رئيسيوادي عاره

د. سمير محاميد: محاسبة المجرمين أولى من عرض العضلات في أم الفحم

*إلى أهلي في بلدي*
*د.سمير صبحي – رئيس بلدية ام الفحم*

أهلنا الأحباب؛ نخاطبكم اليومَ بقلبٍ ملؤه الحزن والأسى والألم، إذ ما زلنا في بداية العام 2025، لكننا نشهدُ أرقامًا مفزعةً ومؤلمةً ومقلقةً؛ 19 ضحيّة من مجتمعنا العربي سقطوا نتيجة العنف والجريمة خلال شهر كانون الثاني، وكأننا نسير نحو هاوية لا قاعَ ولا نهايةَ لها، بعد أن أنهينا العام الماضي 2024 مع 230 قتيلًا ومع 244 قتيلًا عام 2023، كل واحد منهم قصّة، وكل واحد منهم مأساة.
إننا نرى بألمٍ شديدٍ وحزنٍ عميق هذه الموجة المتصاعدة من العنف والجريمة التي باتت تهدّد أمننا واستقرارنا، وتفتك بشبابنا، وتسرق أحلام أجيالنا القادمة. هذه الجريمة التي تضرب مجتمعنا ليست قدَرًا محتومًا، وليست واقعًا لا يمكن تغييره، بل هي نتيجة لتراكمات خطيرة، تحتاج منا جميعًا إلى وقفة جادة ومسؤولة ومراجعة لأوراقنا كافة.
إنّ مسؤوليةَ مكافحة العنف تقعُ علينا جميعًا؛ كل أبٍ وأمٍ، كل مربٍ ومعلّمٍ، كل مؤسسة تربوية ودينية واجتماعية. نحن بحاجة إلى تعزيز دور التربية ودعم القيم والأخلاق والدين، إلى حماية وحصانة شبابنا من الوقوع في براثن الجريمة، إلى خلق بيئة آمنة وحاضنة لهم من خلال الاحتواء والدعم.
كما أننا لا نعفي الدولةَ بكل مؤسساتها الرسمية، وعلى رأسها وزارة الامن الوطني وجهاز الشرطة من بالقيام بواجبها تجاه المجتمع العربي، فالجريمة المنظّمة والسلاح غير المرخص ينتشران أمام أعين الجميع، ولا زلنا نرفع صوتنا أن الدولة لا تقوم بواجبها بتاتًا في هذا الملف، وسنبقى نطالبها بأخذ دورها للجم هذا المارد المتوحّش، ووقف هذا النزيف، وأن يكونَ هناك تحرّك حقيقي وجاد لمحاسبة المجرمين والعصابات التي تعيث فسادًا في بلداتنا، وليس عرض العضلات كما حصل هذا الأسبوع في بلدنا، وإغلاق وحظر لجان الإصلاح والسلم الأهلي التي تعمل على إصلاح ذات البين وتمنع النزاعات والخلافات والخصومات ان تكبر وتتطور.
أهلنا الأعزاء، نحن في بلدية أم الفحم سنواصل جهودنا في وضع برامج وخطط عمل لمكافحة العنف، وسنكون دائمًا صوتًا صارخًا باسمكم لوقف هذا التدهور الخطير بالشعور بالأمن والأمان.
تعالوا بنا يا أهلنا ليأخذ كل منا دوره ومسؤوليته تجاه عائلته والدائرة القريبة منه، ولنزرع في قلوب أبنائنا حبّ الحياة. فمعًا نستطيع بناء مجتمع أكثر أمنًا واستقرارًا، معًا نواجه العنف والجريمة، معًا من أجل أم الفحم أكثر أمنًا وأمانًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى